براءة أرتيتا! صفقات الصيف "المضروبة" تقود آرسنال نحو إنجاز تاريخي محتمل

إن فوز رايا، بجائزة رجل المباراة ضد بورتو دليلاً إضافيًا على صحة قرار أرتيتا، المثير والشجاع باستبدال آرون رامسديل، بالحارس الإسباني في الصيف.

ولم يتم الترحيب بهذا القرار فى البداية سواء من الجماهير أو وسائل الإعلام، ولم يتم إشراك رايا، فورًا في التشكيل الأساسي ولم يشارك لأول مرة في الدوري الإنجليزي حتى سبتمبر، ولكن بمجرد مشاركته أثبت صحة قرار أرتيتا.

وتعرض أرتيتا، لانتقادات عنيفة من ديفيد سيمان وبيتر شمايكل، بسبب قسوته ضد رامسديل، وهاجمه أيضًا والد حارس مرمى آرسنال.

نجح رايا، فى إثبات أنه أفضل من رامسديل، في حراسة مرمى آرسنال حيث تحسن تعامل الجانرز مع الكرات داخل منطقة الجزاء هذا الموسم ولم يحقق أي حارس مرمى في الدوري الإنجليزي نسبة أعلى من حارس الجانرز فى التمريرات العرضية (14.9٪) هذا الموسم، حيث حقق رامسديل رقمًا قدره 5.8٪ فقط في موسم 2022-23.

وتتفوق أرقام رايا، فى إكمال التمريرات على رامسديل، بالموسم الماضي بالإضافة أن تسديداته السريعة تخلق بانتظام فرصًا جيدة لزملائه في الفريق، وإذا كان هناك أي علامات استفهام حول تفوق رايا على رامسديل، سابقًا فيوم الثلاثاء الماضي أثبت رايا، أنه يمكن الاعتماد عليه فى اللحظات الهامة لحسم المباراة.

قبل بدء ركلات الترجيح ضد بورتو، تألق رايا، وتصدى لتسديدتي إيفانيلسون، في الشوط الأول وفرانسيسكو كونسيساو، في الشوط الثاني وعندما جاءت لحظته الحاسمة، قفز وأنقذ مرمى آرسنال من ضربتى جزاء ويندل وجالينو.

وكان رايا سعيدًا بعد المباراة وقال:" أنت تلعب كرة القدم من أجل هذا النوع من الأشياء وأنا محظوظ لأنني ألعب مع آرسنال، وأن أكون في دوري أبطال أوروبا، وأن أتأهل إلى الدور ربع النهائي سنستمتع بالليلة".

وتأهل آرسنال إلى دور الثمانية للمرة الأولى منذ 14 عامًا فى إنجاز تاريخي لهم والفوز أخيرًا بمباراة حاسمة أوروبية في ملعب الإمارات جاء بعد خمس محاولات سابقة غير ناجحة.

ولذلك حصل أرتيتا، على الكثير من الثناء لأن أحد صفقاته الذي صمم على التعاقد معها هو الذي قاد الفريق إلى هذا الإنجاز.

رايا، ليس الوحيد من بين صفقات أرتيتا، الذين أثبتوا خطأ المشككين في الفترة الأخيرة، فعندما وصل جورجينيو، إلى آرسنال في يناير 2023، كانت هناك بعض المخاوف حيث فشلت صفقات الفريق السابقة القادمة من تشيلسي وكان الجمهور يشعر بالإحباط لأن الجانرز لم يتمكنوا من ضم مويسيس كايسيدو.

وبسبب البداية البطيئة والمحبطة للنجم الإيطالى مع آرسنال زادت الانتقادات وخيبة الأمل وكان مرتبطًا بالرحيل إلى فريق فنربخشه في الصيف الماضي وارتكب خطأً كارثيًا في تعادل آرسنال المخيب للآمال في ديربي لندن.

ولكن فى الأسابيع الأخيرة تحسن أداء جورجينيو، كثيرًا وقدم سلسلة من العروض وكان أفضل لاعب في الفريق ولعب دورًا حاسمًا في التفوق على دفاع إشبيلية وكان رائعًا فى فوز الجانرز على ليفربول بنتيجة 3-1.

بعد تألق جورجينيو، كشف أرتيتا أن اللاعب كان يعاني من إصابة مزعجة طوال الموسم قائلًا: "لقد كان لا يصدق وأقول دائمًا إنه مثال ونموذج يحتذى به، لقد كان يعاني من الكثير من الألم منذ أشهر ولم يكن يريد التوقف، ودائمًا يكون أول من يدخل وآخر من يخرج، أنا محظوظ حقًا بوجود لاعبين مثله معنا".

وأضاف: "كنت أتخيل مدى حاجتنا إليه إنه لاعب ذكي حقًا، وأهم صفاته هو أنه يربط الجميع من حوله"، وفي الأسابيع الأخيرة، كان جورجينيو، لاعبًا أساسيًا وقاد هجوم أرسنال بشكل مثالي، كما أن وجوده سمح لديكلان رايس، بالتقدم بشكل أكثر ولديه تفاهم رائع مع قائد الفريق مارتن أوديجارد.

فى المقابل، لا يزال كايسيدو، يعانى في تشيلسي وليس هناك شك أن أرتيتا وآرسنال كانوا على حق في ضم النجم الإيطالى ذو الخبرة الكبيرة.

قد انعكس تحسن مستوى جورجينيو، على استعادة نجم تشيلسي السابق كاى هافيرتس، لمستواه أيضًا، ولم تتلقى أى صفقة لأرتيتا، هذا الموسم العديد من التقييمات السلبية مثل النجم الألمانى الشاب حيث تم التشكيك في رسوم انتقاله البالغة 65 مليون جنيه إسترليني عندما كان آرسنال يبحث عن أموال لتمويل التعاقد مع مهاجم يسجل الأهداف في يناير الماضي.

ولكن مؤخرًا بدأ هافرتس، أخيرًا في هز الشباك بانتظام منذ بداية العام حيث سجل أربعة أهداف وتمريرتين حاسمتين في آخر أربع مباريات في الدوري الإنجليزي وحسم اللاعب فوز الجانرز الغالى ضد برينتفورد، بفضل هدفه من رأسية رائعة.

ورغم تراجع مستوى هافيرتس، خلال مباراتى بورتو وارتكابه بعض الأخطاء الفادحة ولكنه سجل ضربة جزاء فى مواجهة الإياب ضد الفريق البرتغالي ويواصل إثبات أنه قد يصبح صفقة جيدة.

ربما لم تجذب الصفقات الأخرى لآرسنال الاهتمام مثل هافرتس، لكن الوافدين الجدد لياندرو تروسارد وجاكوب كيفيور، أثبتوا فائدتهم للجانرز في عام 2024.

ومثل جورجينيو، تم مهاجمة تروسارد، باعتباره أقل من مودريك، الذي كان آرسنال مرتبطًا بضمه لكن مستواه تطور بشكل كبير ضد بورتو عندما أنهى بشكل رائع تمريرة أوديجارد، البارعة ليعادل نتيجة آرسنال في مجموع المباراتين.

وتطور كيفيور، أيضًا في دوره بمركز الظهير الأيسر وأصبح الآن أعلى من أولكسندر زينتشينكو، في الترتيب الدفاعي مما يثبت موهبته، لقد جعل هذا المركز خاصًا به منذ مشاركته كبديل في الشوط الأول من فوز فريقه على ليفربول الشهر الماضي، وشارك أساسيًا في كل مباراة بعد ذلك حيث فاز آرسنال في كل من هذه المواجهات باستثناء الهزيمة خارج أرضه أمام بورتو.

كيفيور، ليس هو الأكثر تألقًا في الهجوم، وقدومه في يناير الماضي لم يثير حماس الكثير من المشجعين، لكنه مميز دفاعيًا وأصبح يبدو وكأنه يستحق أكثر من مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني.

بعد قضاء معظم شهر يناير الماضي في التساؤلات والهجوم على صفقات آرسنال، يشعر أرتيتا، الآن بالرضا من بعض تعاقداته الأكثر إثارة للجدل والتي تتألق حاليًا لكن الجانرز لا يستطيعون أن يراهنوا عليهم في الصيف.

وعلى الرغم من تحسن مستوى هافرتس، إلا أن جفافه التهديفي السابق يثير مخاوف بشأن ما إذا كان هو المهاجن الذي سيقود آرسنال خلال السنوات المقبلة، وتم ربط النادي بفيكتور أوسيمين وإيفان توني، ويبدو أن جميع الدلائل تشير إلى حاجة أرتيتا، إلى التعاقد مع مهاجم مميز في نهاية الموسم.

ولكن آرسنال في الوقت الحالي في وضع أفضل بكثير مما كانوا عليه في يناير ولهذا السبب، يستحق أرتيتا، الثناء.