"بديل مبابي"! .. عثمان ديمبيلي يخيب الآمال في باريس سان جيرمان

على الرغم من صعود مستواه وهبوطه في برشلونة، فعَّل باريس سان جيرمان الشرط الجزائي في عقد ديمبيلي بقيمة 50 مليون يورو بعد أن كان على حافة الهاوية لمدة عامين، واستمتع اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا بتحول ملحوظ تحت قيادة تشافي.

لمدة 18 شهرًا، كان ديمبيلي أحد أفضل الأجنحة في الدوري الإسباني وخلال الموسمين الأخيرين له مع برشلونة سجل 10 أهداف وصنع 22 آخرين وشكل شراكة مميزة مع روبرت ليفاندوفسكي في الهجوم وساهم في تحقيق البلوجرانا لقب الدوري الإسباني بعد غياب ثلاث سنوات.

وكان ديمبيلي، للمرة الأولى منذ موسمه المميز مع بوروسيا دورتموند في عام 2016، يتخذ القرارات الصحيحة ويرتكب أخطاًء أقل وسجل أهدافًا ضد أتلتيكو مدريد وأتلتيك بيلباو، وقدم تمريرات حاسمة رائعة أمام بلد الوليد وفيكتوريا بلزن.

وعندما غاب عن برشلونة كان أداء الفريق أسوأ بشكل ملحوظ وعاني ديمبيلي، دائمًا من إصابات متكررة حيث تعرض لإصابة في أوتار الركبة وغاب أربعة أشهر، وخسر برشلونة في هذه الفترة 8 نقاط وخرج من كأس الملك وسجلوا عدد أهداف أقل واستقبلوا المزيد، وأنهى ليفاندوفسكي، الذي كان في السابق يسير بسرعة 30 هدفًا في الدوري، الموسم برصيد 23 هدفًا فقط.

لقد كانت مفاجأة عندما غادر إلى باريس سان جيرمان، واعترف تشافي أن البلوجرانا كان يود الاحتفاظ بالجناح الفرنسي، لكن باريس سان جيرمان استوفى الشرط الجزائي الخاص به، وقبل ديمبيلي بسرعة العودة إلى وطنه.

على الرغم من تحسن مستواه، ربما كان ديمبيلي بحاجة إلى تغيير الفريق ومن الناحية النظرية، خطوة باريس سان جيرمان مثالية للنجم الذي لا يزال بحاجة إلى بداية جديدة، لقد كان من المفترض أن ديمبيلي لاعب من الطراز العالمي ويحتاج فقط إلى المكان المناسب ليصبح أحد أفضل الأجنحة في العالم، بفضل سرعته والقدرة على المراوغة.

لقد أظهر إمكانات كافية عندما كان مراهقًا في كل من رين ودورتموند وفي موسم 2016-2017، تألق ديمبيلي في ألمانيا وعلى الرغم من وجود تساؤلات حول تصرفاته الغريبة خارج الملعب وتدميره للشقة التي كان يستأجرها من يورجن كلوب إلا أنه أثبت تأثيره الكبير على فريق توماس توخيل.

وأشاد توتشي، بأداء اللاعب ومنح المراهق دقائق ثابتة من بداية المباراة وبعد ذلك كان مساهمًا رئيسيًا، وسجل الهدف الأول في نهائي كأس ألمانيا، مما جعله فريق الموسم في الدوري الألماني، وفاز بجائزة أفضل لاعب جديد في الدوري.

كل ذلك أقنع برشلونة بدفع مبلغ مبدئي قدره 105 ملايين يورو للتعاقد معه في ذلك الصيف أثناء بحثهم عن بديل نيمار، وعلى الرغم من أن الفترة التي قضاها في كاتالونيا كانت متباينة إلا أن الأداء في آخر 18 شهرًا أشار إلى أن ديمبيلي قد يكون في طريقه للوفاء أخيرًا بالوعد الذي أظهره عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا.

وكان من المفترض أن يكون باريس سان جيرمان هو المكان المثالي لبداية جديدة للنجم الفرنسي.

الأمور لا تسير كما هو مخطط له حتى الآن ويعاني ديمبيلي، فلم يسجل الجناح حتى الآن سواء للنادي أو المنتخب هذا الموسم وقدم تمريرتين حاسمتين فقط و6 فقط من تسديداته البالغ عددها 23 كانت على المرمى، ويبلغ إجمالي أهدافه المحققة ما يزيد قليلاً عن اثنتين.

وكان عام 2023 للنسيان بالنسبة لديمبيلي، بعد إصابته وسجل 17 هدفًا مباشرًا في جميع المسابقات مع ناديه ومنتخب بلاده، وشارك في كأس عالم مع فرنسا ولكن تم استبداله قبل نهاية الشوط الأول في المباراة النهائية.

وفي المباريات التسع التي أعقبت عودته من إصابة في أوتار الركبة، سجل هدفين فقط، ويمكن لديمبيلي أن يفعل المزيد من المساعدة لزملائه فمبابي ليس في حالة جيدة وينبغي أن يسجل أكثر مما هو عليه الآن ، إن حصول ديمبيلي على 2.9 تمريرة حاسمة متوقعة يشير إلى أنه كان ضحية للإنهاء الضال.

ورغم ذلك فإن نسبة إتمام التمريرات للجناح هي الأعلى منذ عام 2021، ومهاراته في المراوغة جيدة كما كانت دائمًا، ومع حقيقة أن باريس سان جيرمان يسجل هدفين إضافيين تقريبًا في كل 90 دقيقة عندما يكون ديمبيلي في الملعب، لا يزال هذا اللاعب يمثل نقطة إيجابية لفريقه.

باريس سان جيرمان، بشكل عام، في وضع جيد ومع ذلك تشير الإحصائيات إلى مشكلة أعمق وهي أن ديمبيلي، "كفرد" لا يظهر عندما يحتاج الفريق إليه وفي مرحلة ما سيكلف ذلك الباريسيين.

يمكن أن يكون تغيير الفريق أمرًا خطيرًا، فبعد تألق ديمبيلي، في موسمه الأخير بدورتموند وتسجيله 10 أهداف وصناعة 21 في جميع المسابقات انخفضت هذه الأرقام بشكل مثير في أول موسم له في إسبانيا، حيث سجل خمس أهداف فقط وصنع ثمانية.

وأنضم ديمبيلي، إلى برشلونة في وقت كان يعاني فيه النادي بعد رحيل المدرب ومشاكل هيكلية ورحيل نيمار، وتعاقدوا مع أنطوان جريزمان وفيليب كوتينيو ومالكولم، ولكن أثبتوا جميعًا أنهم مجرد إهدار كبير للمال ويمكن أن يصنف ديمبيلي بسهولة ضمن هذه الفئة أيضًا.

ولكن في باريس لم يساعد لويس إنريكي ديمبيلي على التألق، حيث بدأ اللاعب الموسم باللعب على يمين خط الهجوم وكان يُطلب منه بشكل روتيني التدخل بقدمه اليسرى للتواصل مع المهاجم ثم تم إشراكه في عدد من المراكز المختلفة وفي الآونة الأخيرة، قام لويس إنريكي بوضع ديمبيلي على الجانب الأيمن من خطة الهجوم 4-2-4، في نظام لا يناسبه.

أولوية لويس إنريكي ليست إبقاء ديمبيلي سعيدًا، بل الحصول على النتائج من فريقه وبالنسبة لفريق باريس سان جيرمان الذي يحتل حاليًا المركز الثاني في الدوري الفرنسي ويتصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا، فليس لديه سبب وجيه لتغيير الأمور.

لا يساعد ديمبيلي، حقيقة أن هناك الكثير من الخيارات الأخرى التي يمكن لمدربه أن يلجأ إليها على الجانب الأيمن من الملعب، فقد قدم كانج لي إن، بعض العروض الرائعة في هذا المركز منذ عودته من دورة الألعاب الآسيوية، وكان من الممكن أن يشارك لدقائق أكثر وهناك أيضًا برادلي باركولا، وهو متعدد الاستخدامات وإذا لزم الأمر لن يكون مفاجئًا رؤية كارلوس سولير، أو حتى كولو مواني يقاتلان على هذا المركز.

لذا، هل سينجح ديمبيلي، الذي أُطلق عليه ذات مرة لقب "أفضل من مبابي" إلى الوصول لمستوى القمة؟ لقد مضى ديمبيلي أشهرًا دون أن يهز الشباك، كما أن مساهتمه بأربع تمريرات حاسمة فقط منذ فبراير لا توحي بالثقة أيضًا وعلى الرغم من أن فريقه يفوز وسيستمر حتمًا في حصد النقاط بفضل قوة مبابي وحده إلا أن ديمبيلي يجب أن يلعب دورًا أكبر للحفاظ على مكانه في التشكيلة.

ويمكن أن يؤدي ديمبيلي الذي يتمتع باللياقة البدنية والنشاط إلى تنافس الباريسيين على جوائز أكبر ومن الممكن أن تعود الطموحات الكبيرة في دوري أبطال أوروبا مجددًا ولكن كل هذا متوقف على رغبة اللاعب.