بداية إدارية ناجحة!.. خطف عمر برادة من السيتي أول نجاحات راتكليف مع مانشستر يونايتد

ولد برادة، في باريس لأبوين مغربيين، لكنه درس في الولايات المتحدة، والتحق بجامعة في ماساتشوستس لدراسة الهندسة لكنه ترك الدراسة بعد 6 أشهر فقط، واتخذ قرارًا شجاعًا بالانتقال إلى برشلونة عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا.

وبعد حصوله على وظيفة في شركة تيسكالي، وهي شركة اتصالات إسبانية التقى برادة بزوجته وتحول مستقبله إلى كرة القدم، وقام برشلونة بتعيين الرئيس التنفيذي لتيسكالي كرئيسًا جديدًا للتسويق، وتمكن من إقناع النادي بمنح برادا وظيفة أيضًا، ليبدأ في العمل مع تشيكي بيجيريستين وفيران سوريانو لأول مرة.

وتم تعيين برادة، في منصب رئيس قسم الرعاية ببرشلونة، وكانت علاقته جيدة مع بيب جوارديولا، قبل رحيله في عام 2011، ثم وافق على تولى منصب رئيس تطوير الأعمال الدولية في السيتي، مع انضمام بيجيريستين وسوريانو إلى النادى بعد سنة واحدة فقط.

وأصبح برادة، المدير التنفيذي للعمليات في السيتي في عام 2016 وهو نفس العام الذي بدأ فيه عهد جوارديولا كمدرب رئيسي ومنذ ذلك الوقت أصبح اليد اليمنى لسوريانو، وبصفته العضو المنتدب لمجموعة سيتي لكرة القدم والتي تمتلك الآن إجمالي 13 ناديًا، لم يكن سوريانو، قادرًا دائمًا على تغطية جميع الأنشطة اليومية ولذلك تولى برادة، المسؤولية في المسائل التسويقية والتجارية والإعلامية وطُلب منه أيضًا مساعدة بيجيريستين في مهامه كمدير رياضي، والأهم من ذلك أن يكون له رأي في الصفقات.

ووفقًا لصحيفة "ذا أثلتيك" ساعد برادة، في إتمام صفقة أيميريك لابورت، مقابل 57 مليون جنيه إسترليني في يناير 2018، وتطور سريعًا وتم ترقيته مجددًا إلى منصب كبير مسؤولي عمليات كرة القدم وكان هذا التعيين بمثابة أولى خطواته في منصب كبير بمجموعة السيتي لكرة القدم.

على مدار السنوات الأربع الماضية، كان برادة، عنصرًا أساسيًا في استراتيجية صفقات السيتي، وأهمها التعاقد مع إرلينج هالاند، من بوروسيا دورتموند بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني، وافتتح برادة وبيجيريستين، في البداية المحادثات مع "الوكيل الراحل مينو رايولا"، بشأن ضم هالاند، في فبراير 2022، وتمكنوا من حسم الصفقة في يونيو، بعد منافسة قوية مع ريال مدريد.

وأثبت هالاند، نجاحه حيث قاد السيتي للتتويج بلقبهم الأول ببطولة دوري أبطال أوروبا، وقال برادة، في فيلم وثائقي لشبكة سكاي: "كان بإمكان لاعب مثل هالاند اختيار أي فريق كبير في أوروبا وكانت جميع الفرق الكبرى تقريبًا مهتمة بتوقيعه، بالنسبة لنا كان الأمر يتعلق بفهم ما يحفزه وعندما تلخص الأمر كان يريد مشروعًا لكرة القدم وقد أمضينا الكثير من الوقت في شرح مشروعنا، إنه يتمتع بشخصية قوية وقد اتخذ القرار بنفسه وحقيقة أن والده لعب لمانشستر سيتي، ساعد في حسم الأمور".

وأضاف: "لقد أصبح سوق الانتقالات منافسة قوية وضغط هائل يجب أن تتعامل معه ورغم وجود عناصر في الصفقة مثل الراتب والعمولة لكن أنت تتعامل مع أشخاص لديهم أحلام ومخاوف وعليك أن تحاول حقًا أن تفهم من تتحدث إليه، وعندما تفهم ذلك سيكون لديك إحساس أفضل بكيفية التفاوض ".

هذا النهج المدروس للتعاقد مع لاعبين جدد هو بالضبط ما كان مفقودًا في يونايتد في حقبة ما بعد السير أليكس فيرجسون، حيث انفقت عائلة جليزر، أموالًا باهظة لكن الافتقار إلى التخطيط المناسب أدى إلى خلل كبير بالنادى سيحاول برادة إصلاحه.

وفقًا لصحيفة "ذا أثلتيك" كان برادة، مسؤولاً عن وضع اللمسات الأخيرة على شروط العقود للاعبين الجدد الأمر الذي تطلب منه أن يكون على دراية تامة بجداول الرواتب في الفريق وقد ساعد عمله على ضمان عدم دفع مانشستر سيتي مبالغ زائدة في الصفقات ووجود هيكل واضح للأجور يضمن الحفاظ دائمًا على الانسجام في غرفة تبديل الملابس.

على عكس الوضع في مانشستر يونايتد الذي دفع أموالًا باهظة للتعاقدات الجديدة مع هاري ماجواير وجادون سانشو وأنتوني، الذين أثبتوا فشلهم بالإضافة إلى كاسيميرو وفاران، مما أدى إلى ضرورة دفع النادى مبلغ 500 ألف جنيه إسترليني شهريًا منذ سبتمبر للاعبين فقدوا مستواهم أو تم تهميشهم بسبب الإصابة، أو تم استبعادهم لأسباب تأديبية.

وقد أدى هذا النموذج المالي غير المستقر إلى تمرد بعض اللاعبين على المدرب تين هاج، كما فعلوا مع المدربين السابقيين، وقال برادة، في مقابلة مع صحيفة " ذا أثلتيك" في عام 2020: "فيما يتعلق بهاري ماجواير، فقد أظهرنا بوضوح شديد خلال المواسم القليلة الماضية أننا لن نضم لاعب إلا إذا شعرنا أن هذا هو التقييم الصحيح وعلى جودة اللاعب وعمره وخبرته وما يمكنه تقديمه للفريق، حددنا أهدافنا".

وسيبدأ الرئيس التنفيذي الجديد ليونايتد على الفور في إصلاح سياسة الصفقات بالنادي عندما يبدأ العمل رسميًا في أولد ترافورد وستنتهي قريبًا ظاهرة الإنفاق المتهور، حيث أصبح فريق أحلام راتكليف، جاهزًا بالفعل للعمل وإنقاذ اليونايتد.

في نوفمبر الماضي، أعلن ريتشارد أرنولد، استقالته من منصبه كرئيس تنفيذي ليونايتد وتولى رئيس الشؤون القانونية باتريك ستيوارت، المسؤولية بشكل مؤقت.

وكان أرنولد، رئيسًا للقسم التجاري في عهد نائب الرئيس التنفيذي السابق ليونايتد إد وودوارد، ولذلك كان يركز على النتيجة النهائية من وجهة نظر اقتصادية، بدلاً من أن يكون لديه أي نظرة حول الأفضل لتحسين الفريق، ولن يكون هذا هو الحال مع برادة، الذي من المتوقع أن يقوم بالتعاقدات وتعيين المديرين الفنيين وإعادة تشكيل قسم كرة القدم بأكمله.

لقد حدد راتكليف، جنبًا إلى جنب مع السير ديف برايلسفورد وجان كلود بلانك، العضوان الآخران المكلفان بالإشراف على الصفقات في يونايتد ويعتقدون أن برادة هو الرجل المناسب لتحسين النادى.

ووافق جويل وأفرام جليزر، على تعيين برادة، وذكرت صحيفة "ذا أثلتيك" أن راتكليف قاد المحادثات منذ البداية ويبدو أن أيام يونايتد في التعاقدات والانتقالات الفاشلة قد انتهت وسيقوم قيام الملياردير البريطاني باختيار موظفيه بشكل منهجي لتحقيق النجاح.

وفقًا لطبيعته، لم يوافق برادة، على الفور عندما اتصل به مانشستر يونايتد، ودرس بعناية جميع خياراته قبل الموافقة على تبديل السيتي باليونايتد ووفقًا "لبي بي سي" فقد "تألم من القرار" بسبب الفجوة الحالية بين الناديين.

ورغم نجاحه السابق والمؤثر ليس هناك ما يضمن نجاح برادة، في يونايتد فهو ينضم إلى نادي في المراحل الأولى من التجديد لكن هذا لن يخفف من الضغط عليه لتحقيق نتائج فورية.

ويجذب مانشستر يونايتد اهتمام الجميع في الفترة الأخيرة ويجب على برادة، أن يعتاد على الضغط ويتعامل معه وعلى سبيل المثال، فبعد دقائق فقط من تأكيد تعيينه تم تسريب تغريدات سابقة له على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت سخريته من الونايتد.

وفي فبراير 2012، كتب أحد المنشورات من حساب باسمه: "عالق في المطار بسبب التأخير نتيجة الثلوج وأقضي الوقت في مشاهدة مباراة مانشستر يونايتد وتشيلسي وأتمنى خسارة اليونايتد"، ثم منشور أخر بعد عام: "أشاهد نهائي دوري أبطال أوروبا 1999 بين مانشستر يونايتد وبايرن لقد نسيت مدى استحقاق بايرن حقًا للفوز بتلك المباراة".

وفي نهاية فترة ديفيد مويس، المشؤومة في أولد ترافورد في موسم 2013-2014، نشر حساب برادة، عنوانًا رئيسيًا لصحيفة "الجارديان" مضمونه "مانشستر يونايتد كيف دخلوا في هذه الفوضى؟".

ومن غير المرجح أن يشعر برادة، بالانزعاج من هذه الأمور لكن سيتعين عليه التعامل مع الضغط الشديد منذ اليوم الأول في أولد ترافورد حيث يزال يونايتد في "فوضى" حقيقية في الوقت الحالي، وهو أمر لم يعتاد عليه عمر الذي كان جزءًا من آلة السيتي المجهزة جيدًا لفترة طويلة.

من النادر أن تقوم الأندية الإنجليزية الكبرى بتعيين مديرين تنفيذيين لبعضها البعض، وكان المثال الأكثر شهرة حتى الآن هو انتقال بيتر كينيون، المدير التنفيذي لمانشستر يونايتد بين عامى 2000-2003 قبل حوالي 20 عامًا إلى تشيلسي وتوليه نفس المنصب، وبرز البلوز بعد ذلك كقوة مهيمنة في الدوري الإنجليزي.

ويأمل يونايتد أن يتمكن برادة، من إحداث تأثير مماثل، واستقالته لن تمثل جرحًا للسيتي لأن أبطال إنجلترا وأوروبا لديهم نظام إدارى ناجح.

ويبدو أن هناك فرصة ضئيلة لأن يتنحى سوريانو قريبًا، وهذا هو السبب جزئيًا في قبول برادة، لعرض يونايتد، حيث يعتبر رويل دي فريس، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة مانشستر خليفة الإسباني على المدى الطويل وذكرت صحيفة "ذا أثلتيك" أنه على الرغم من حزن السيتي على رحيل برادة، إلا أنهم ليس لديهم أدنى شك في أن قسم كرة القدم لديهم سوف يتكيف ويستمر في وضع المعايير الصحيحة.

ويتابع يونايتد تهم السيتي وعددهم 115 تهمة والخاصة باللعب المالي النظيف بسبب الحسابات الكاذبة المزعومة والصفقات التجارية المتضخمة بين عامي 2009 و2018 ونفى النادي ارتكاب أي مخالفات، ولم يتورط برادا شخصيًا، لكنه تعامل مع القضية و خطر فرض أي عقوبات على برادة، عندما يتم محاكمة السيتي تفوق الإنجازات المحتملة التي قد يجلبها وصوله لليونايتد.

ووفقًا لصحيفة "التلجراف" انجذب الشياطين الحمر إلى برادة، بسبب سجله في تطوير وبيع أفضل خريجي الأكاديمية مثل كول بالمر وجيمس ترافورد وروميو لافيا، الذى تمكن السيتي من الاستفادة منهم في السنوات الأخيرة ويمتلك برادة أسلوبًا قويًا حيث قال فابريتسيو رومانو، عبر "يونايتد ستاند" أن فلسفته مع اللاعبين أصحاب الأداء الضعيف كانت مميزة وساعدت على شحنهم مجددًا.

وهناك طريق طويل أمام يونايتد قبل أن يطلق على نفسه لقب نادي النخبة مرة أخرى، ولكن إذا كان بإمكان أي شخص تسريع هذه العملية، فهو برادة.