Gettyلم يكن فوز باريس سان جيرمان على برشلونة (1-2) مساء الأربعاء مجرد نقطة تحول رياضية في مرحلة المجموعات من دوري أبطال أوروبا. بل أثار أيضًا موجة من ردود الفعل خارج الملعب.
كيليان مبابي، الذي سجل ثلاثية مع ريال مدريد في اليوم السابق في ألماتي، أبدى إعجابه بصديقه وزميله السابق أشرف حكيمي، الذي كان رائعًا مرة أخرى في كامب نو. أثارت رسالته، التي كانت عفوية وودية في الوقت نفسه، ضجة فورية على مواقع التواصل الاجتماعي. نعود إلى هذه اللحظة التي توضح العلاقة النادرة بين نجمين عالميين.
Getty Imagesغادر كيليان مبابي باريس سان جيرمان في عام 2024 للانضمام إلى ريال مدريد، لكنه لم يفقد اهتمامه بناديه السابق. بعد أن سجل ثلاثية رائعة في دوري أبطال أوروبا ضد كايرات ألماتي (0-5)، جلس مهاجم الميرينجي أمام شاشته لمتابعة مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان.
وقد منحه فوز باريس (1-2) سبباً إضافياً للابتسام: فقد قدم صديقه العزيز أشرف حكيمي مرة أخرى أداءً مبهراً. بعد أن تمت ترقيته إلى منصب القائد في غياب ماركينيوس، حافظ الظهير الأيمن المغربي على مكانته، مؤكداً أنه لا يزال أحد أفضل اللاعبين في مركزه.
AFPعند صافرة النهاية، نشر حكيمي على إنستجرام سلسلة من الصور من الأمسية. من بينها، صورة مضحكة لجيمي فوكس وهو يجسد شخصية مايك تايسون، حاملاً حزام البطل حول خصره. لم يستطع مبابي مقاومة إغراء التعليق بروح الدعابة : "أنتَ هناك، هذا كثير، أليس كذلك؟"، مصحوباً برمز تعبيري للإعجاب.
كانت هذه الكلمة القصيرة كافية لإثارة موجة من ردود الفعل من قبل المعجبين، الذين سعدوا برؤية هذه الصداقة القوية على الرغم من المسافة والفرق بين القمصان.
Getty Images Sportلا يكتفي حكيمي بتقديم أداء رائع في مباراة أو اثنتين. في عمر 26 عامًا فقط، يواصل تقديم أداء عالي المستوى. في الموسم الماضي، كان أحد اللاعبين الرئيسيين في الفوز بخمسة ألقاب مع باريس سان جيرمان، كان أبرزها الفوز التاريخي بدوري أبطال أوروبا.
بعد أن سجل أهدافاً حاسمة في ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، دخل اللاعب الدولي المغربي في سباق الكرة الذهبية. ورغم أنه احتل المركز السادس، خلف زملائه عثمان ديمبيلي، الفائز بالجائزة، وفيتينا، الذي احتل المركز الثالث، إلا أنه لا يخفي فخره: "لا أعتقد أن هذا خيبة أمل بالنسبة لي. من دواعي سروري أن أكون ضمن قائمة أفضل 30 لاعباً في العالم. لم أفكر في حياتي أن أحصل على المركز السادس. أفكر أولاً في الجوائز الجماعية، وليس الفردية. أريد أن أقدم أداءً جيداً مع فريقي، وأن أسعد الجميع. بعد ذلك، أنتم من تتحدثون عن الجوائز الفردية. أنا فخور بهذا المركز السادس وأريد أن أواصل العمل، ولما لا، لأرتقي قليلاً في الترتيب".
تأكيداً على رؤيته الجماعية ورغبته في كتابة صفحات جديدة مع باريس.
AFPقبل أيام قليلة من هذه الحادثة الجديدة، كان حكيمي قد تحدث في برنامج Clique (قناة Canal+) عن عمق علاقته بمبابي. "منذ أن وصلت إلى باريس، ساعدني"، أوضح اللاعب الذي تدرب في ريال مدريد. "أنا لم أكن أتحدث الفرنسية وهو كان يتحدث القليل من الإسبانية. توطدت صداقتنا منذ البداية. لقد ساندني في الأوقات التي كنت في حاجة إلى الدعم. لم يسبق أن تعرضت لمثل هذا الظلم. كان الأمر صعبًا عليّ ولا يزال. أنا أيضًا ساندته عندما كان في حاجة إلى الدعم. إنها صداقة طبيعية. نحن أصدقاء خارج كرة القدم. لا توجد مشاكل بيننا. إذا كان هناك شيء ما، نتحدث عنه. إنها علاقة حقيقية وسنظل أصدقاء".
هذه الكلمات تشهد على علاقة صادقة، بُنيت في غرفة تغيير الملابس ولكنها تتجاوز بكثير إطار كرة القدم.
Getty Images Sportعلى الرغم من أن مساراتهما قد تباعدت، إلا أن حكيمي ومبابي يجسدان جيلاً ترك بصمته على تاريخ باريس سان جيرمان الحديث. الأول يواصل كتابة تاريخه في باريس، حيث أصبح الآن قائداً للفريق ومرشحاً للفوز بأكبر الألقاب. والثاني يواصل مغامرته في مدريد بنفس الفعالية المدمرة أمام المرمى.
تجسد مسيرتهما مهنتين لامعتين، ولكن أيضًا صداقة قوية تقاوم المسافة. في وقت يحب فيه المشجعون رؤية أبطالهم متصلين ببعضهم البعض، توفر هذه الصداقة قصة شبه رومانسية.