Liverpool PSG GFX 2:1GOAL

ليفربول وباريس سان جيرمان .. "حرية" إنريكي تضرب "المحسود" سلوت وديمبيلي ينجو من شبح برشلونة!

حدث ما لا يتمناه أي مشجع لليفربول هذا الموسم، خروج دراماتيكي أمام باريس سان جيرمان على ملعب أنفيلد، رغم التفوق بهدف دون رد بمعقل الفريق الفرنسي.

كتيبة المدرب آرني سلوت دخلت اللقاء متمتعة بفوز عن طريق هدف قاتل من هارفي إليوت، ليظن البعض أن الوصول إلى الدور ربع النهائي أصبح مسألة وقت، لأننا ببساطة نلعب في أنفيلد!

المتوهج بكل ما تعنيه الكلمة من معنى عثمان ديمبيلي وضع الطوبة الأولى في وداع ليفربول لدوري الأبطال بتسجيل الهدف الأول لفريقه في الدقيقة 12، وبعد عدة مناوشات، لم تسفر محاولات الطرفين للتسجيل عن شيء ليتم الاحتكام إلى شوطين إضافيين ثم ركلات ترجيح.

آرني سلوت .. الرجل الذي اتهمه الجميع بالحظ، تعرض للحسد وخسر في "ركلات الحظ" بعينها حيث تفوق باريس بتسجيله رباعية من فيتينيا وجونسالو راموش وعثمان ديمبيلي ودزيري دوي، بينما سجل محمد صلاح فقط للريدز وأهدر داروين نونيز وكورتيس جونز.

المشهد ترك جماهير أنفيلد في حالة من الصدمة، وعلينا تحليله لأن ما حدث يعني أن "الفريق الأفضل بأوروبا" كما أطلق عليه البعض غادر البطولة الأهم في القارة العجوز مبكرًا..

  • FBL-EUR-C1-LIVERPOOL-PSGAFP

    هذا ما يحدث عندما تلعب بحرية

    خلال مباراة الذهاب، دخل باريس سان جيرمان بعقلية تسببت في سقوطهم على أرضهم وأمام جماهيرهم بهدف دون رد سجله اللاعب الشاب هارفي إليوت، رغم أنهم كانوا الطرف الأكثر سيطرة واستحواذَا خلال المباراة وبشكل كاسح!

    إنريكي لعب وهو واضعًا عينه على موقعة أنفيلد، ودخل مباراة حديقة الأمراء وهو يشعر بالخوف الشديد من تلقي أي أهداف تضعه في ورطة على ملعب صعب ومٌرعب سقط عليه عظماء أوروبا.

    النتيجة كانت الهزيمة وغياب الفعالية وظهور باريس بحالة شديدة للغاية من التسرع، لذلك قرر إنريكي تغيير هذه الصورة تمامًا عندما دخل مباراة الذهاب، وجاءت النتيجة لصالحه في الشوط الأول.

    باريس لعب بحرية أكبر من اللحظة الأولى، لأن ليس لديه ما يخسره بعد الهزيمة على أرضه، وبالفعل نجح في تسجيل هدفًا مبكرًا عن عثمان ديمبيلي، وكان على وشك هز شباك الحارس أليسون بيكر مرة أخرى ولكنه فشل.

    لقطة الانفراد التي أهدر منها ديمبيلي فرصة تسجيل الهدف الثاني، كادت أن تعيد له واحدة من أسوأ الذكريات طوال مسيرته، عندما أهدر فرصة سهلة لبرشلونة أمام ليفربول على ملعب كامب نو، بالمواجهة التي فاز بها الفريق الكتالوني 3/0 في ذهاب نصف نهائي نسخة 2019.

    ديمبيلي دفع ثمن إهدار تسجيل الهدف الرابع وقتها، ليخسر فريقه 4/0 على ملعب أنفيلد في لقاء الإياب، ولكنه تفادى تمامًا هذه الكارثة والحظ أنقذه من كابوس جديد في مسيرته.

    خفيتشا كفاراتسخيليا أتيحت له فرصة ذهبية لاستغلال هذا الضغط الكاسح من باريس، ولكن كرته اصطدمت بالدفاع وهي في طريقها إلى المرمى لتخرج فوق العارضة.

    ربما استعاد ليفربول بعض السيطرة في الشوط الثاني، ولكن باريس عاد ليكون هو الطرف المُهيمن على كل شيء، والأكثر استماتة على تحقيق الفوز في الشوطين الإضافيين.

  • إعلان
  • Liverpool FC v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2024/25 Round of 16 Second LegGetty Images Sport

    لغز صلاح ونونو مينديش

    يمكننا بكل أريحية وضع ما قدمه محمد صلاح طوال هذا الموسم في كفة، وما شاهدناه منه في مواجهتي باريس سان جيرمان في كفة أخرى تمامًا، والسبب هو نونو مينديش.

    الدولي المصري يعيش موسمه الأفضل من ناحية الأرقام والأداء، ولكن أمام باريس عجز تمامًا عن فعل أي شيء، لم يراوغ ولم يخترق ولم يصل إلى مناطق الخطورة، وفشل حتى في مساعدة زملائه.

    نونو طارده في كل مكان، ولم يسمح له بأي فرصة للتنفس أو رؤية أي مساحة يستطيع المرور منها مثلما يفعل بشكل أسبوعي في الدوري الإنجليزي أمام أي خصم مهما كان اسمه.

    ظهير باريس سان جيرمان أثبت مرة أخرى أنه اللاعب الأفضل في مركزه في العالم، لأنه لم يوقف صلاح مرة واحدة بل مرتين، ليثبت أن الأمر ليس مجرد صدفة، بل هو انعكاس للقيمة الهائلة والقدرات الفنية التي يمتلكها مينديش.

    ولم يتوقف الأمر على الجانب الدفاعي، نونو كان يمثل تهديدًا على الناحية اليمنى للريدز بشكل عام، مما تسبب في تقليل الخطورة الهجومية لترنت آرنولد، لذلك هو لم يوقف صلاح فقط، بل قتل جبهة بأكملها!

  • Liverpool FC v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2024/25 Round of 16 Second LegGetty Images Sport

    الحسد أصاب سلوت

    منذ قدومه لتدريب ليفربول وتهمة الحظ المٌبالغ فيه تطارد آرني سلوت، بسبب التوفيق الذي يعيشه الفريق وعدم تعرضه للعديد من الإصابات الخطيرة مقارنة بفرق مثل آرسنال وريال مدريد ومانشستر سيتي.

    البعض يؤمن بذلك لأن الهولندي لم تظهر ملامح فلفسته بشكل واضح حتى الآن مع ليفربول، خاصة وأنه لا يزال في مرحلة البناء وفي موسمه الأول بعد حقبة طويلة من المدرب الألماني يورجن كلوب.

    ربما حسم الفريق الدوري الإنجليزي بشكل ضمني بعد تراجع آرسنال في المباريات الأخيرة، ولكن ما قدمه الفريق في مباراتين أمام باريس ذهابًا وإيابًا، يؤكد لنا أن ليفربول يحتاج بعض العمل للنجاح على المستوى البعيد.

    اليوم بكل بساطة عرفنا ما سيحدث إذا تم إيقاف صلاح تمامًا والحد من خطورته، الجميع سيعاني وكل المداخل ستنغلق ليصبح الفريق في أشد الحاجة لحدوث معجزة من داروين نونيز، أو قيام لويس دياز بأي شيء استثنائي.

    الكولومبي يعتبر من الأسلحة الهامة لليفربول، ولكنه اليوم كان بعيدًا عن مستواه، بل كان الخط الأمامي بأكمله خارج الخدمة لأن لويس إنريكي عرف جيدًا كيفية إغلاق الطريق أمام صلاح.

    ربما خرج ليفربول من دوري الأبطال، ولكن هذا لا يعني أن تجربة سلوت ليست ناجحة، لأنه اقترب من حسم البريميرليج، ويمكنه إضافة بطولة أخرى من خلال كأس كارابو، هل تعرض للحسد؟ أمر وارد، لأن خسارته بـ"ركلات الحظ" شيء مثير للسخرية لأكثر المدربين "المحظوظين" في العالم وفقًا لرواية البعض!