TOPSHOT-FBL-EUR-SUPERCUP-2025-PSG-TOTTENHAMAFP

باريس ضد توتنهام | ضباب لندن لا يمنع ظهور معجزات إنريكي في ليلة السوبر .. واحذر مقصلة مبابي يا دوناروما!

بهدوء يحسد عليه أنقذ الإسباني لويس إنريكي، سمعة فريقه باريس سان جيرمان داخل قارة أوروبا واستطاع أن يعود من تأخر بعيد أمام توتنهام الإنجليزي، ويحقق لقب كأس السوبر الأوروبي، مساء الأربعاء، في مباراة أقيمت على ملعب بلو إنيرجي شمال إيطاليا.

باريس سان جيرمان بطل دوري أبطال أوروبا، كاد يسقط بسيناريو مؤلم أمام توتنهام بطل "اليوروباليج"، بعدما كان متأخرًا بثنائية نظيفة، ليعود في وقت قاتل بهدفين عادلا النتيجة ويلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للعملاق الفرنسي.

في المقابل، توتنهام عاش الحلم الجميل طوال 90 دقيقة حيث كان متقدمًا بثنائية مدافعيه فان دي فين وروميرو، إلا أن البديلين لي كانج وجونتشالو راموس استحقا ثقة إنريكي ونجحا في تسجيل هدفين أعادا الكفة إلى التعادل قبل ثوانٍ من نهاية الوقت الأصلي.

وفي السطور التالية، نحاول في النسخة العربية من "GOAL" أن نرصد بعضًا من تفاصيل هذه المعركة المتقلبة والممتعة لكل من شاهدها والتي تليق بأن تكون افتتاحية مثالية للموسم الجديد في البطولات الأوروبية.

  • باريس من الكابوس إلى الحلم!

    باريس فاز على توتنهام ليتوج باللقب الأوروبي القاري الثاني في تاريخه بعد شهرين ونصف تقريبًا من حصده لقب دوري الأبطال، وتحولت ليلة جماهيره من ظلماء إلى احتفالية جديدة في ساحات العاصمة الفرنسية.

    حدث ذلك بسيناريو ملحمي ومخيف أيضًا للجماهير الباريسية التي رأت أمامها صورة مكررة من مباراة تشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية قبل شهر من الآن، عندما سقط فريقهم بشكل مروع أمام عملاق لندني آخر بثلاثية مذلة.

    وكأن أي مشجع باريسي عاش كابوسًا مزعجًا قبل أن يتحول إلى حلم جديد، حيث انقسمت المباراة إلى 60 دقيقة من السيطرة الإنجليزية التامة والمترجمة إلى تقدم بهدفين، قبل أن يتدخل إنريكي بتبديلات حاسمة صنعت الفارق وحولت الـ40 دقيقة الأخرى إلى ريمونتادا عظيمة.

    ففي النصف الأول من اللقاء، ظهر باريس كشبح في أرض الملعب وارتكب لاعبوه كل الأخطاء الممكنة وغير الممكنة، فشاهدنا نسخة هزيلة من كفاراتسيخليا وديمبلي ودوي والأسوأ على الإطلاق من نونو مينيدش، وحتى فيتينيا ظهر مقيدًا وسط حصار ثنائي توتنهام المميز بالينيا وبابي سار.

    وفي النصف الثاني استفاق إنريكي وأنقذ الفريق بتغييرات حاسمة، كان أهمها الدفع بالجندي الأهم في كتيبة باريس فابيان رويز ولي كانج إن وجونتشالو راموس، ليقلب هذا الثلاثي دفة المباراة تمامًا على مرمى فيكاريو ويسجل الفريق ثنائية التعادل.

  • إعلان
  • باريس يحفظ هيبة بطل أوروبا

    حتى في ركلات الترجيح كان باريس أول من بدأ بإضاعة ركلات الترجيح عن طريق فيتينيا، الذي بدأت طريقته المختلفة في تنفيذ الركلات تظهر مساوئها، لكن الفريق تماسك وعاد في النتيجة مستفيدًا من التنفيذ المذري لثنائي توتنهام فان دي فين وماتياس تيل.

    واللافت للانتباه أن باريس حقق الليلة لقب السوبر الأوروبي للمرة الأولى في مسيرته، بل أنها المرة الأولى التي ينجح فريق فرنسي في تحقيق هذه الكأس منذ انطلاقها في عام 1973، وذلك في نسختها الخمسين.

    كما حافظ باريس على سمعة بطل دوري أبطال أوروبا في السوبر الأوروبي، والتي ظلت مصانة منذ عام 2020 حيث يحتكرها بطل "التشامبيونزليج" لحسابه طوال السنوات الخمس الماضية، منذ فوز إشبيلية على بايرن ميونخ (2-1).

    بل وزاد باريس أيضًا من هيمنة أبطال الدوري على كأس السوبر الأوروبية، إذ رفع رصيدهم إلى 30 لقبًا من أصل 50، بينما فاز بها بطل كأس الكؤوس الأوروبية من قبل 12 مرة وبطل الدوري الأوروبي 8 مرات.

  • توتنهام وصيف يستحق الاحترام ولكن!

    لا يسعنا إلا أن نقف احترامًا لتوتنهام ومدربه توماس فرانك، الذي قدم مباراة مميزة أمام عملاق فرنسي يحمل في جعبته 5 ألقاب من أصل 6 شارك فيها على مدار الموسم، وكان "السبيرز" بالفعل قاب قوسين أو أدنى من اللقب، لكن التوفيق لم يحالفه وكذلك الفارق الكبير في جودة دكة البدلاء جعله يفقد سيطرته على المباراة وبالتالي الكأس.

    تميز توتنهام في الشوط الأول كثيرًا وهدد مرمى باريس بكل السبل الممكنة وأهمها على الإطلاق الكرات الثابتة التي شكلت كابوسًا على دفاعات باريس وحارسه "المتوسط" شوفالييه.

    وبدا واضحًا أن توماس فرانك عمل كثيرًا على طريقة تنفيذ الكرات الثابتة مستغلًا الثغرة الواضحة في غياب الحارس العملاق دوناروما عن عرين منافسه.

    رأينا هدفين بطريقة مشابهة من ثنائي قلب الدفاع فان دي فين وروميرو، لكن بدلاء باريس كانوا أقوى من احتمال دفاعات توتنهام خصوصًا بعد خروج ريتشارليسون الذي كان يمثل خط الدفاع الأول للإنجليز بضغطه على المكلف ببناء هجمات باريس سواء فيتينيا أو ماركينيوس أو مينديش، وبخروجه ارتاح الباريسيون كثيرًا لأن البديل سولانكي لم يكن يقوم بنفس الدور.

    كذلك الحال مع محمد قدوس وبابي سار وبالينيا، هذا الثلاثي الذي كان محور هجمات توتنهام طوال الـ60 دقيقة الأولى من اللقاء، وبعد خروجه سيطر باريس على الملعب طولًا وعرضًا وظهرت الثغرات بوضوح في دفاعات النادي اللندني ومنها جاءت الأهداف.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • TOPSHOT-FBL-EUR-SUPERCUP-2025-PSG-TOTTENHAMAFP

    لويس إنريكي في خانة الأساطير

    أن تحقق رباعية مع فريق بحجم برشلونة في 2015، ذلك سبب كافٍ للغاية لوضع اسمك في خانة المدربين الكبار ويفتح لك صفحة خاصة في كتب التاريخ، لكن أن تكرر الأمر ومع فريق آخر فهذا يجعلك في مكانة أعلى كثيرًا تصل بكل ثقة إلى مزاحمة أساطير تدريبية بحجم بيب جوارديولا وكارلو أنشيلوتي.

    لويس إنريكي فاز بـ5 بطولات في موسم واحد مع باريس، ولولا خسارته لقب كأس العالم للأندية في النهائي أمام تشيلسي قبل شهر، لاستحق أن يصنع له ناصر الخليفي تمثالًا بجوار تمثال هنري الرابع في قلب العاصمة الفرنسية لما حققه لفريقها.

    لكن على المدرب الإسباني أن يحذر كثيرًا لأنه بالفعل وصل إلى القمة وعليه الآن أن يفكر كيف سيحافظ عليها، خصوصًا أن الفريق يعاني من بعض الثغرات وخصوصًا على مستوى الدفاع وحراسة المرمى – حال استمرار تجميد دوناروما ورحيله عن باريس.

  • gianluigi-donnarumma(C)Getty Images

    احذر مقصلة مبابي يا دوناروما

    صحيح أن الحارس البديل شوفالييه لم يكن على قدر توقعات جماهير باريس ولديه مسؤولية مشتركة مع الدفاع في هدفي توتنهام وخصوصًا الثاني الذي جاء من خطأ لا يغتفر، إلا أنه صالح الجماهير بتصديه المميز لركلة فان دي فين ليحصد فريقه اللقب في النهاية.

    وربما تجاوزت سعادة إدارة باريس وتحديدًا الرئيس ناصر الخليفي بتصديات شوفالييه، فرحته الأساسية باللقب، حيث أفلت من هجوم شرس عليه حال خسارة باريس للبطولة بسبب أخطاء الحارس البديل، بعدما قررت الإدارة استبعاد الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، في ظل مماطلته لتجديد عقده مع النادي.

    ويبدو هذا القرار في ظاهره مضرًا بمصالح الفريق بالطبع عند خسارة خدمات أفضل حارس في أوروبا، لكنه يشبه كثيرًا المنهج الذي اتخذه في البداية الخليفي تجاه مبابي عندما تم استبعاده من معسكر إعداد باريس في الموسم الذي سبق انتقاله إلى ريال مدريد.

    صحيح أن مبابي عاد للعب في النهاية واستفاد النادي من وجوده في عامه الأخير، لكن بعد رحيله انتفض الفريق وحقق إنجازات كبرى، وهذا هو السلوك الأمثل في التعامل مع دوناروما، حتى لو كان رحيله محتومًا.

    والآن بات على الحارس الإيطالي أن يفكر كثيرًا في قراره لأنه بالتأكيد لا يرغب أن تكون نهايته مع الفريق مثل نهاية كيليان على الإطلاق.

0