Ousmane Dembele PSG Dortmund Champions LeagueGetty

باريس ودورتموند .. انتصار "دوري المزارعين" وهذا جزاء الغرور والشماتة في برشلونة!

ما أشبه الليلة بالبارحة، مهما تقدم باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، يجب أن تعلم أن النهاية قادمة مهما تأخرت ومهما توقعت أن الفريق سيصل أخيرًا إلى منصات التتويج.

دورتموند 1 باريس 0، نتيجة الذهاب مثل الإياب في نصف نهائي الأبطال، ليكتب الفريق الألماني نهاية رحلة كيليان مبابي ورفاقه في الأبطال، في إثبات آخر أن مشكلة الفريق في هذه البطولة أصبحت أزلية.

ما هو العذر الآن؟ دورتموند على الورق كان الخصم الأسهل على الإطلاق منذ دور الثمانية، والخروج أمامه بهذه الطريقة لا يمكن وصفه سوى بالفشل غير المبرر الذي سيحمل معه الكثير من الأسئلة.

كرتان في القائم في الدقائق الأخيرة لا يمكنهما اختلاق عذر "سوء الحظ" لإنريكي ورفاقه، لأن هناك الكثير من التفاصيل لهذه المباراة التي حسمها ماتس هوملز بكرة رأسية تاريخية!

  • Kylian Mbappe PSG Borussia Dortmund Champions League 07052024Getty

    45 دقيقة من الخوف

    "شوط من الدوري الأوروبي" هكذا وصف محمد أبو تريكة المحلل الرياضي بشبكة "بي إن سبورتس" أول 45 دقيقة من قمة باريس ودورتموند في إياب نصف النهائي.

    نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق أصاب في وصفه للشوط الأول، لأن المباراة كانت مملة بشكل غريب وكأننا نشاهد مواجهة بين فريقين في الدوري الأوروبي أو دوري المؤتمر.

    ولكن هذا الشوط الممل لم يكن سوى محاولة من المدرب إدين ترزيتش لاستدراج باريس، وتحجيم خطوة الفريق، حتى يتمكن من خطف الهدف الذي سيمنحه التأهل.

    باريس كان الأكثر امتلاكًا لزمام الأمور، ولكن دورتموند امتلك الفرصة الأخطر للنفاثة كريم أديمي الذي كان على وشك تسجيل الهدف الأول من كرة مرتدة، ولكن الحارس جانلويجي دوناروما قام بتأجيل موعد حسم التأهل بشكل مؤقت.

    الشوط الثاني بدأ بسرعة أكبر، لأن باريس استشعر الخطر، لا مجال لإضاعة الوقت، لذلك اندفع الفريق نحو الهجوم لتعديل النتيجة وهز شباك الخصم الألماني، وهنا انتهز الضيوف الفرصة.

    رأسية متقنة من ماتس هوملز كانت كافية لقتل المباراة وإرباك باريس، ليكتب نهاية رحلة العملاق الفرنسي ويحرمه من ريمونتادا مشابهة لما فعله أمام برشلونة في دور الثمانية.

  • إعلان
  • GERMANY ONLY: MATS HUMMELS BORUSSIA DORTMUNDImago Images

    انتصار دوري المزارعين

    المدافع المخضرم ماتس هوملز كان لفترة ليست بقصيرة أحد أهم وأفضل المدافعين في العالم، وذلك خلال حقبته الأولى مع دورتموند قبل أن ينخفض مستواه بشكل ملحوظ بعد انتقاله إلى بايرن ميونخ.

    تشاء الأقدار أن يعود هوملس إلى أفضل مستوياته هذا الموسم، ويكون هو البطل الذي تصدر المشهد الأخير قبل صعود فريقه إلى المباراة النهائية، ليثبت للجميع أنه لا يزال من الصفوة بشكل أو بآخر.

    "حصاد رائع هذا الأسبوع يا زملائي المزارعين" .. بهذه العبارة سخر هوملس من جماهير الدوري الإنجليزي التي تقلل بصفة مستمرة من الدوري الألماني، وذلك بعد صعود بايرن ميونخ ودورتموند لنصف نهائي الأبطال، وخروج آرسنال ومانشستر سيتي من دور الثمانية.

    صعود دورتموند الليلة على حساب باريس رغم الفوارق الفنية والمالية الضخمة للثنائي، يثبت مرة أخرى أن الأحلام لا تزال ممكنة لحرافيش الكرة الأوروبية، حتى لو أطلق عليهم البعض لقب المزارعين.

  • Luis Enrique PSG 2023-24Getty

    إنريكي ليس أفضل ممن سبقوه!

    المدرب الإسباني لويس إنريكي فعل ما هو طبيعي هذا الموسم مع باريس، بالحصول على الدوري الفرنسي وهذا ليس بمثابة الإنجاز المميز لأي مدرب يقود الفريق الذي يسيطر على المسابقة منذ سنوات.

    الاختبار الأصعب لأي مدرب لباريس هو ما يفعله في دوري أبطال أوروبا، ولو نظرنا إلى مستوى الفريق في البطولة، سنجد أن العلامة المضيئة الوحيدة كانت في إياب دور الثمانية أمام برشلونة.

    الفريق تأهل بصعوبة في الجولة الأخيرة بدور المجموعات، والقرعة أوقعته أمام خصم سهل وهو ريال سوسييداد في دور الـ16 ليعبر بشكل منطقي، قبل أن يخفق في مباراة ضد برشلونة وينجح في الأخرى لنصل إلى محطة دورتموند.

    المدرب إيدين ترزيتش لا يمتلك نصف ما لدى إنريكي من إمكانيات، ومع ذلك تفوق عليه ذهابًا وإيابًا وأدار المباراتين بشكل أفضل، خاصة هذه المباراة الذي دخلها وهو يبحث عن هدف يحسم له كل شيء بعد الفوز في سيجنال أيدونا بارك بهدف نظيف.

    باريس دخل الشوط الأول وهو مفكك، يعتمد فقط على القدرات الفردية لكيليان مبابي وعثمان ديمبيلي، ولكن هذا لم يكن كافيًا لإسقاط الفريق الألماني الذي لعب بشكل منظم وأغلق المساحات وعمل على "خنق" خصمه بأفضل صورة ممكنة.

    هل هو ذنب برشلونة بعد ما فعله عثمان ديمبيلي وإنريكي بناديهما السابق؟ خاصة بعد قيام ديمبيلي بالاستهزاء بالفريق الكتالوني وشعوره بالشماتة الواضحة تجاهه.

    هل دخل باريس المباراة بغرور شديد وكأنها محسومة باعتبار الفريق الألماني هو الأقل حظًا بين الجميع منذ دور الثمانية؟

    الاحتمال الثاني يبدو أقرب، لأن باريس لو لعب هذه المباراة بالجدية الكافية لكان أنهاها في ألمانيا، مما يضع علامة استفهام على إنريكي ويهدده بمصير أوناي إيمري وماوريسيو بوتشيتينو وكريستوف جالتييه وغيرهم!

  • Niclas Füllkrug DortmundGetty

    نهائي كلاسيكي

    عندما تم الإعلان عن قرعة دور الثمانية من دوري الأبطال هذا الموسم، كان يحلم الجميع بمواجهة بوروسيا دورتموند، ولم يتوقع أي شخص ما يحدث الآن.

    الفريق شق طريقه نحو النهائي في غفلة من الجميع، واستغل حالة الغرور والتقليل منهم، ليكون على موعد مع نهائي كلاسيكي، سواء كان المتأهل ريال مدريد أو باريس ميونخ.

    لو صعد بايرن سنرى نسخة أوروبية من "الكلاسيكر" بين الثنائي الألماني، مثلما حدث في 2013، عندما تفوق بايرن بهدفين مقابل هدف على ملعب ويمبلي.

    المفارقة هنا أن نهائي النسخة الحالية من دوري الأبطال سيكون أيضًا على ملعب ويمبلي، فهل يأتي تأهل دورتموند بمثابة الفأل السيئ على ريال مدريد وعشاقه لنرى الثنائي الألماني مرة أخرى بنفس الملعب؟

    وحتى لو تأهل ريال مدريد، ستكون مواجهة كلاسيكية أخرى بالنظر إلى التاريخ الحافل بينهما على الصعيد الأوروبي.

    الفريقان التقيا 10 مرات، دورتموند فاز في 3 مواجهات مقابل 6 لريال، بينما انتهت 5 مباريات بالتعادل، وهو ما يعكس لك أن كل شيء وارد، وربما نجد "حرافيش" دورتموند على منصة التتويج مهما كان الطرف الآخر.

    ربما تمنت الجماهير قمة أخرى من نوع مختلف، بين كيليان مبابي نجم باريس وناديه القادم ريال مدريد، ولكن ربما أراد القدر ألا يتعرض الفرنسي لهذا الموقف المحرج!