إيمان أعمي أم صفقة مفيدة؟ كوارث أندريه أونانا مع مانشستر يونايتد تعيد دي خيا للأنظار!

ليس هناك شك في أن أونانا كان بمثابة خيبة أمل كبيرة لمانشستر يونايتد حتى الآن، وقد أدى ذلك إلى قيام عدد كبير من المشجعين بمهاجمة النادي على وسائل التواصل الاجتماعي لفشلهم في تجديد عقد دي خيا.

ونجح الحارس الإسباني على مدار مسيرته التي استمرت 12 عامًا في أولد ترافورد، في الفوز بجائزة القفاز الذهبي في الدوري الإنجليزي مرتين، إلى جانب العديد من جوائز أفضل لاعب في العام.

ولكن مع بداية فترة غياب الألقب ليونايتد لمدة خمس سنوات بين عامي 2017 و2022، كان دي خيا مذنبًا بارتكاب العديد من الأخطاء خلال تلك الفترة حيث شهدت مباراة إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد برشلونة في موسم 2018-19، إهداءه لليونيل ميسي الهدف الثاني في المباراة وخسر يونايتد بنتيجة 4-0 في مجموع المباراتين.

وفاز تشيلسي على يونايتد 3-1 في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم التالي، بعد أن سمح دي خيا لتسديدة جيرو، من القائم القريب أن تصطدم به وأخطأ في تسديدة ميسون ماونت.

وقد كلف يونايتد نقاطًا ثمينة في الدوري الإنجليزي حيث تلقت شباكه أهدافًا مثيرة للسخرية أمام آرسنال وواتفورد وإيفرتون، واستمر تراجع دي خيا في موسمه الأخير، حيث تم الكشف عن نقاط ضعفه في التوزيع والتعامل مع الكرة خلال الهزيمة الساحقة بنتيجة 4-0 أمام برينتفورد،.

وفي مباراة الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي ضد إيفرتون، وأيضًا خسارة يونايتد المخيبة للآمال أمام إشبيلية في الدور ربع النهائي من الدوري الأوروبي.

وكانت نهايته في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث حافظ مانشستر سيتي على سعيه لتحقيق الثلاثية بفوزه 2-1 على ملعب ويمبلي.

وكان تين هاج، محقًا في حاجة مانشستر يونايتد إلى ضم حارس مرمي جديد هذا الصيف، والتخلي عن دي خيا، الذي لا يزال يكافح من أجل العثور على نادٍ جديد حتى وقتنا هذا.

كان أونانا، يتميز بقدرته الرائعة على بناء الهجمة واستخدام قدميه بشكل جيد، وكان هذا هي السبب الرئيسي وراء ضمه من قبل تين هاج، الذي طبق هذا النظام سابقًا في أياكس وأراد مدرب يونايتد حارسًا مناسبًا للعب الكرة مثل إيدرسون وأليسون، وكلاهما كان لهما تأثيرًا كبيرًا بعد انتقالهما إلى مانشستر سيتي وليفربول.

ومن المؤكد أن إنتر استفاد من مهارات أونانا في التوزيع خلال مسيرته المفاجئة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي لقد كان حاضرًا دائمًا في المنافسة وحافظ على نظافة شباكه في ثماني مباريات، وكان أفضل أداء له في المباراة النهائية ضد السيتي.

ولم يتمكن أونانا من فعل شئ في هدف رودري، لكنه تصدى للعديد من الفرص الخطيرة وهاجم بنفسه وأرسل كرات خطيرة لمهاجمي إنتر الذين فشلوا في استغلالها.

بينما لم يجيد دي خيا، لعب الكرة بقدميه، ولذلك كان يُنظر إلى أونانا على أنه أفضل ومع ذلك يبدو أن الكاميروني قد تراجع في مستواه وفقد أهم مميزاته.

ويتمتع أونانا بدقة تمرير تبلغ 76% فقط في يونايتد، مما يعني أنه يفقد الكرة مرة واحدة من كل أربع مرات في المتوسط ويبدو أنه يفتقر إلى الثقة، حيث قام أيضًا بـ 246 تمريرة فقط في الدوري الإنجليزي، وهو إجمالي يتفوق عليه خمس حراس مرمى آخرين.

وربما كان يونايتد سيتجنب الهزيمة أمام جلطة سراي الأسبوع الماضي لولا تمريرة أونانا المثيرة في الدقيقة 76، والتي سقطت مباشرة على قدم دريس ميرتنز، ولم يكن أمام كاسيميرو أي خيار سوى التدخل على البلجيكي واحتساب ركلة جزاء.

ورغم إهدار ماورو إيكاردي، ركلة الجزاء، لكنه عوض ذلك بتسجيل هدف الفوز متغلبًا بسهولة على أونانا بتسديدة رائعة.

وفقًا لجريدة "التلجراف" حددت الفرق المتعارضة بالفعل وكان الخلل الأكثر وضوحًا هو أونانا، فعندما لا يمتلك يونايتد الكرة، يمكن رؤية اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا وهو يحوم بالقرب من خط مرماه بدلاً من دفع دفاعه للأمام.

ويشير التقرير إلى أنه طُلب من اللاعبين الضغط على أونانا كثيرًا ويمنحهم حارس يونايتد هدفًا أوسع للتصويب عليه بدلاً من تضييق الزوايا،وكان هذا واضحًا خلال فوز الشياطين الحمر غير المقنع بنتيجة 3-2 على نوتنجهام فورست في أغسطس ورفض أونانا تجاوز منطقة الست ياردات الخاصة به حيث انطلق تايو أوونيي نحو المرمى قبل أن يسقط على الأرض بسهولة، مما سمح للمهاجم بتنفيذ كرة بسيطة ليفتتح التسجيل.

وخلال هزيمة الشياطين الحمر 4-3 أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا الشهر الماضي، سمح أونانا بطريقة أو بأخرى لتسديدة ليروي ساني الضعيفة بالعبور تحته بينما كان يقف على بعد ياردة من خط المرمى، كما استغل ويلفريد زاها، جناح يونايتد السابق تردد أونانا مع جلطة سراي، حيث سدد كرة طويلة في الشباك.

وواجه أونانا 51 تسديدة في المجمل هذا الموسم، واستقبل هدفين أكثر من المتوقع، ووفقًا لقيمة "xGOT" الخاصة به كان دفاع يونايتد في حالة من الفوضى بشكل عام حيث تعامل تين هاج مع أزمة إصابات غير مسبوقة، لكن هذا ليس عذرًا لإخفاقات أونانا ويجب عليه أن يتحسن بسرعة.

بعد مباراة جلطة سراي، سُئل تين هاج عما إذا كان سيفكر في الاستغناء عن أونانا إذا أصبح من الواضح أن الدفاع فقد الثقة في اللاعب وأجاب المدرب: "يمكن أن يكون أحد أفضل حراس المرمى في العالم لقد رأينا بالفعل قدراته العظيمة وشخصيته أيضًا وسوف يرتكب خطأً ويعود إلى حالته الطبيعية، وسوف يفعل ذلك مرة أخرى، أنا متأكد من ذلك".

ويدعم تين هاج، في أغلب الأحيان لاعبيه في مواجهة الانتقادات الشديدة ودافع عن أونانا بعد خطأه المثير أمام بايرن، وقال لـ TNT Sports: "في كرة القدم بشكل عام هناك دائمًا أخطاء وهذا خطأ واحد لذلك نحن أيضًا لا نجعل الأمر أكبر من ذلك لقد تصدى لنا في الشوط الثاني بشكل رائع وأظهر قدراته".

إن قدرة أونانا على التعافي موضع شك كبير، نظرًا لحقيقة أنه يرتكب نفس الأخطاء أسبوعًا بعد أسبوع، ويحاول تين هاج حمايته ولكن يبدو أن لديه "إيمان أعمى" بأنه سيبدأ فجأة في إثبات نفسه كحارس مرمى من الطراز العالمي مرة أخرى، ويحتاج طاقم تدريب يونايتد إلى العمل بشكل قوي مع أونانا في ملعب التدريب لعلاج سلبياته.

يُحسب لأونانا أنه اعترف علنًا بأنه أقل من المستوى المطلوب في يونايتد واعتذر عن خذلان الفريق بعد مباراة بايرن، وقال لـTNT Sports: "لأكون صادقًا، بدايتي في مانشستر لم تكن كما أريد إنه وقت صعب، إنه وقت عصيب".

وخلال مقابلة مع قناة "TV 2 Sport" في وقت سابق من شهر سبتمبر، قال: "عندما نستقبل الأهداف، تقع المسؤولية على عاتق أندريه أونانا زملائي يعملون بجد وإذا كان عليهم أن يشيروا بأصابع الاتهام، فعليهم أن يشيروا إلي لأنني حارس المرمى".

هذه الاعترافات تعطى بعض الأمل وأظهرت المواجهة التحضيرية للموسم الجديد ضد بوروسيا دورتموند وتوتر أونانا مع ماجواير، أنه قد يكون قائدًا قويًا إذا لزم الأمر أيضًا، حيث صرخ في وجه اللاعب الإنجليزي الدولي بسبب تمريرة صعبة له.

وقال لتلفزيون مانشستر يونايتد بعد المباراة: "أطلب الكثير من زملائي في الفريق لأنهم يطلبون الكثير أيضًا، ويثقون بي إنهم يرسلون لي الكثير من الكرات، لذا يجب أن أمنحهم الثقة، وأريد من لاعبي فريقي أن يمنحوني هذه الكرات ليمنحوني الثقة أيضًا".

وإذا استمر مستوى أونانا الكارثي في الأسابيع المقبلة، سيكون مانشستر يونايتد في خطرًا حقيقي وسينهار موسم الفريق، وقد خرجوا بالفعل فعليًا من السباق على اللقب، وسيتلاشى حظوظهم في المراكز الأربعة الأولى أيضًا ما لم يتمكن تين هاج من معالجة أزمات الفريق.

وكان هذا هو الحال أيضًا عندما كان دي خيا في حراسة المرمى، وأمام أونانا طريقًا طويلًا ليثبت أنه ليس مجرد بديل لدي خيا.