إيدرسون ليس أول الضحايا!.. قانون التسلل الجديد قد يحطم آمال مانشستر سيتي في الفوز بالدوري الإنجليزي!

إن نظام "التسلل المتأخر"، والذي بموجبه لا يرفع الحكم المساعد الراية فورًا حتى في حالة وجود تسلل واضح، أثار إحباط الجمهور لفترة طويلة، وحذر الكثيرون منذ بداية تطبيقه بأنه قد يؤدي إلى إصابة حراس المرمى.

وفي مباراة مانشستر سيتي ضد نيوكاسل يوم السبت الماضي، تعرض إيدرسون، لإصابة بسبب اصطدامه مع شون لونجستاف، في كرة كان من الواضح أنها تسلل.

وجاء ذلك بعد ثلاثة أسابيع فقط من إصابة جون ستونز، في قدمه بعد التحامه مع بيتو، مهاجم إيفرتون بسبب تأخير الحكم المساعد في رفع رايته رغم وجود تسلل واضح أيضًا.

ورغم أن السيتي فاز في المباراتين، لكن كل واقعة كان لها تأثير كبير على الطريقة التي انتهت بها نتيجة المواجهات، بالإضافة إلى فقدهم أبرز نجومهم نتيجة الإصابة.

نجح مانشستر سيتي في تحقيق الفوز على نيوكاسل بنتيجة 3-2 بفضل تألق نجم الفريق العائد من الإصابة كيفين دي بروينه، لكن حامل اللقب كان يقترب من الهزيمة بعد إصابة إيدرسون وخروجه في الدقيقة الثامنة فقط.

وحاول الحارس البرازيلي مواصلة اللعب بعد اصطدامه بلونجستاف، وكاد أن يرتكب خطأً بعد ذلك بلحظات مما أدى إلى مطالبة رودري، بيب جوارديولا بإخراج إيدرسون سريعًا.

وشارك ستيفان أورتيجا، حارس المرمى البديل ولكنه ليس جيدًا في استخدام قدميه أو ذراعيه مثل إيدرسون، واستقبل هدفين في غضون أربع دقائق.

لقد تأثر السيتي بسبب غياب ستونز، الذي لعب دورًا محوريًا في تحقيق الثلاثية الموسم الماضي، لكنه مر بعد ذلك بموسم كابوسى بسبب الإصابات، ولم يحدد موعد عودته.

ولحسن حظ السيتي، أن إصابة إيدرسون لا تبدو خطيرة، وقال جوارديولا: "لا يسير بشكل جيد"، وحدثت مباشرةً قبل حصول الفريق على راحة لمدة أسبوعين، مما يعني أن لدى الحارس البرازيلي وقتًا للتعافي قبل مواجهة بيرنلي يوم 31 يناير القادم.

ويمتلك جوارديولا، فريقًا قويًا ونجح فى مواصلة المنافسة والتتويج بالألقاب العام الماضي على الرغم من سلسلة الإصابات للاعبين الرئيسيين، مثل غياب دي بروينه لمدة خمسة أشهر بعد إصابته بتمزق في أوتار الركبة وغياب هالاند، الحالي بسبب مشكلة في القدم.

لم تكن الفرق الأخرى وبعض اللاعبين محظوظين فيما يتعلق الأمر بالإصابات الناتجة من سوء الإدارة، حيث تعرض بن جودفري، لاعب إيفرتون لكسر في ساقه في اليوم الافتتاحي للموسم الماضي ضد تشيلسي بعد تدخل رغم خروج الكرة بشكل واضح من اللعب، وغاب لأكثر من أربعة أشهر.

وفي مباراة وولفرهامبتون ضد ليفربول في الموسم الأول بعد تطبيق البروتوكول الجديد في الدوري الإنجليزي في عام 2020، اصطدم رأس روي باتريسيو، حارس مرمى فريق وولفرهامبتون بزميله كونور كودي، أثناء محاولته منعه وصول محمد صلاح للكرة، واستمر على أرض الملعب مصابًا لمدة 10 دقائق.

وتم رفع راية التسلل على صلاح، لكنها جاءت متأخرة جدًا وكان هناك قلق حقيقي على باتريسيو، نتيجة إصابته ووصف كلوب ما حدث بأنه "وضع مؤسف وصدمة".

وتعافى حارىس مرمى وولفرهامبتون سريعًا، ولم يرغب مدرب الفريق في إلقاء اللوم على المسؤولين، قائلًا: " كان من الممكن أن يحدث ذلك في أي مرحلة من مراحل اللعب".

رغم أنه من الممكن أن تحدث الإصابات في أي وقت من المباراة، إلا أنه يجب على المسؤولين محاولة تقليل احتمالية حدوثها، واستمرار اللعب رغم التأكد من التسلل يزيد من خطر الإصابات.

ومن الطبيعي أن يشعر الجميع بالغضب من هذه القاعدة الجديدة لأنها تزيد من المخاطر في وقت زاد فيه الإصابات بشدة بسبب زيادة عدد المباريات وقلة الوقت بين المواجهات.

الإصابات ليست الآثار السلبية الوحيدة لتقنية التسلل المتأخر، فاللاعبون يركضون باستمرار إلى الخلف أو إلى الأمام ويلعبون على صافرة الحكم حتى يحكم " VAR" في النهاية بصحة الأمر.

وفي أغلب الأحيان، يظل علم الراية مرفوعًا، مما يجعل جهود اللاعبين بدون فائدة، وربما تم تعديل هذه التقنية من أجل منح الأفضلية للاعبين المهاجمين ومنع الحكم من إلغاء الأهداف بشكل غير صحيح بداعي التسلل، لكنها حتى الأن طغت سلبيتها على الإيجابيات وكانت مصدر إحباط كبير للجميع.

كان التأثير النادر ولكن الأكثر أهمية لهذه التقنية هو "الإصابات" التي يمكن الوقاية منها والتي تعرض لها أمثال إيدرسون وستونز وباتريسيو، ودفعوا ثمنًا باهظًا مقابل المشاركة في هجمات لم تكن من المفترض أن تحدث أبدًا.

وكما تدخل المسؤوليين عن كرة القدم على أمل تغيير اللعبة نحو الأفضل، ينبغي لهم الأن أن يضعوا حد لهذه الأخطاء وإلغاء هذا التعديل وعودة تطبيق حالة التسلل فورًا وليس بعد 20 ثانية، وهو الوقت الكافي لتعرض لاعب ما لإصابة خطيرة.