إنجلترا وسلوفينيا .. مباراة عنوانها "النوم" وكارثة بيلينجهام تُحرج ساوثجيت

لو نظرت إلى جدول ترتيب المجموعة الثالثة ستجد أن إنجلترا أنهت دور المجموعات في المركز الأول، ولكن هذه نتيجة خادعة لو قمنا بتحليل ما قدمه الأسود الثلاثة.

المدرب جاريث ساوثجيت دخل اللقاء بتشكيل شبه مثالي، يُزينه جود بيلينجهام وبجواره فيل فودين وبوكايو ساكا، ومن أمامهم هاري كين مهاجم بايرن ميونخ.

ومع ذلك عجز الفريق عن الوصول إلى مرمى سلوفينيا بالشكل الكافي، رغم استحواذه على الكرة بنسبة 71% مقابل 29% لصالح الفريق الخصم.

إنجلترا بكامل قوتها الهجومية سددت 3 كرات على المرمى و4 خارجها، ولم يمثل أي منها تهديدًا كبيرًا على الحارس يان أوبلاك.

ومن شدة الملل والاستحواذ السلبي للإنجليز، شوهد أكثر من مشجع نائمًا في المدرجات، بفضل الأداء الغريب من المنتخب الذي دخل البطولة وهو من أقوى المرشحين.

دخل نجم ريال مدريد البطولة وهو من أقوى المرشحين ليكون من نجومها، ولكن ما نشاهده من بيلينجهام منذ انطلاق اليورو يثير علامة استفهام ضخمة عليه.

بيلينجهام الذي فعل كل شيء مع ريال مدريد الموسم الماضي، وجعل نفسه مرشحًا للفوز بالكرة الذهبية، كان أحد أسوأ اللاعبين في فريقه بل في الملعب بشكل عام خلال هذه المباراة بعد مستواه المتواضع ضد الدنمارك.

النجم الشاب قام بالتحامين ناجحين فقط مقابل 7 التحامات غير ناجحة، والصدمة الأكبر كانت في الإسهامات الهجومية، حيث لم يسدد أي كرة على المرمى أو خارجها ولم يصنع أي فرصة ولم يلعب أي كرة عرضية.

أرقام صادمة ومٌفجعة لأحد أفضل اللاعبين في العالم، والذي كان يُعول عليه جاريث ساوثجيت لإخفاء بعض العيوب في منظومته الهجومية، مثل فشل ثلاثية ساكا وفودين وكين رغم القدرات الفردية المبهرة للثلاثي.

في ريال مدريد عندما لا تكون الأمور على ما يُرام مع كارلو أنشيلوتي وفريقه، كان يظهر بيلينجهام ليصلح كل شيء ومعه فينيسيوس جونيور ورودريجو.

ولكن من سوء حظ ساوثجيت، فإن بيلينجهام النسخة الإنجليزية يختلف تمامًا عن المدريدية، لأنه باستثناء هدفه في المباراة الافتتاحية للفريق أمام صربيا، فهو لا يقدم ربع ما يفعله مع ناديه من ناحية الفعالية الهجومية.

وهو ما وضع منتخب الأسود في ورطة شديدة، لأن توليفة المدرب غير ناجحة وليست منسجمة ومتفاهمة بالشكل الكافي خاصة في الهجوم، كما أن العناصر الفردية مثل كين وفودين وساكا لا تلعب بمستواها المعهود.

وهو الأمر الذي يجب أن يتعامل معه ساوثجيت في المراحل الإقصائية، سواء من تغيير الخطة، أو إدخال عناصر أخرى مثل كول بالمر أو إيفان توني أو أولي واتكينز أو إيبيريتشي إيزي لخلق حلول مُختلفة.

هذه التغييرات ستجبر ساوثجيت على التحلي بجرأة غير مسبوقة، بإبعاد أي من ساكا أو فودين أو حتى كين عن التشكيل الأساسي، ولكن الأمر يستحق العناء والمجازفة من أجل الذهاب بعيدًا في اليورو.