AI gfx GOAL ONLYإنتر ميامي وفانكوفر | ليلة عجز فيها "كاتب التاريخ".. ميسي يخلد هدية الصديق "الباكي"، ويكرّم "الحارس الشخصي"!
AFPأداء باهت.. وحظ يبتسم
بدأت المباراة بسيناريو مثالي لميامي، حيث منحتهم "النيران الصديقة" تقدماً مبكراً (د8) عبر إيديير أوكامبو (بالخطأ في مرماه). هذا الهدف سمح لميامي بتسليم الكرة للضيوف ومحاولة إغلاق المساحات، حيث أنهى أصحاب الأرض الشوط الأول بتسديدة يتيمة على المرمى واستحواذ متواضع (35%)، بينما حاصر فانكوفر منطقة جزاء ميامي مستحوذاً على اللعب، لكن دون فاعلية تذكر أمام تكتل دفاعي منظم.
ظن الجميع أن المباراة انقلبت لصالح فانكوفر عندما أدرك علي أحمد التعادل المستحق (د60) مترجماً سيطرة فريقه المطلقة (65% استحواذ و10 تسديدات إجمالية).
لكن هذا الهدف والكرة التي أبت أن تهز الشباك بعده -ارتطمت بالقائمين وعادت إلى الملعب- كانا بمثابة "الشرارة" التي أيقظت الوحش النائم، تحرك ميسي أخيرًا وتمكن من خطف إحدى الكرات ليرسل تمريرة حاسمة إلى "حارسه الشخصي" دي بول، ليعيد ميامي إلى المقدمة من جديد (د71).
تحول ميامي في الدقائق الأخيرة من الدفاع إلى الهجوم الخاطف السريع، مستغلاً المساحات التي تركها اندفاع الضيوف، وهو ما منح ميسي الفرصة لتلقي تمريرة حريرية معتادة من صديقه جوردي ألبا لصناعة الهدف الثالث الذي قتل المباراة تمامًا، بلمسة سحرية بديعة لتاديو أليندي في الدقيقة (90+6)، ما أنهى المباراة تمامًا، وأسقط ألبا في بكاء هستيري فرحًا بالتتويج.
Getty Images Sportميسي.. يختفي ثم يلدع
رغم غيابه عن التسجيل في الشوط الأول الذي انتهى بتقدم إنتر ميامي بهدف نظيف، قدم الأسطورة ليونيل ميسي أداءً اتسم بالفاعلية العالية واللمسات الساحرة. قائد ميامي أرسل 8 تمريرات فقط في الشوط الأول (كلها ناجحة)، منها تمريرتان مفتاحيتان، صنعتا خطورة حقيقية. ورغم ندرة لمساته (22 لمسة فقط)، إلا أن تأثيره كان مباشراً على المرمى؛ حيث سدد كرتين، إحداهما كانت خطيرة.
ميسي حاول فك شيفرة الدفاع بـ 4 محاولات مراوغة (2 ناجحة) وساهم في استرجاع الكرة 3 مرات، ليثبت أنه المحرك الرئيسي للفريق رغم الرقابة اللصيقة التي تسببت في فقدانه للاستحواذ 7 مرات.
وشهدت بداية الشوط الثاني تراجعًا طفيفًا في التأثير الهجومي لميسي بالتزامن مع تعادل فانكوفر (1-1)، حيث لمس الكرة 8 مرات فقط في أول 25 دقيقة، وفقد الكرة 3 مرات إضافية، مكتفيًا بالتمريرتين المفتاحيتين اللتين صنعهما في الشوط الأول.
اختزل ميسي سحره وحسم اللقب في الـ 20 دقيقة الأخيرة فقط. حيث انفجر "البرغوث" بشكل مرعب ليقدم أداءً مذهلاً كسر به صمود فانكوفر. في هذه الفترة الوجيزة، صنع ميسي هدفين وخلق فرصتين كبيرتين محققتين للتسجيل.
ولم يكتفِ "ليو" بالدور الهجومي، بل تحول إلى محارب شرس لاستعادة الكرة في الأوقات الحرجة؛ حيث نجح بعد الدقيقة 70 في استعادة الكرة 3 مرات وفاز بـ 3 مواجهات ثنائية أرضية، ليجمع بين سحر "صانع الألعاب" وشراسة "المقاتل"، مثبتاً أن 15 لمسة فقط في الوقت القاتل كانت كافية لقلب الطاولة وإهداء ميامي اللقب التاريخي.
Getty Images Sportمولر.. خارج نطاق الخدمة
قدم المخضرم الألماني توماس مولر مباراة بوجهين متناقضين تماماً، عكست مأساة فانكوفر في هذا النهائي. في الشوط الأول، كان مولر "المغامر" الذي يصنع الخطر (فرصة كبيرة محققة) لكنه يعيب عليه كثرة الأخطاء (دقة تمرير 64% وفقدان الكرة 9 مرات).
أما في الشوط الثاني، ومع حاجة فريقه للعودة، تحول مولر جذرياً نحو "الانضباط التام"؛ حيث قفزت دقة تمريره لتنتهي بـ 77%، ولم يفقد الكرة سوى مرتين طوال الشوط الثاني والوقت الإضافي (مقارنة بـ 9 في الأول).
لكن هذا "التحسن الرقمي" في الدقة جاء على حساب "الفاعلية الهجومية"؛ حيث تجمدت أرقامه الإبداعية تقريباً، فلم يصنع أي فرصة مفتاحية جديدة في الشوط الثاني. وبينما كان ميسي يحسم اللقاء في الدقائق الأخيرة بتمريراته الحاسمة، غاب تأثير مولر في الثلث الأخير، مكتفياً بدور "ضابط الإيقاع" في وسط الملعب (56 لمسة) دون القدرة على فك شفرة دفاع ميامي المتكتل أو الرد على لدغات الخصم القاتلة.
Getty Images Sportأرقام للتاريخ: ميسي يختم كرة القدم بـ 1303 مساهمة"
عندما وطأت قدما ليونيل ميسي ميامي في صيف 2023، لم ينضم لفريقٍ بطل، بل انضم لفريق كان يغرق حرفياً في المركز الأخير، فريق بلا هوية يتذيل ترتيب الدوري وتطارده الهزائم.
ما حدث منذ تلك اللحظة وحتى الليلة ليس مجرد تطور رياضي، بل هي 'معجزة' تحدت قوانين الزمن. في أقل من عامين ونصف، أمسك الساحر الأرجنتيني بيد هذا النادي المغمور، وانتشله من ظلمات القاع ليضعه على قمة الهرم الكروي في البلاد.
"الليلة، لم يتوج إنتر ميامي مجرد بطل للدوري الأمريكي، بل توجت كرة القدم أسطورتها الحية بـ 'مسك الختام' لموسم 2025 التاريخي. اللقب رقم 48 يدخل الخزائن ليؤكد المؤكد: ليونيل ميسي هو 'ملك النهائيات' بلا منازع، برصيد مرعب في 51 مباراة نهائية، فارضاً كلمته بالمواعيد الكبرى.
"البرغوث" كسر كل مقاييس المنطق واصلاً رسمياً إلى 1303 مساهمة تهديفية في مسيرته (1137 مباراة)، ومغرداً كأفضل صانع ألعاب عرفته الملاعب بوصوله للأسيست رقم 407 تاريخياً.
نصب "ليو" نفسه ملكاً للمواعيد الكبرى، حيث أصبح اللاعب الأكثر تسجيلاً (35 هدفاً) والأكثر مساهمة (52 مساهمة) في المباريات النهائية على مر العصور. عام 2025 كان شاهداً على "تجدد الشباب"، حيث انفجر ميسي بـ 74 مساهمة (46 هدفاً و28 أسيست) في 54 مباراة.
في آخر 28 مباراة فقط مع النادي والمنتخب، ساهم بـ 53 هدفاً. أما مع إنتر ميامي، فقد ختم اللعبة تماماً: الهداف التاريخي، الأكثر صناعة، والأكثر مساهمة بـ 120 هدفاً في 88 مباراة، متوجاً نفسه كأكثر من ساهم في تاريخ "البلاي أوف" الأمريكي بـ 15 مساهمة.
Getty Images Sportكأس العالم.. لم لا؟
بينما تتساقط قصاصات الورق الملونة في سماء "ميامي" احتفالاً باللقب، يبدو أن عقل ليونيل ميسي قد تجاوز حدود الدوري الأمريكي للحظات، مسافراً نحو صيف 2026. بعد موسم إعجازي أثبت فيه أن العمر مجرد رقم رسالة "البرغوث" لذاته وللعالم باتت واضحة: "أنا ما زلت هنا".
ميسي الآن لا يفكر في المونديال القادم بـ"هوس" 2022، بل بـ"متعة" المنتصر الذي ختم اللعبة. هو يدرك أن المونديال سيُقام على نفس الأرض التي يتسيدها الآن، ووسط نفس الجماهير التي تهتف باسمه. سقف طموحه لم يعد "المشاركة الشرفية"، بل تحول بعد هذا الأداء الخرافي إلى سؤال يداعب خياله: "لماذا لا؟.. لماذا لا أقود الأرجنتين للدفاع عن اللقب وكتابة الفصل الأخير بكلمات من ذهب؟
إعلان