لم تكن إصابة داني أولمو مجرد حدث عابر في معسكر المنتخب الإسباني، بل كانت فصلاً جديداً في كتاب الجدل المفتوح بين الأندية الكبرى والاتحاد الإسباني، كاشفةً عن كواليس مثيرة وتناقض واضح في القرارات.
Gettyبرشلونة يؤدي واجبه ويُطلق التحذير
بدأت القصة بحسب ما ذكرت صحيفة "ليسبورتيو دي كاتالونيا" عندما أرسل الجهاز الطبي لنادي برشلونة تقريراً مفصلاً إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
التقرير لم يكن سرياً أو غامضاً، بل كان واضحاً تماماً: "داني أولمو يعاني من إرهاق عضلي ويحتاج إلى التعامل معه بحذر شديد"، كان هذا بمثابة ضوء أحمر رفعه النادي الكتالوني، مطالباً الجهاز الفني للمنتخب بأخذ حالة اللاعب في الاعتبار لتجنب أي انتكاسات.
ازدواجية المعايير وقضية لاعب ريال مدريد
في الوقت نفسه، كان هناك لاعب آخر في موقف مشابه وهو مدافع ريال مدريد، دين هاوسن، الذي وصل إلى المعسكر بتقرير طبي مماثل يشير إلى إرهاق عضلي، هنا، كان قرار الاتحاد الإسباني سريعاً وحاسماً: إعادة هاوسن فوراً إلى مدريد كإجراء احترازي سليم ومتبع.
لكن المدهش أن هذا المنطق لم يُطبق على داني أولمو، على الرغم من تحذير برشلونة الواضح والصريح، قرر الجهاز الفني بقيادة لويس دي لا فوينتي الإبقاء على لاعب البارسا ضمن صفوف المنتخب.
ما حذّر منه برشلونة قد وقع
لم يتطلب الأمر وقتاً طويلاً لإثبات صحة وجهة نظر برشلونة، ففي تدريبات المنتخب، لم يصمد أولمو لأكثر من 15 دقيقة قبل أن يشعر بآلام حادة أجبرته على التوقف.
الآن، يجد برشلونة نفسه يدفع ثمن قرار لم يتخذه، ويخسر لاعباً مهماً في فترة حساسة بسبب ما يراه الكثيرون "عناداً" أو "تجاهلاً" من قبل إدارة المنتخب، وهو ما يعيد إلى الأذهان التساؤل الأزلي: هل تُعامل كل الأندية بنفس المقياس داخل أروقة المنتخب الإسباني؟
AFPدي لا فوينتي يؤكد الخبر
صحيفة "سبورت" الإسبانية قالت إن اللاعب سيتوجه على الفوز إلى برشلونة، وذلك من أجل الخضوع للمزيد من الفحوصات الطبية للكشف عن مدة غيابه وسط ترقب شديد لدى النادي الكتالوني.
ولكن من الحكم المؤكد أن اللاعب لن يواجد أمام جورجيا غدًا، السبت، وضد بلغاريا، الثلاثاء المقبل في تصفيات كأس العالم، وهذا ما تحدث عنه دي لا فوينتي في المؤتمر الصحفي الخاص به.
وقال بطل يورو 2024:"دخل نادي إلى الملعب وهو يشعر بالتعب وعدم الراحة، تدرب لمدة 15 دقيقة ثم أجريت له بعض الفحوصات، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل لاحقًا".
قلق في برشلونة
الترقب يسود في برشلونة، حيث ينتظر الجميع التأكيد الرسمي لنتائج أي فحوصات طبية قد يخضع لها اللاعب، ويبدو من حكم المؤكد عدم تواجده في المباراة القادمة أمام جيرونا في الدوري الإسباني يوم 18 أكتوبر الجاري.
الغياب قد يمتد إلى أبعد من ذلك، وربما يصل إلى المواجهة التي يلعب فيها برشلونة أمام أولمبياكوس يوم الثلاثاء 21 أكتوبر، في إطار الجولة الثالثة من مرحلة الدوري من دوري أبطال أوروبا.
وأخيرًا يأتي التخوف الأكبر، حول إمكانية عدم جاهزية أولمو في المباراة الأهم ضد ريال مدريد يوم 26 من نفس الشهر، والتي من المتوقع أن يغيب عنها يامال أيضًا.
الطريق أمام رجال فليك
يدخل برشلونة فترة حاسمة ومزدحمة للغاية بعد انتهاء التوقف الدولي، حيث سيخوض سلسلة من المباريات الصعبة والمتلاحقة التي قد تحدد ملامح موسمه المحلي والأوروبي.
وتبدأ هذه المرحلة الصعبة بمواجهة أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يحل الفريق ضيفًا على غريمه التقليدي ريال مدريد في قمة الكلاسيكو المصيرية بالدوري الإسباني.
ولن تتوقف التحديات عند هذا الحد، إذ سيواجه الفريق خصومًا أقوياء في دوري الأبطال مثل كلوب بروج وتشيلسي خارج أرضه، بالإضافة إلى مباريات لا تقل صعوبة في الدوري ضد فرق عنيدة مثل سيلتا فيجو وأتلتيك بيلباو.
هذا الجدول المزدحم، الذي يتطلب اللعب بمعدل مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام، سيضع ضغطًا هائلاً على فريق المدرب هانز فليك، وسيكون اختبارًا حقيقيًا لعمق التشكيلة وقدرة اللاعبين على التعامل مع الإرهاق البدني والذهني، خاصة في ظل تذبذب الأداء الدفاعي للفريق مؤخرًا.
ولا ننسى أن برشلونة خسر صدارة ترتيب الدوري الإسباني، بعد السقوط أمام إشبيلية، إذ يحتل المركز الثاني برصيد 19 نقطة، بفارق نقطتين خلف ريال مدريد الذي حقق 7 انتصارات وتلقى هزيمة وحيدة في الموسم أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 5-2، ما يضع النادي الكتالوني تحت الضغط، خصوصًا وأن موقعة الكلاسيكو المقبلة في نهاية أكتوبر الجاري ستكون خارج الأرض في سانتياجو برنابيو.