Hansi Flick Xavi Hernandez GOAL OnlyGoal AR

لم تكن فترته فاشلة بالكامل! .. إصابات "برشلونة فليك" تكشف جرأة تشافي هيرنانديز المسكوت عنها

على مدار أكثر من عام، والأغلبية تُشيد بالثورة التي أحدثها المدير الفني الألماني هانزي فليك، في صفوف فريق برشلونة الأول لكرة القدم.

نعم.. فليك تولى قيادة فريق مُتهالك صيف عام 2024؛ حيث عانى برشلونة كثيرًا، تحت قيادة سلفه الأسطورة تشافي هيرنانديز.

تشافي ورغم تتويجه بثنائية الدوري الإسباني وكأس السوبر المحلي، موسم 2022-2023؛ إلا أنه لم يقدّم ذلك المستوى الكبير مع العملاق الكتالوني، قبل أن تنهار النتائج تمامًا في الموسم التالي مباشرة.

وعندما استلم فليك المسؤولية من تشافي؛ وجدنا برشلونة يقدّم أفضل المستويات الكروية، مع تحقيقه الثلاثية المحلية "الدوري، كأس الملك والسوبر الإسباني" 2024-2025.

هُنا.. بدأ الكثيرون يقارنون بين فليك وتشافي؛ بل ويحمّلون الأخير مسؤولية كل ما عانى منه برشلونة، في الفترة التي سبقت عهد المدير الفني الألماني.

لكن الآن وبعد تذبذب مستوى برشلونة مؤخرًا مع فليك، والخسارة (1-4) أمام نادي إشبيلية، في الجولة الثامنة من مسابقة الدوري الإسباني 2025-2026؛ لابد من الوقوف على نقطة مهمة جدًا، قد تثبت أهمية فترة تشافي مع العملاق الكتالوني.

  • XaviGetty Images

    تشافي وسياسة الاعتماد على مواهب برشلونة

    البعض قال إن المدير الفني الإسباني تشافي هيرنانديز، كان مضطرًا للاعتماد على اللاعبين الشباب "صغار السن"، خلال فترة قيادته لفريق برشلونة الأول لكرة القدم؛ وذلك بسبب عجز النادي عن التعاقد مع صفقاتٍ جديدة، إلى جانب رحيل بعض النجوم الكبار.

    وهذا الأمر لا يُمكن التشكيك فيه أبدًا؛ لكن أيضًا.. لا يُمكن تجاهُل أن تشافي كان يملك عينًا رائعة في اختيار المواهب التي صعدت لفريق برشلونة الأول، بالإضافة إلى إعطائها فرصتها كاملة.

    وليس سهلًا على مدرب لفريقٍ عملاق بحجم برشلونة، أن يُعطي الفرصة إلى لاعب يبلغ من العمر 15 سنة فقط للمشاركة في المباريات؛ سواء كان مضطرًا لذلك، أو باختيارٍ شخصي منه.

    الحديث هُنا عن الجوهرة لامين يامال، الذي أعطاه تشافي فرصة الظهور مع فريق برشلونة الأول؛ وهو في عمر الـ15 سنة فقط، ليتحوّل بعد ذلك إلى واحدٍ من أفضل نجوم العالم.

    كذلك.. ليس من السهل على مدرب برشلونة، أن يمنح الفرصة إلى لاعب كل تاريخه في الدرجات الدنيا؛ ليصبح أحد أهم نجوم الفريق الأول لكرة القدم، فيما بعد.

    نحن نتحدث هُنا عن فيرمين لوبيز، الذي لعب في مختلف الفئات السنية لبرشلونة، قبل إعارته إلى نادي ليناريس في موسم 2022-2023؛ والذي كان ينشط وقتها في "الدرجة الرابعة" الإسبانية.

    وعلى الرغم من عودته من الدرجة الرابعة صيف 2023؛ إلا أن تشافي امتلك الجرأة في إعطاء فيرمين الثقة كاملة للعب في صفوف فريق برشلونة الأول، ليصبح من أهم النجوم حاليًا - كما ذكرنا - بل وعنصرًا مؤثرًا في تغيير نتائج المباريات.

    وإلى جانب يامال وفيرمين.. اعتمد تشافي على عديد النجوم الشباب الآخرين؛ مثل باو كوبارسي الذي جعله قائدًا لدفاع العملاق الكتالوني، وهو في عمر الـ16 سنة فقط.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-SEVILLA-BARCELONAAFP

    مباراة إشبيلية تكشف عن جرأة تشافي المسكوت عنها!

    بعد ما ذكرناه سابقًا؛ قد يتساءل البعض قائلًا: "ما علاقة هذا الأمر بالمدير الفني الحالي لنادي برشلونة هانزي فليك؟!".

    الإجابة هُنا سنبدأها بالقول إنه لا خلاف على أن فليك، يُعطي الفرصة من فترةٍ إلى أخرى لبعض المواهب الصغيرة، للعب في صفوف فريق برشلونة الأول لكرة القدم.

    إلا أن فليك أثبت أنه لا يملك الجرأة الكافية؛ لإعطاء الفرصة كاملة إلى هذه المواهب؛ من أجل إثبات أنفسهم في صفوف فريق برشلونة الأول، مثلما كان يفعل سلفه تشافي هيرنانديز.

    أكبر دليل على ذلك ما شاهدناه في مباراة برشلونة ضد مستضيفه إشبيلية، في الجولة الثامنة من مسابقة الدوري الإسباني 2025-2026؛ والتي خسرتها كتيبة فليك (1-4).

    والحقيقة هي أن برشلونة دخل هذه المباراة، وهو يُعاني من إصابات عديدة للغاية؛ خاصة في خطي الوسط والهجوم، مثل: "لامين يامال، رافينيا دياز، فيرمين لوبيز وبابلو جافي".

    وما زاد الطين بلة في هذه المباراة؛ هو السوء الكبير الذي كان عليه ثلاثي المقدمة في برشلونة، وهم: "روبرت ليفاندوفسكي، فيران توريس وداني أولمو".

    ولم يظهر أي لاعب في خط المقدمة بالشكل المطلوب، خلال مباراة برشلونة وإشبيلية؛ سوى المهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، والذي تحصل على جائزة "أفضل لاعب" في اللقاء.

    وبالرغم من هذا السوء الذي كان عليه ليفاندوفسكي وتوريس وأولمو؛ إلا أن فليك لم يمنح الفرصة للمواهب الصغيرة التي كانت تتواجد بجواره على الدكة، للمشاركة بدلًا منهم.

    نعم.. بعض المدربين يقولون "من الأفضل أن لا نحرق المواهب الصغيرة في مبارياتٍ معقدة"؛ لكن عندما يكون لديك ثلاثي هجومي مثل ليفاندوفسكي وتوريس وأولمو، بعيدين تمامًا عن الحضور الفني والذهني والبدني، فإنك أصبحت مطالبًا بإيجاد الحلول.

    وبما أن برشلونة وقتها لم يكن لديه حلولًا كثيرة بسبب الإصابات؛ فكان من الممكن أن يعطي فليك الفرصة إلى الثنائي الموهوب توني فيرنانديز ودرو فيرنانديز، اللذين لن يكونا أسوأ حالًا بأي شكل من الأشكال، من الثلاثي سالف الذكر.

    ويتمتع توني ودرو بموهبة كبيرة للغاية؛ حيث كان من الممكن حال الاستعانة بهما ضد إشبيلية، أن يتم الإعلان عن مولد نجوم كبار جدد، مثلما فعل تشافي مع يامال وفيرمين وكوبارسي.

    لذلك.. فإن الإبقاء على ليفاندوفسكي وأولمو تحديدًا، طوال الـ90 دقيقة من عمر مباراة إشبيلية، رغم سوء مستواهما الكبير جدًا وفي ظل كثرة الإصابات؛ تجعلنا نتساءل: "إذا لم تكن هذه هي الفرصة الأنسب لإعطاء الثقة في مواهب برشلونة فمتى سيحصل ذلك؟!".

  • Dro Fernandezحساب برشلونة على تويتر

    مواهب برشلونة.. هل يحكم عليهم هانزي فليك سريعًا؟!

    المثير في الأمر أن درو فيرنانديز، شارك في الشوط الأول من مباراة برشلونة ضد ريال سوسييداد، في الجولة السابعة من مسابقة الدوري الإسباني 2025-2026.

    وقتها.. أظهر درو بعض اللمسات الجيدة، ولكنه لم يكن مؤثرًا بالشكل المتوقع أو المأمول منه، في تلك المباراة؛ قبل أن يستبدله المدير الفني الألماني هانزي فليك، في استراحة ما بين الشوطين.

    ويعود سبب عدم بروز درو بشكلٍ كبير، إلى الأسلوب الذي اعتمد عليه سوسييداد؛ بالدفاع بـ10 لاعبين تقريبًا ثم اللعب على المرتدات، وهو ما يختلف عن طريقة إشبيلية - الذي لم يشارك أمامه هذا اللاعب تمامًا -.

    لكن بصفةٍ عامة.. أثبت درو في وديات برشلونة وبعض اللمسات ضد سوسييداد، أنه يمتلك كل مقاومات التطور، إذا حصل على فرصته كاملة؛ والتي لن تتحقق إلا بقرارٍ جريء من فليك، في ظل إصابات الفريق الأول.

    بمعنى.. لا يُمكن أن يتم الحكم على درو من 45 دقيقة فقط؛ مثلما هو الحال مع الموهبة السويدية روني باردغجي، الذي انضم إلى الفريق في صيف العام الحالي.

    باردغجي كان مصدر خطورة برشلونة الأول، بعد نزوله بديلًا في آخر 21 دقيقة من عمر مباراة برشلونة وإشبيلية، في الجولة الثامنة من مسابقة الدوري الإسباني.

    نعم.. هذا اللاعب أثبت موهبة كبيرة جدًا، في مراوغة مدافعي الفريق المنافس، والدخول من الجناح إلى العمق؛ حيث قدّم بعضًا من ملامح لامين يامال ضد إشبيلية.

    إلا أن أكثر ما عاب باردغجي، هو سوء إنهاء الهجمات؛ حيث كان يراوغ ويكسر دفاع إشبيلية، ثم يسدد بشكلٍ سيئ.

    هُنا.. نعود إلى فكرة التمتع بالجرأة في الاعتماد على هذه المواهب، في ظل إصابات العديد من نجوم برشلونة وانخفاض مستوى البعض الآخر؛ بشرط عدم الحكم عليهم سريعًا.

    أي أن برداغجي مثلًا، يجب أن يحصل على فرصته كاملة مع برشلونة، في ظل إصابة يامال ورافينيا؛ لأنه الوحيد القادر على كسر دفاعات الخصم بمهاراته، عكس فيران توريس عندما يلعب على الجناح.

  • FC Barcelona v Real Betis Balompie - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    بديل بالدي.. سقطة جديدة لهانزي فليك مع برشلونة!

    هُناك نقطة أخرى مهمة، تُعد بمثابة التكملة للسطور الماضية؛ وهي "قلة جودة خروج نادي برشلونة بالكرة من الخط الخلفي"، بالمقارنة مع الموسم الرياضي الماضي 2024-2025.

    المدير الفني الألماني هانزي فليك اعتمد في الموسم الماضي؛ على رباعي دفاعي مكوّن من "جول كوندي، باو كوبارسي، إينيجو مارتينيز وأليخاندرو بالدي".

    ثلاثة من هذا الرباعي يجيد الخروج بالكرة من الخلف إلى الأمام، بشكلٍ أكثر من رائع؛ وهم: "كوبارسي، مارتينيز وبالدي".

    لكن في الموسم الحالي 2025-2026، وبعد رحيل مارتينيز إلى نادي النصر، وإصابة بالدي الطويلة - قبل العودة مؤخرًا -؛ اضطر فليك للاعتماد على رباعي دفاعي مكوّن من "جول كوندي، رونالد أراوخو أو إيريك جارسيا، باو كوبارسي وجيرارد مارتين".

    أراوخو، كوندي ومارتين لا يجيدون التعامل مع الضغط العالي، والخروج بالكرة من الخلف للأمام في هذه الحالات؛ ما أثر على برشلونة في مباريات مثل "رايو فاييكانو، باريس سان جيرمان وإشبيلية".

    هذه الأندية على سبيل المثال عرفت كيف تضغط على الخط الخلفي لبرشلونة، ما قضى على واحدة من أهم نقاط قوة العملاق الكتالوني؛ وهي بناء اللعب من المدافعين.

    هُنا.. لم يملك فليك الجرأة الكافية أيضًا، للاعتماد على الظهير الأيسر الشاب خوفري تورينتس، لتعويض غياب بالدي؛ حيث ظل يشرك مارتين بشكلٍ مستمر.

    وأكثر ما يُميّز تورينتس، جودة الخروج بالكرة من الخلف إلى الأمام، وكيفية التعامل مع ضغط المنافس والدخول إلى العمق بطريقة جيدة؛ لذلك.. كان من الممكن أن يستغل فليك فترة غياب بالدي، لتجربته.

    وقتها.. كان من الممكن أن يكتسب برشلونة ظهير أيسر رائع، يستطيع تعويض غياب بالدي كثير الإصابات، ولو في مبارياتٍ معينة؛ والتي يحتاج فيها زيادة عدد اللاعبين في الخط الخلفي، الذين يستطيعون التعامل مع ضغط المنافس.

  • Hansi Flick Barcelona 2025Getty

    الخلاصة في فترتي تشافي هيرنانديز وهانزي فليك

    الملخص من كل ما سبق؛ هو أن قيادة نادي برشلونة أثبتت أن هانزي فليك مدربًا رائعًا بالفعل، وتشافي هيرنانديز لا يزال لديه الكثير ليتعلمه.

    لكن أيضًا.. تجربة قيادة برشلونة أثبتت أن تشافي تعرض لظلمٍ مُبالغ فيه، بانتقاد مسيرته مع الفريق الأول بالكامل، خاصة إذا ما نظرنا إلى فترة فليك أيضًا.

    نعم.. تشافي خلال عامين قدّم لبرشلونة من خلال جرأته الكبيرة، العديد من النجوم العالميين؛ أمثال: "لامين يامال، فيرمين لوبيز، باو كوبارسي وغيرهم".

    ومن ناحيته.. فليك ورغم كل جودته التكتيكية والفنية؛ إلا أنه لم يعتمد على موهبةٍ ما بشكلٍ كامل، نستطيع أن نقول بإنه نجم عالمي قادم في سماء الساحرة المستديرة.

    فليك اعتمد في الموسم الماضي على مارك كاسادو وجيرارد مارتين مثلًا، ولكنهما ليس من الأسماء التي يتأمل فيهما جمهور برشلونة الكثير؛ بينما لا يزال لم يمنح آخرين الفرصة كاملة، مثل:

    * الظهير الأيسر خوفري تورينتس. 

    * لاعب الارتكاز تومي ماركيز.

    * متوسط الميدان غييرمو فيرنانديز. 

    * صانع الألعاب درو فيرنانديز. 

    * الجناح الأيمن توني فيرنانديز.

    وتصنف هذه الأسماء على أنها من بين الأفضل، في مدرسة نادي برشلونة "لاماسيا"؛ إلا أن فليك لا يزال لم يملك الجرأة الكاملة للاعتماد عليهما بشكلٍ كبير، حتى في ظل الإصابات العديدة.

0