بعد ما ذكرناه سابقًا؛ قد يتساءل البعض قائلًا: "ما علاقة هذا الأمر بالمدير الفني الحالي لنادي برشلونة هانزي فليك؟!".
الإجابة هُنا سنبدأها بالقول إنه لا خلاف على أن فليك، يُعطي الفرصة من فترةٍ إلى أخرى لبعض المواهب الصغيرة، للعب في صفوف فريق برشلونة الأول لكرة القدم.
إلا أن فليك أثبت أنه لا يملك الجرأة الكافية؛ لإعطاء الفرصة كاملة إلى هذه المواهب؛ من أجل إثبات أنفسهم في صفوف فريق برشلونة الأول، مثلما كان يفعل سلفه تشافي هيرنانديز.
أكبر دليل على ذلك ما شاهدناه في مباراة برشلونة ضد مستضيفه إشبيلية، في الجولة الثامنة من مسابقة الدوري الإسباني 2025-2026؛ والتي خسرتها كتيبة فليك (1-4).
والحقيقة هي أن برشلونة دخل هذه المباراة، وهو يُعاني من إصابات عديدة للغاية؛ خاصة في خطي الوسط والهجوم، مثل: "لامين يامال، رافينيا دياز، فيرمين لوبيز وبابلو جافي".
وما زاد الطين بلة في هذه المباراة؛ هو السوء الكبير الذي كان عليه ثلاثي المقدمة في برشلونة، وهم: "روبرت ليفاندوفسكي، فيران توريس وداني أولمو".
ولم يظهر أي لاعب في خط المقدمة بالشكل المطلوب، خلال مباراة برشلونة وإشبيلية؛ سوى المهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، والذي تحصل على جائزة "أفضل لاعب" في اللقاء.
وبالرغم من هذا السوء الذي كان عليه ليفاندوفسكي وتوريس وأولمو؛ إلا أن فليك لم يمنح الفرصة للمواهب الصغيرة التي كانت تتواجد بجواره على الدكة، للمشاركة بدلًا منهم.
نعم.. بعض المدربين يقولون "من الأفضل أن لا نحرق المواهب الصغيرة في مبارياتٍ معقدة"؛ لكن عندما يكون لديك ثلاثي هجومي مثل ليفاندوفسكي وتوريس وأولمو، بعيدين تمامًا عن الحضور الفني والذهني والبدني، فإنك أصبحت مطالبًا بإيجاد الحلول.
وبما أن برشلونة وقتها لم يكن لديه حلولًا كثيرة بسبب الإصابات؛ فكان من الممكن أن يعطي فليك الفرصة إلى الثنائي الموهوب توني فيرنانديز ودرو فيرنانديز، اللذين لن يكونا أسوأ حالًا بأي شكل من الأشكال، من الثلاثي سالف الذكر.
ويتمتع توني ودرو بموهبة كبيرة للغاية؛ حيث كان من الممكن حال الاستعانة بهما ضد إشبيلية، أن يتم الإعلان عن مولد نجوم كبار جدد، مثلما فعل تشافي مع يامال وفيرمين وكوبارسي.
لذلك.. فإن الإبقاء على ليفاندوفسكي وأولمو تحديدًا، طوال الـ90 دقيقة من عمر مباراة إشبيلية، رغم سوء مستواهما الكبير جدًا وفي ظل كثرة الإصابات؛ تجعلنا نتساءل: "إذا لم تكن هذه هي الفرصة الأنسب لإعطاء الثقة في مواهب برشلونة فمتى سيحصل ذلك؟!".