لأن هالاند لا يمتلك الكثير من صفات منافسه الفرنسي كيليان مبابي، اعتدنا دائمًا أن النرويجي لا يلمس الكرة كثيرًا ولا يتواجد بصفة مستمرة في مناطق الأحداث خلال المباريات، خاصة في المواجهات أمام الكبار أو الفرق المنظمة دفاعيًا.
هذا ما حدث بالضبط من نيوكاسل يونايتد ومدربه إيدي هاو، حيث تمكن أصحاب الأرض من حجب الدعم تمامًا عن هالاند، وجعله يدخل في معارك بدنية لن تمثل أي مشكلة للرباعي الدفاعي فابيان شار ودان بيرن ولويس هول وكيران تريبيير، وكذلك ثنائي الوسط برونو جيمارايش وساندرو تونالي.
مشاركة هالاند اليوم اقتصرت على النزول إلى عمق الملعب للمشاركة في بناء الهجمة ومحاولة تفكيك دفاعات نيوكاسل، ولكنه لم ينجح، خاصة في ظل اعتماد جوارديولا على إلكاي جوندوجان وريكو لويس وماتيو كوفاتشيتش بخط الوسط.
هذه التوليفة التي دخل بها الإسباني المباراة فشلت تمامًا في مساعدة هالاند، ولم تمنحه التمريرات اللازمة التي يُجيد استغلالها وتحويلها إلى كم هائل من الأهداف.
دي بروينه ورودري يعتبران بمثابة العقل المدبر لمانشستر سيتي، وخسارتهما اليوم كانت سببًا رئيسيًا في حالة هالاند، بالإضافة للطريقة التي انتهجها إيدي هاو لتحجيمه ومقاومة خطورته.
وحتى مع دخول فيل فودين بدلًا من المتواضع جوندوجان الذي لعب واحدة من أسوأ مبارياته منذ سنوات، فشل جوارديولا في تنشيط هجوم سيتي أو مساعدة هالاند، حيث لم يقدم في الشوط الثاني إلا كرة رأسية ضائعة بغرابة شديدة في الدقيقة 76 من عمر اللقاء، وكرة أخرى مماثلة في اللحظات الأخيرة من هدية لسافينيو لعبها ضعيفة بين يدي الحارس نيك بوب.
الظروف والفريق الخصم وكل شيء اتحد ضد هالاند اليوم، لتكون اللقطة الأبرز ليست احتفاله بالتسجيل مرة أو مرتين أو أكثر، بل صورة للجورب الخاص به وهو ممزقًا بعد أحد الالتحامات مع دان بيرن مدافع الفريق الخصم.
حتى عندما ذهبنا إلى منصة "إكس" للبحث عن أبرز مساهماته خلال المباراة، لم نجد سوى لقطة "الجورب المُمزق" منتشرة في كل مكان، بدلًا من أرقامه القياسية وأهدافه المبهرة التي اعتدنا عليها.. عمل جيد جدًا من إيدي هاو وفريقه في الهروب من طوفان النرويجي الذي هز شباك الجميع في البريميرليج هذا الموسم بـ10 أهداف، إلا الماكبايز!