أوساسونا وريال مدريد | الملكي أسقط نفسه بنفسه.. ومبابي وفينيسيوس "عكس بعض"

أثار بيان ريال مدريد الأخير ضد التحكيم جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، وانعكس هذا الجدل سلباً على أداء الفريق ونجومه، حيث تزايد تركيزهم على الاعتراض على الحكام بدلاً من التركيز على اللعب.

في مباراة أوساسونا كان واضحاً تأثير بيان النادي على أداء اللاعبين، حيث كثرت الاعتراضات على قرارات الحكم التي كان بعضها سليمًا والبعض الآخر جدليًا، وتوترت الأجواء داخل الملعب، وبلغت الأمور ذروتها بحصول بيلينجهام على بطاقة حمراء، مما يؤكد التأثير السلبي للبيان على الفريق.

بيان ريال مدريد ضد التحكيم، رغم أنه قد يكون هدفه الدفاع عن حقوق النادي، إلا أنه انعكس سلباً على أداء اللاعبين وزاد من الضغوط النفسية عليهم، وكانت مباراة أوساسونا خير دليل على ذلك، حيث كثرت الاعتراضات بشكل واضح.

منذ بداية المباراة، أظهر مبابي تركيزًا عاليًا ورغبة واضحة في التأثير على نتيجة اللقاء، تحركاته الذكية، ومهاراته الفردية العالية، وقدرته على إنهاء الهجمات، جعلته مصدر إزعاج دائم لدفاعات أوساسونا، وبالفعل، لم يمر وقت طويل حتى تمكن من تسجيل هدف التقدم لفريقه.

لم يكتف مبابي بهدفه الأول، بل واصل تألقه وصنع العديد من الفرص الخطيرة لزملائه. كان قريبًا من تسجيل أكثر من هدف، لكن القليل من الحظ لم يحالفه في بعض الكرات.

على الجانب الآخر، لم يقدم النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور الأداء المنتظر منه، وأهدر فرصة محققة لتسجيل هدف، ثم انخرط في سلسلة من الاعتراضات على قرارات الحكام، مما أثر سلبًا على أدائه وتركيزه.

كان لتألق مبابي تأثير إيجابي على أداء الفريق ككل، حيث بث الروح المعنوية العالية في اللاعبين، وساهم في خلق فرص عديدة للتسجيل. كما أن وجوده في الملعب شكل ضغطًا كبيرًا على دفاعات الخصم، مما سهل مهمة زملائه في الفريق، بينما يبدو أن فينيسيوس كان يصعب من مهمة نجوم الملكي.

لا يمكن تخيل شكل الموسم الحالي لريال مدريد دون تيبو كورتوا الذي كان حاسمًا في الكثير من الأوقات ومنع الخصوم من تسجيل أهدافًا محققة في مناسبات عديدة.

لولا كورتوا في مواجهة أوساسونا لكان الفريق قد تعرض لهزيمة كبيرة وغير متوقعة على الإطلاق مثل تلك التي خسرها برشلونة على نفس الملعب برباعية قبل أشهر.

بشكل عام لولا كورتوا ربما لم يكن ريال مدريد ليكون منافسًا لا على الدوري الإسباني ولا الكأس ولا حتى دوري أبطال أوروبا في الموسم الجاري.

حتى الدقيقة 70 من عمر اللقاء، لم يشهد تشكيل ريال مدريد أي تغيير يُذكر، رغم النقص العددي الذي عانى منه الفريق منذ نهاية الشوط الأول، وذلك عقب طرد النجم الإنجليزي جود بيلينجهام.

هذا التأخر في إجراء التبديلات أثار تساؤلات الجماهير والمحللين على حد سواء، إذ كان من المتوقع أن يُجري المدرب بعض التعديلات لتنشيط الفريق وتعويض النقص العددي على المستوى الدفاعي بالأخص لأن المباراة على ملعب صعب وسط جماهير لا تتوقف عن التشجيع.

جاء التعادل وأصبح البحث عن تعديل دفاعي لا معنى له، وكان على أنشيلوتي أن يجد حلولًا هجومية أفضل، لكن عندما حانت لحظة التغيير أخيرًا، لم تحمل التعديلات أي مفاجآت أو محاولة لتغيير مسار المباراة، حيث تم استبدال اللاعب براهيم دياز بزميله رودريجو، في تغيير اعتيادي مركز بمركز، دون أي محاولة لتغيير طريقة اللعب أو البحث عن حلول أخرى هجومية.

لا يجب أن يلوم ريال مدريد أي طرف إلا نفسه، لا يجب أن ينال من الحكام ولا من الخصوم، فقط أنفسهم بعدما كانوا في موقف يسيطرون فيه على القمة بفارق سبع نقاط عن برشلونة، الآن ريال مدريد مهدد بالتراجع للمركز الثالث حال فاز أتلتيكو مدريد وبرشلونة.

في النهاية سيكون على الملكي نسيان ما حدث سريعًا لأن الفريق على موعد مع مواجهة حاسمة في دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي، ودخولها بأي أمور عالقة ذهنيًا قد يعني مغادرة البطولة القارية مبكرًا، بالأخص بعد النتيجة المميزة التي حققها بيب جوارديولا أمام نيوكاسل في الدوري الإنجليزي.