أليجري ليس الوحيد .. ريال مدريد قطع رأس "البطل" مرتين وموسيماني ضحية طفرة السعودية!

كانت إدارة يوفنتوس حاسمة وقاسية في نفس الوقت، بإعلان إقالة أليجري الذي ارتبط مع الفريق بعقد يمتد للموسم المقبل، لكنهم لم يمنحوه الفرصة للاحتفال بلقب كأس إيطاليا وأعلنوا إقالته بعد ساعات من التتويج.

ورغم أن كل الدلائل في الأشهر الأخيرة وتحديدًا من النصف الثاني بالموسم، كانت تشير إلى أن مشوار أليجري في يوفنتوس سينتهي قريبًا في ظل تراجع النتائج في مسابقة الدوري وخسارة اللقب، إلا أنه بعد الفوز بالكأس توقعت الجماهير أن تمنحه الإدارة فرصة أخرى في الموسم المقبل.

إدارة اليوفي طردت أليجري بشكل لا يتناسب إطلاقًا مع حجم الإنجازات التي قدمها مع النادي، حيث كان استمراره لموسم آخر سيكلف النادي حوالي 7 ملايين يورو (أحد بنود العقد)، لذلك أرسلت خطاب شكوى يبرز أسباب إقالته قبل عام من انتهاء عقده.

وأشارت إلى أن سلوك أليجري على أرض الملعب مع حكم الساحة والحكم الرابع في مباراة نهائي الكأس، تتصدر أسباب إقالته، وكذلك للأضرار التي لحقت بالمعدات خارج غرفة خلع الملابس، بخلاف دخوله في جدال مع الصحفي جيدو فاسياجو و كريستيانو جيونتولي المدير الرياضي للسيدة العجوز.

من العجائب في كرة القدم أن مدربًا قديرًا بحجم فابيو كابيلو، تعرض للإقالة من ريال مدريد مرتين في ولايتين مختلفتين بينهما 10 سنوات (1997-2007)، لكن الأغرب والأعجب أنه في المرتين كانت تتم إقالة الإيطالي بعد تتويجه بلقب الليجا مع الميرنجي.

في موسم 96-97، كان كابيلو يقود ريال مدريد لتسيد الليجا، لكنه كان لا يعتمد بشكل كبير على الفتى المدلل راؤول جونزاليس، في ظل اقتناعه بمستوى الهداف الكرواتي سوكر، وهو ما دفع الإعلام الإسباني للهجوم عليه بشكل كبير.

ورغم أن الريال فاز بلقب الليجا في نهاية المطاف بـ92 نقطة وبفارق نقطتين على برشلونة، إلا أن الإعلام انتقده كثيرًا واتفق معهم لورينزو سانز رئيس الريال الأسبق، والذي قرر التدخل وإعلان إقالة فابيو.

عاد كابيلو في 2007 إلى ريال مدريد، مع فريق قوي يتقدمه المهاجم الهولندي رود فان نيسترلوي وديفيد بيكهام، لكن الأخير لم يكن على وافق كبير مع مدربه وزادت المشاحنات بينهما، وظلت الأقلام تحاصره مجددًا بسبب أداء الفريق الدفاعي والذي كان سببًا في وداع كأس الملك على يد ريال بيتيس من دور الـ16.

ولا تنسى جماهير الريال هذا الموسم الذي ظل فيه برشلونة متقدمًا بفارق النقاط حتى الجولة 34، لكنه تعثر أكثر من مرة أمام فياريال وإسبانيول، بينما الريال فاز بمبارياته بصعوبة واستطاع أن يتوج باللقب في الجولة الأخيرة بفوزه الملحمي على ريال مايوركا (3-1).

ورغم التتويج باللقب، خرج رامون كالديرون رئيس النادي الملكي آنذاك معلنًا إقالة كابيلو بعد هذا الموسم والاستعانة بالألماني شوستر، مشيرًا إلى أن ريال مدريد فريق دائمًا ما يحقق الألقاب لكنه أيضًا يهتم بأن يقدم كرة قدم جيدة وهو ما لا يوفره كابيلو.

وأوضح كالديرون أن السبب الآخر وراء الإقالة هو رؤية الأغلبية أن فوزه بالدوري كان بسبب تعثرات برشلونة المتتالية والتي أهدت الريال هذا اللقب وليست عبقرية كابيلو.

لم يتوقع العبقري الفرنسي لوران بلان أن تكون نهاية مواسمه الثلاثة الناجحة مع باريس سان جيرمان، هي إقالته من مقعد الإدارة الفنية، بعد الإنجازات التي حققها لموسمين على التوالي!

بلان الذي تولى قيادة باريس في 2013 خلفًا لكارلو أنشيلوتي، صنع مجدًا للنادي العاصمي وساهم في فوزه بجميع الألقاب الممكنة محليًا، حيث حقق تحت قيادته الثلاثية محلية لموسمين على التوالي بالفوز بألقاب الدوري والكأس إضافة إلى كأس رابطة الأندية الفرنسية.

وفوجئ بلان بإعلان القطري ناصر الخليفي، مالك ورئيس النادي الباريسي، قرار الإقالة وفسخ العقد الذي كان قد تم تجديده لموسمين إضافيين، وهو ما كلف الإدارة تعويضات بقيمة 22 مليون يورو.

وكان السبب المعلن من إدارة النادي الفرنسي هي عدم قدرة المدرب الفرنسي على قيادة الفريق لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، حيث وصف الخليفي، بلان آنذاك بـ"الفاشل".

كان ماوريتسيو ساري أحد أكبر المدربين المتوقع نجاحهم مع تشيلسي في موسم (2018-2019)، وبالفعل بدأ الفريق الموسم معه بطموحات كبيرة، لكن مع تعاقب المباريات ظهرت فجوة واضحة بين المدرب ولاعبيه.

ورغم أن تشيلسي أنهى البريميرليج هذا الموسم في المركز الثالث، إلا أن الفارق بينه وبين ليفربول الوصيف وصل إلى 25 نقطة، وخسر وقتها البلوز في هذا الموسم بنتائج كارثية من بورنموث (4-0) ومانشستر سيتي (6-0)، بخلاف التعثرات أمام وولفرهامبتون وتوتنهام وإيفرتون وليفربول.

ومع وصول الموسم إلى الأمتار الأخيرة، قررت إدارة تشيلسي التخلص من ساري والتفكير في تجربة جديدة بطلها ابن النادي فرانك لامبارد، لكنها قررت أن تصبر عليه حتى تنتهي مسابقة الدوري الأوروبي بعد وصول الفريق إلى النهائي.

ورغم فوز البلوز باللقب في النهائي تحت قيادة ساري، بعد سحق الجار والغريم التقليدي آرسنال (4-1)، إلا أن إدارة تشيلسي تمسكت بوجهة نظرها وأعلنت إقالة ساري ولم يؤثر اللقب على قرارها.

الفرحة التي تعيشها جماهير نادي الزمالك المصري في الوقت الحالي، تعيد إلى الأذهان واحدة من أغرب قرارات الإقالة في عالم كرة القدم، وكان ذلك من نصيب العبقري السويسري كريستيان جروس في مايو 2019.

الزمالك كان قد وصل إلى نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية للمرة الأولى في تاريخه، واستطاع بعد رحلة شاقة أن يقبض على اللقب بالفوز على نهضة بركان المغربي بركلات الترجيح (5-4).

وانفجرت الاحتفالات في برج العرب وحمل الجميع المدرب السويسري على الأعناق بعدما قاد الفريق في مرحلة صعبة من فريق على أعتاب مغادرة البطولة من دور المجموعات، إلى منصة التتويج.

وأثناء هذه الاحتفالات كان لمرتضى منصور، رئيس الزمالك المعزول، رأي آخر، حيث لم يعجبه هتاف الجمهور للمدرب السويسري ونسب الفوز له، ليؤكد أنه مدرب فاشل ويكلف النادي راتبًا ضخمًا ومن ثم قرر إقالته.

وكان الزمالك في طريقه بعد الفوز بلقب الكونفيدرالية، إلى استعادة لقب الدوري بفضل تفوقه في فارق النقاط على غريمه الأهلي، لكن قرار مرتضى قلب الحسابات في الأسابيع الأخيرة من الموسم وأبقى الدرع في الجزيرة.

كان الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، المدير الفني السابق لأهلي جدة، أحد ضحايا قرارات الإقالة المفاجئة من الإدارة، رغم دوره الكبير في إعادة الراقي إلى مكانته في الكرة السعودية.

الأهلي كان قد هبط إلى دوري الدرجة الأولى السعودي موسم 2022-2023، ومن ثم استعانت الإدارة بالمدرب الجنوب إفريقي الذي قدم نجاحات كبرى في القارة السمراء وساهم في تتويج صن داونز "مرة" والأهلي المصري "مرتين" بدوري أبطال أفريقيا.

وجاء موسيماني ولعب دور البطولة ليقود الفريق إلى التتويج بلقب دوري الدرجة الأولى، ويعيد للراقي كبرياءه وبريقه بين كبار دوري روشن السعودي للمحترفين، لكنه فوجئ بعد ذلك بقرار الإدارة بإقالته.

وكان مبرر إدارة الأهلي، هو أن الفريق مقبل على مرحلة جديدة وسيضم نجومًا عالميين بحجم رياض محرز وروبرتو فيرمينو وكيسيه، وأنه بحاجة إلى مدرب أوروبي قدير يستطيع التعامل مع هذه الأسماء، ومن ثم تم التعاقد مع ماتياس يايسله.