ألم تنصحك والدتك بالابتعاد عن صديق السوء يا لابورتا؟ ضرائب معرفة بيريز تثقل كاهل برشلونة!

تلك العلاقة اعتقد بعض الجماهير من الطرفين إنها ستؤثر إيجابيًا على العلاقات بين الناديين حتى أن بعضهم ذهب إلى الحديث عن أن بيريز سيضم كيليان مبابي إلى صفوف فريقه وسيترك برشلونة يضم إرلينج هالاند دون التأثير على سباق المفاوضات حتى يعيد أيام المجد الخاصة بميسي ورونالدو إلى الدوري الإسباني.

وبالرغم من سذاجة طرح الموضوع إلا أنه يحمل بعض المنطق، لكن في النهاية لا بيريز استطاع الحصول على خدمات مبابي ولا هالاند ولا غيرهما.

عندما اقترحت رابطة الدوري الإسباني الحصول على قروض من صندوق CVC تسمح للأندية تحسين مدخلاتها كنوع من البدائل أمام دوري السوبر الأوروبي رفض برشلونة وريال مدريد الأمر.

ريال مدريد رفضه كان منطقيًا في ظل استقراره المادي وتمسكه بفكرة دوري السوبر الأوروبي، لكن رفض برشلونة جاء مجاملة للملكي وتمسكًا بالفكرة رغم المعاناة الاقتصادية التي عاشها طوال أشهر عديدة.

رفض ذلك القرض أثر بشكل واضح على مدخلات برشلونة ومنع النادي من تجديد عقد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الأفضل في تاريخ كتالونيا ورحل مجانًا لصالح برشلونة سان جيرمان.

وكانت تلك هي النقطة السلبية الأبرز في ذلك الوقت بالنسبة للنادي الكتالوني، حيث خسر أحد أفضل النجوم في تاريخ كرة القدم فقط من أجل فكرة غير مكتملة.

كل ما سبق قاد برشلونة نحو مصير واحد في علاقته مع رابطة الدوري الإسباني، وهي العداوة المطلقة دون أي نوع من أنواع المنطق في تناول المشاكل بين الطرفين.

في كل مشكلة تظهر للنادي الكتالوني يظهر خافيير تيباس رئيس الرابطة تأييد مطلق للطرف الآخر في المشكلة، ويصدرها أكثر لبرشلونة.

لابورتا كان في غنى عن تلك العداوة بالأخص في تلك المرحلة الحرجة من عمر النادي اقتصاديًا، ورياضيًا أيضًا.

فقدان ميسي والتراجع الرياضي بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية المتراكمة قادت برشلونة نحو حل واحد انتحاري بكل تأكيد.

ذلك الحل تمثل في بيع برشلونة لنسب من أصوله وحقوقه لصناديق تمويل وبنوك ومستثمرين من أجل حصد الكثير من الأموال بوقت سريع وتمويل صفقات عديدة تساعد الفريق على العودة إلى منصات التتويج.

المشكلة الوحيدة هنا أن حسابات لابورتا كانت قائمة على الاستمرار في دوري أبطال أوروبا فوجد نفسه أمام بايرن ميونخ وإنتر المستفيق وخرج من دور المجموعات من جديد.

في القضية الأخيرة التي هزت أركان الكرة الإسبانية الخاصة بدفع برشلونة أموالًا لخوسيه نيجريرا نائب رئيس لجنة التحكيم السابق، وجدنا أن النادي الكتالوني مهدد بالكثير من الأمور أهونها الهبوط إلى الدرجة الأدنى.

ربما لو كان رئيس برشلونة يملك موقفًا مغايرًا من بطولة دوري السوبر الأوروبي ولو كانت علاقته برئيس رابطة الدوري الإسباني أفضل لتم دفن تلك القضية قبل أن تظهر إلى النور.

لا نتحدث هنا عن وجود مؤامرة على برشلونة كما قال رئيس النادي الكتالوني، ولكننا نتحدث عن تهويل لبعض الحقائق، وفي ذلك السياق فقد تحدثنا بالفعل عن استهداف الأندية المشاركة في فكرة دوري السوبر الأوروبي مؤخرًا (الدور على ريال مدريد؟ نظرية المؤامرة في قضايا برشلونة ويوفنتوس).

في البداية قرر فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد ألا يعلق على قضية برشلونة، لكن مع ضغط الجماهير أصدر بيانًا وأكد من خلاله أن الملكي أصبح طرفًا في القضية.

تلك اللحظة لم ينتظرها جوان لابورتا، وهي قد تكون بداية الإفراج في أزمات النادي الكتالوني الأخيرة لو قرر رئيس برشلونة التخلي عن فكرة دوري السوبر وتنسيق أوضاعه مع رابطة الدوري وكافة الأطراف المعنية.

لابورتا اختار الحصان الخاسر منذ بداية الطريق، وتحالف مع صديق سوء لو جاز التعبير في ظل تخليه عنه في عز أزمته.

في النهاية لن يتحمل اللوم إلا الرئيس الحالي للنادي الكتالوني على كل ما سبق وذكرناه في الأسطر الماضية، لكن تحمل اللوم لن يكون كافيًا في ظل الكوارث التي يعانيها برشلونة.

على لابورتا أن يصلي حتى تتوقف المصائب عن الهطول على رأسه ورأس برشلونة حتى لا تنبذه الجماهير وتنبذ فترته بسبب سوء اختيار.