"أشعر وكأنني أختنق" .. الاتحاد الأوروبي والفيفا يتسببون في انهيار نجوم كرة القدم!

قال تيبو كورتوا، قبل عامين بعد خسارة بلجيكا أمام إيطاليا في مباراة تحديد المركز الثالث في دوري الأمم الأوروبية وهي المباراة التي اضطر فيها زملائه إيدين هازارد وروميلو لوكاكو إلى التغيب عنها بسبب إرهاق العضلات.

وقال حارس المرمى للصحفيين: "هذه المباراة مجرد لعبة مالية وعلينا أن نكون صادقين بشأنها نحن نلعبها فقط لأنها تمثل أموالاً إضافية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، انظر إلى مقدار التغيير الذي طرأ على الفريقين لو كان الطرفين وصلوا إلى النهائي، لكان هناك لاعبون آخرون يلعبون".

وتابع: "في العام المقبل، لدينا كأس العالم في نوفمبر، علينا أن نلعب ربما حتى المراحل الأخيرة من يونيو، ثلاثة أسابيع من العطلة ليست كافية للاعبين ليتمكنوا من الاستمرار لمدة 12 شهرًا على أعلى مستوى وسوف نتعرض للإصابة".

وبالفعل بعد أقل من عام من انتهاء مونديال قطر، غادر كورتوا، تدريب ريال مدريد وهو يبكي بعد إصابته بتمزق الرباط الصليبي الأمامي.

أثر قرار إقامة كأس العالم في منتصف الموسم الأوروبي على نجوم كرة القدم، وكشف مؤشر هودن لإصابات كرة القدم الأوروبية 2022-2023، أن لاعبي الدوريات "الخمس الكبرى" الذين شاركوا في كأس العالم، استغرقوا في المتوسط، ثمانية أيام أطول للتعافي من الإصابات بعد البطولة وكان ذلك بسبب الزيادة الهائلة في الإصابات الخطيرة في الكاحل بنسبة 170% والساق 200% وأوتار الركبة 130%.

ولا يعني ذلك أن منظمة اللاعبين المحترفين، كانت متفاجئة لأنهم أشاروا قبل انطلاق كأس العالم أن الفرق حصلت على متوسط 31 يومًا من وقت الاستعداد قبل البطولات السبع السابقة، و37 يومًا من وقت التعافي بعد ذلك، وتم منح اللاعبين، في المتوسط، سبعة أيام فقط للاستعداد بدنيًا وذهنيًا لمونديال قطر 2022، وثمانية أيام فقط للتعافي قبل استئناف المسابقات مع الأندية.

وكشف الاتحاد الدولي للمحترفين لاحقا أن 44% من اللاعبين الذين شاركوا في المونديال شعروا بإرهاق بدني أكبر، بينما شعر 23% بإرهاق ذهني أكبر في يناير مقارنة بالمواسم الأخرى.

ووصل الأمر إلى إعلان المدافع الفرنسي رافاييل فاران، اعتزاله في فبراير الماضي، في عمر 29 عامًا فقط وقال: "لدينا جداول مكثفة ونلعب دون توقف في الوقت الحالي، أشعر وكأنني أختنق".

وشعر فاران، بالغضب من قرار الدوري الإنجليزي بتنفيذ استراتيجية صارمة لحفظ الوقت والتي تم تطبيقها في كأس العالم وشهدت زيادة متوسط الوقت المحتسب بدل الضائع من 7.3 دقيقة إلى 11.6 دقيقة.

وكتب فاران عبر حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي: "من المديرين واللاعبين، لقد شاركنا مخاوفنا لسنوات عديدة حتى الآن بشأن وجود عدد كبير جدًا من المباريات والجدول الزمني مكثف، وهذا سيؤثر سلبياً على الصحة البدنية والعقلية للاعبين".

وتابع: "على الرغم من تعليقاتنا السابقة، فقد أوصوا الآن للموسم المقبل بمباريات أطول، وكثافة أكبر، وإظهار مشاعر أقل للاعبين، نريد فقط أن نكون في حالة جيدة على أرض الملعب لإعطاء 100٪؜ لنادينا وجماهيرنا لماذا لا يتم سماع آرائنا؟".

يصر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" على أنه يستمع واعترف رسميًا بمشجعي كرة القدم باعتبارهم أصحاب مصلحة رئيسيين في اللعبة في يناير الماضي.

وقال زفونومير بوبان، رئيس كرة القدم في الاتحاد الأوروبي، للصحفيين في أغسطس الماضي: "أستطيع أن أتحدث من تجربتي، خاصة كلاعب خط وسط عندما تشعر بالتعب، فهذه هي آخر 30 دقيقة من المباراة والآن يأتي شخص ما ويضيف 15 دقيقة أخرى! كم مرة تحدثنا عن التقويم والعديد من المباريات؟ نحن لا نستمع إلى اللاعبين والمدربين إنه جنون، نظرتنا مختلفة".

وأكد رئيس رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في إنجلترا، ماهيتا مولانجو، إن تعليقات بوبان أظهرت أنه عندما يتعلق الأمر بحماية اللاعبين، فإن لاعب ميلان السابق "يفهم ذلك".

تجدر الإشارة إلى أن المنظمة التي يمثلها بوبان، قررت بالفعل توسيع دوري أبطال أوروبا، لأنه البطولة الرئيسية وأكبر مصدر للأموال اعتبارًا من الموسم المقبل فصاعدًا، وسيزيد عدد الفرق بدلًا من 32 إلى 36 وجولتين إضافيتين في دور المجموعات وجولة فاصلة إضافية قبل دور الـ16 وكل ذلك يعني زيادة المواجهات إلى 64 مباراة من 125 إلى 189.

وقال كورتوا: "اليويفا كان ضد قرارات الدوري الإنجليزي لكنهم يفعلون الشيء نفسه، إقامة مباريات إضافية يمكن أن يكونوا غاضبين من رغبة الفرق الأخرى في الحصول على الدوري، لكنهم لا يهتمون باللاعبين، إنهم يهتمون فقط بجيوبهم".

ولهذا السبب قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تدمير البطولة الأوروبية بالكامل من خلال زيادة عدد المشاركين من 16 فريقًا إلى 24 فريقًا، مما أدى إلى انخفاض الجودة، والأمر الأكثر إحراجًا هو تأهل الفرق صاحبة المركز الثالث إلى المرحل الحاسمة.

ومن الواضح أن "الفيفا" لا يختلف معهم في هذا الموضوع بعد أن قرر تعديل نظام كأس العالم للأندية في عام 2025 دون أي تشاور مع الاتحاد الدولي للمحترفين.

ولحسن الحظ، أن خطة أرسين فينجر لإقامة كأس العالم كل سنتين تأجلت في الوقت الحالي، ولكن سيكون لدينا بطولة مثيرة للسخرية تضم 48 فريقًا في عام 2026 مما جعل المنافسة كبيرة جدًا لدرجة إقامتها في ثلاث بلاد مختلفة.

واعترف جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بأنه سيتعين عليهم التوصل إلى طريقة لزيادة الإثارة في مراحل المجموعات، نظرًا لأن الخطة الأصلية للمجموعات مكونة من ثلاثة وهذا يعنى زيادة في عدد الفرق وإثارة أقل.

من الواضح أن المسؤولين هدفهم فقط الفوائد الاقتصادية من هذه التغييرات الضخمة ولا يهتموا بالعواقب المحتملة على صحة اللاعبين ولا يشعرون بكرة القدم إنهم يريدون فقط استغلال اللعبة ولاعبيها.

ولكنهم وصلوا الآن إلى نقطة النهاية حيث تعرض النجوم الشباب مثل جافي وفينيسيوس جونيور، للإنهيار بسبب مشاركتهم كثيرًا في المباريات وعدم حصولهم على راحة كافية وقد ينتهى جود بيلينجهام في خلال ثلاث سنوات.

وتوقع كورتوا، كل ذلك وحذر قبل عامين وقال: "ثلاثة أسابيع من العطلة ليست كافية للاعبين ليتمكنوا من الاستمرار لمدة 12 شهرًا على أعلى مستوى، في النهاية سيصاب اللاعبون ويصبح أولئك الذين يتحكمون في اللعبة أكثر ثراءً".