أرتيتا السبب؟ معضلة ساكا كابوس يهدد موسم آرسنال

عندما فاز آرسنال بنتيجة 4-2 على ملعب أستون فيلا في فبراير الماضي، كانوا متحمسين للغاية بعد تسجيلهم هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع ومع ذلك، فإن أوليكساندر زينتشينكو، الذي سجل هدف التعادل لفريقه بعد مرور ساعة، لم يكن سعيدًا وفي مقابلته بعد المباراة، حرص على التعبير عن غضبه من بعض التحديات التي تعرض لها ساكا في المباراة.

وقال الأوكراني: "بوكايو لاعب لا يصدق جميع ظهيري الفرق الأخرى يعرفون أنه خطير للغاية، لذا يحاولون استفزازه والتصدي له ويجب أن يعرف الحكام ذلك، يمكننا التحدث عن ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو ونيمار ولاعبين مثل هؤلاء، الحكام بحاجة إلى حماية هذا النوع من اللاعبين، وعليهم الاعتناء بهم"، ويجب دائمًا حماية اللاعبين المهاريين.

وقال أرتيتا: "سيتعين على ساكا التعامل مع تلك المعاملة القاسية ليس كل أسبوع، بل كل ثلاثة أيام إنها لعبته، الفرق تريد إيقافه ونحن بحاجة إلى حمايته"، لكن يمكن القول إن المدرب الإسباني لم يقم بعمل جيد بما فيه الكفاية لحماية نجمه.

لم يغب ساكا، عن مباراة كاملة في الدوري الإنجليزي منذ مايو 2021، فقد شارك خلال هذه الفترة في 87 مباراة بالدوري وهو رقم قياسي لنادي آرسنال ولعب أساسيًا في 83 مواجهة منهم وهو دليل على جودة ساكا وأهميته بالنسبة لآرسنال.

ويعد الإجهاد والتوتر من العواقب الحتمية لمثل هذا العبء الثقيل، وكان الإرهاق مصدرًا للقلق منذ فترة طويلة، فظهر ساكا خلال نهاية موسم 2022-23 متعبًا نظرًا لكثرة مشاركته في تحدي فريقه المفاجئ على اللقب وقد بدأ جميع مباريات آرسنال الـ 38 في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي باستثناء مباراة واحدة وفي المواجهة الوحيدة التي بدأ فيها على مقاعد البدلاء، شارك بعد ذلك لمدة نصف ساعة.

إن حرص أرتيتا على وجود ساكا في الملعب قدر الإمكان أمر مفهوم فالفريق ليس هو نفسه بدونه، وظهر الانخفاض الكبير في جودة آرسنال بعد خروج ساكا أمام لانس، وتعرضهم للهزيمة المفاجأة بنتيجة 2-1.

وفشل أي لاعب من آرسنال في تسجيل أهداف أو صناعة تمريرات حاسمة أكثر من ساكا الذي يمتلك 15 هدفًا و11 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات بالموسم الماضي.

ولذلك كان الجانرز على دراية بالحاجة إلى العثور على بديل جيد لساكا.

بذل آرسنال جهودًا كبيرة في صيف 2022 للتعاقد مع رافينيا من ليدز يونايتد، لكن البرازيلي فضل الانتقال إلى برشلونة وكان من المفترض أن يحول آرسنال انتباهه إلى أهداف أخرى ولكن لم يتم تقديم أي عروض على الرغم من اهتمامهم منذ فترة طويلة بموسى ديابي لاعب باير ليفركوزن.

وكان هناك اعتقاد أن النادي قد يستفيد من المحادثات مع فريق البوندسليجا بشأن بيع جرانيت تشاكا والتوصل إلى اتفاق مع اللاعب الفرنسي بعد ذلك، ولكن لم تتحقق أي خطوة، حيث فضل أرتيتا إهدار 65 مليون جنيه استرليني على كاي هافيرتس، وهو لاعب لم يكن آرسنال بحاجة إليه، بينما يلعب ديابي الآن دور البطولة مع أستون فيلا في الدوري الإنجليزي.

يمكن نقل هافيرتس، إلى خط الهجوم ضد السيتي إذا تم استبعاد ساكا بشكل نهائي، مع لعب فابيو فييرا مكان الألماني إلى جانب مارتين أوديجارد وديكلان رايس في خط الوسط كما حدث ضد لانس.

ويعد إيميل سميث رو، ونكيتياه من الخيارات البديلة حتى لو لم يكن أي منهما جناحًا وربما يكون ريس نيلسون هو أقرب بديل لساكا، لكن أرتيتا يفضل عادةً إشراكه على الجانب الأيسر.

خلاصة القول هي أن عدم تواجد ساكا غدًا ضد مانشستر سيتي أو غيابه لفترة زمنية طويلة سيكون مشكلة كبيرة لآرسنال، نظرًا لأنه يتعين عليهم الاستغناء عن جابرييل مارتينيلي، ويقوم لياندرو تروسار، متعدد الاستخدامات بعمل جيد لكن حتى أرتيتا اعترف بأن فريقه يفتقر الآن إلى الاختراق على نطاق واسع.

وقال: "الجناحان اللذان نفتقدهما، يشكلان لنا الكثير من التهديد، والأمر مختلف عن الصفات الأخرى التي لدينا في الفريق".

كان ينبغي الاهتمام باللياقة البدنية لساكا، بشكل أكبر خاصة أنه تعرض لإصابة في مباراتي آرسنال السابقتين في الدوري الإنجليزي، ضد توتنهام وبورنموث.

ومن الواضح أن مباريات دوري أبطال أوروبا تحمل قدرًا قويًا من الحماس، ولكن في النهاية فقد الفريق جهود أبرز نجومه في مباراة بالجولة الثانية وليست مباراة إياب حاسمة في الأدوار الإقصائية ومن المثير للاهتمام أن العديد من المشجعين كانوا يأملون في أن يحصل ساكا على راحة قبل لقاء الغد مع مانشستر سيتي الذي خطف منهم لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.

وكان مشاركة ساكا، أمام السيتي هو الأولوية للجماهير خاصة في هذه المرحلة من الموسم، ولكن أصر أرتيتا على إشراك اللاعب ضد لانس وقال بعد المباراة أنه غير نادم بحجة أن "الإصابات" السابقة لا علاقة لها بالمشكلة "العضلية" التي تعرض لها ساكا أثناء المباراة، والحقيقة أن إصابة ساكا ضربة قوية لآرسنال.