أتلتيك بيلباو ضد روما | النحس يطارد الذئاب وسعود عبد الحميد في ليلة ظلماء .. ولا تهدموا المعبد على رانييري الآن!

بعد السيناريو الرائع الذي فاز به روما على بيلباو في الثانية الأخيرة من مباراة الذهاب (2-1)، ظنت جماهير النادي الإيطالي أن الحظ ابتسم لها أخيرًا وستمضي قدمًا في البطولة، لكن مباراة الإياب كانت مخالفة لكل توقعاتهم.

ومن سوء حظ روما أن القرعة وضعته في مواجهة فريق متمرس مثل أتلتيك بيلباو، الذي يمر بأفضل فتراته الفنية ولديه كتيبة مميزة يتقدمها جوهرة الكرة الإسباني نيكو ويليامز الذي لعب دور البطل في عبور فريقه الليلة.

بدأت المباراة بالشكل الذي يريده المدرب كلاوديو رانييري، المدير الفني لروما، لكن القدر عانده بعدما تعرض مدافعه الخبير ماتس هوميلز للطرد في الدقيقة 11 من عمر الشوط الأول، ليتلقى الفريق ضربة قاصمة من البداية جعلته في وضع لا يحسد عليه.

حاول كلاوديو رانييري بفضل الخبرات التي يملكها في صناعة معجزة جديدة، حيث تمسك بثباته وقرر تغيير طريقة اللعب حتى نهاية الشوط الأول، بتحويل طريقة اللعبة إلى 4 مدافعين "تقليدية"، بإعادة رينش وأنخلينيو إلى الخط الخلفي لمعاونة نيديكا ومانشيني، بعد طرد هوميلز.

واستمر نجاح هذه الحيلة في صد طوفان هجمات أتلتيك بيلباو، لكن لسوء حظ روما كان هدف التقدم لأصحاب الأرض في وقت قاتل، من خلال الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، ليُحرم رانييري من فرصة دخول الشوط الثاني بأعصاب هادئة.

ورغم ذلك لم يهتز روما كثيرًا مع بداية الشوط الثاني، لكنه واجه طوفان هجومي من بيلباو الذي استغل مدربه فالفيردي حالة التراجع وشن حملات هجومية، إلا أن دفاع الذئاب وحارسه سيفلار وقفا بقوة.

لكن كالعادة، أتت الرياح عكسية تمامًا لإرادة المدرب الإيطالي حيث تلقى الهدف الثاني في الدقيقة 68 من الشوط الثاني، عندما صنع ميكيل ياوريجيزار عرضية رائعة قابلها يوري بيرشيش برأسية رائعة في شباك الذئاب من ضربة ركنية.

لسوء الحظ، كانت هناك فرصة للنجم السعودي سعود عبد الحميد للمشاركة في لقاء اليوم كما حدث في مباراة إمبولي الأخيرة، لكن الطرد المفاجئ قلب حسابات رانييري وأجبره على تغيير خطته.

سعود الذي ظهر بشكل جيد طوال 68 دقيقة في مباراة إمبولي بمركز الظهير الأيمن الهجومي، وكان سببًا في فوز فريقه بهدف والخروج بشباك نظيفة، شاهد المباراة كاملة من على دكة البدلاء.

وكعادته لجأ رانييري إلى الاستعانة بالظهير الأساسي أليكسيس ساليمايكيرس في الجانب الأيمن، عندما تعقدت النتيجة وأصبحت (3-0)، وقام بتنشيط الهجوم عبر ستيفان شعراوي، لكنه لسوء حظه كالعادة سجل هدف تقليص الفارق قبل ثوانٍ من إطلاق صافرة النهاية.

والغريب أن هذه التغييرات أتت ثمارها متأخرة بهدف تقليص الفارق عن طريق ركلة جزاء سجلها لياندرو باريديس في الوقت بدل الضائع من اللقاء، والذي لو امتد قليلًا كان من الممكن أن يعود روما للقاء ويفرض شوطين إضافيين.

بعد مباراة اليوم، يستعد نيكو ويليامز بكل ثقة لسماع اسمه ضمن قائمة منتخب إسبانيا التي تواجه هولندا مرتين في دوري الأمم الأوروبية، ضمن فترة التوقف الدولي المقبلة، حيث فرض نفسه كأفضل جناح أيسر في "لاروخا" بدون شك.

نيكو ويليامز كان رجل المباراة بدون منازع وصاحب مفتاح عبور فريقه إلى ربع النهائي، بهدفين غاية في الأهمية، حيث سجل هدف التقدم وأطلق رصاصة الرحمة على روما عندما سجل الهدف الثالث.

واستحق نيكو أن يحصل على أعلى تقييم في اللقاء (9.2) وفقًا لشبكة "سوفا سكور"، حيث سجل هدفين الليلة وصنع 4 تمريرات مفتاحية وسدد 3 تصويبات على المرمى وفاز بـ10 التحامات من أصل 17 مع المنافس، بخلاف 6 مراوغات ناجحة منهم واحدة كانت سببًا في الهدف الثالث القاتل.

وأثبت نيكو الليلة، أنه ضمن الأفضل في العالم بمركز الجناح الأيسر، وأن المعركة ستكون مشتعلة بين الكبار في الصيف المقبل للفوز بخدماته.

روما لعب مباراة رائعة في الذهاب وكاد أن يمر من فخ أتلتيك بيلباو في الإياب، لولا سوء الحظ، لكن وداعه للبطولة لا يعني أن مشروع كلاوديو رانييري يجب أن يتوقف الآن، لأن الفريق يسير بشكل جيد محليًا ويقترب من احتلال أحد المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية.

وسيكون أمام إدارة روما التفكير كثيرًا، لكن بعد نهاية الموسم الجاري في مستقبل الفريق، خصوصًا مع تقارير صحيفة "توتو سبورت" عن تفكيرها في التعاقد مع جاسبريني في الموسم المقبل.