"آلة" تسجيل الأهداف الذي لا يمكن كسره .. محمد صلاح أفضل لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي!

خرج محمد صلاح، من ترتيب العشرة الأوائل في جائزة الكرة الذهبية لهذا العام بسبب موسم ليفربول المخيب للآمال وفشل منتخب مصر في التأهل لكأس العالم، لكنها جائزة فردية في النهاية وتتطلب نوعًا خاصًا من التفكير.

صلاح لمع وتألق الموسم الماضي وفقط هالاند وكيليان مبابي، من تفوقوا عليه في المساهمة بتسجيل الأهداف بجميع المسابقات الخمسة الكبرى في أوروبا.

ورغم ذلك لم يتم الاعتراف بأرقام صلاح من جانب المسؤولين عن جوائز الكرة الذهبية وعلى سبيل المثال، احتل صلاح، المركز السابع في عام 2021، في الوقت الذي كان يسجل فيه متوسط هدف في المباراة الواحدة في الدوري الإنجليزي وسجل أهدافًا مذهلة ضد مانشستر سيتي.

وعندما سُئل محمد صلاح عن تصنيفه ابتسم وقال "لا تعليق"، بينما أكد كلوب أن صلاح كان يجب أن يكون في مرتبة أعلى.

وعبر آلان شيرر عن غضبه قائلًا: "أسبوعًا بعد أسبوع، وعامًا بعد عام، يقدم صلاح سحرًا ولا أحد يستطيع تخمين كيف جاء في المركز السابع، صلاح هو الأفضل في العالم حاليًا أفضل هداف وأفضل لاعب في العالم".

عندما يقول كلوب أن صلاح هو "آلة تسجيل الأهداف"، فهو ليس مخطئًا، فنجم ليفربول لا يتوقف أبدًا ولا ينهار، ومنذ انضمامه إلى ليفربول قبل سبع سنوات وهو أفضل لاعب في تاريخ النادي، فلم يلعب صلاح أبدًا أقل من 48 مباراة وغاب عن ثلاث مباريات فقط في الدوري الإنجليزي.

وقال أندرياس كورنماير، رئيس اللياقة البدنية في ليفربول، إنه إذا طلب من صلاح أن يحضر لمدة 30 دقيقة قبل التدريب، يصل مبكرًا بساعة، وأضاف مساعد كلوب بيب ليندرز: "سيارة مو موجودة دائمًا في موقف السيارات!"

وتحدث مساعد كلوب الآخر، بيتر كراويتز، لموقع ليفربول عن صلاح قائلًا: "إنه يريد أن يكون لائقًا قدر الإمكان كل يوم لأنه يريد أن يكون متاحًا لنا لتحقيق أهداف الفريق القادمة وتسجيل الأهداف والفوز بالحذاء الذهبي".

تفاني صلاح، المذهل يتحدث عن نفسه بعد هدفه ضد كريستال بالاس في مباراة الفريق الأخيرة بالأمس في الدوري الإنجليزي وأصبح لديه الآن 200 هدفًا في 327 مباراة فقط مع ليفربول، بالإضافة إلى 150 هدفًا في مسيرته بالدوري، ليصبح الهداف التاريخي لليفربول في الدوري، كما أنه سجل أكبر عدد من الأهداف في المسابقات الأوروبية للريدز أكثر من أي لاعب آخر في التاريخ.

ويتفوق صلاح بنسبة (0.61) في الأهداف في المباراة الواحدة بين أفضل هدافي ليفربول، إيان راش (0.52) وروجر هانت (0.58) وكان الثنائي مهاجمين صريحين.

وكما قال جيمي كاراجر، سابقًا على قناة سكاي سبورتس، "أرقامه قياسية، من حيث الأهداف والتمريرات الحاسمة أنه أعلى من أي لاعب آخر في تاريخ ليفربول".

من الصعب تحديد ترتيب محمد صلاح، ضمن أساطير ليفربول، وربما لم يفعل ما يكفي بعد للإطاحة بالملك كيني دالجليش، الذي فاز بستة ألقاب في الدوري وثلاثة كؤوس أوروبية خلال مسيرته مع الريدز.

ولكن من الصعب الجدال ضد تصنيفه كأفضل لاعب في تاريخ ليفربول بالدوري الإنجليزي، فرغم أن ستيفن جيرارد، هو أحد أيقونات أنفيلد، وبطلهم لسنوات طويلة، ولكنه لم يتوج أبدًا مع الريدز بلقب الدوري.

وقال جيرمين بينانت جناح الريدز السابق: "عليك أن تقول أن صلاح هو أفضل لاعب في تاريخ ليفربول في الدوري الإنجليزي بسبب إحصائياته ونحن نتفهم ما فعله ستيفن جيرارد مع ليفربول، ولكن إذا كنت تنظر إلى الأهداف والتمريرات الحاسمة والأرقام الإجمالية، فإن صلاح كان استثنائيًا وحطم جميع الأرقام القياسية".

يمكن اعتبار محمد صلاح، أعظم موهبة هجومية في تاريخ ليفربول بالدوري الإنجليزي، وقال مدافع يونايتد السابق ريو فرديناند: "إنه بالتأكيد أحد أفضل الهدافين الذين شهدهم الدوري الإنجليزي، وأنا أقدره وأعتقد أنه لاعب رائع ولديه تلك الثقة بالنفس التي تميزه عن اللاعبين الأخرين".

وأضاف: "الثبات الذي لعب به على هذا المستوى العالي يضعه في قائمة نخبة اللاعبين التي رأيناها في الدوري الإنجليزي".

فمنذ وصول صلاح إلى آنفيلد، شارك بشكل مباشر في تسجيل أهداف أكثر من أي لاعب آخر بمعدل 209، ويأتي هاري كين في المركز الثاني بفارق كبير برصيد 169.

شيرر، آندي كول، أجويرو، إيان رايت، ديدييه دروجبا وواين روني، جميعهم من نجوم الدوري الإنجليزي على مدار تاريخه ولكن لم يكن أي منهم ماهرًا في تسجيل الأهداف وصناعتها مثل صلاح، الذي يحتل المركز الثاني في التمريرات الحاسمة (62)، والرابع في صناعة الفرص (402) والخامس من حيث المراوغات المكتملة (360) منذ بداياته في الدوري الإنجليزي بموسم 2017-2018.

ما نتحدث عنه هنا هو مهاجم هجين نادر، وجناح من الطراز العالمي يتمتع بغرائز المهاجم الكلاسيكي، ويعتبر منافسين صلاح هما الثنائي كريستيانو رونالدو وتييري هنري.

وإذا كان كريستيانو رونالدو، أستمر مع مانشستر يونايتد في فترة تألقه الأولى ربما كان سيعادل تفوق صلاح المستمر في إنجلترا، ولكنه غادر أولد ترافورد بعد عام من موسمه الأكثر غزارة.

وقدم هنري، أفضل سنواته لآرسنال وأمضى ثمانية مواسم مثيرة حيث كان فريق آرسنال القوة الهجومية الأكثر تدميراً في العالم، والفارق بين صلاح وهنرى هو أن نجم ليفربول استمر في اللعب على الأطراف، بينما لعب النجم الفرنسي من خلال الوسط، لكن هناك الكثير من القواسم المشتركة بينهما.

كان هنرى، الهداف التاريخي لآرسنال موهبة مثيرة، يمكنه تمزيق الفرق بمفرده، ولا يزال الهداف الوحيد لآرسنال في تاريخ الدوري الإنجليزي حيث سجل أكثر من 20 هدفًا وأكثر من 20 تمريرة حاسمة في موسم 2002-2003 ورغم ذلك لم يحصل أبدًا على جائزة الكرة الذهبية.

ولم يتمكن هنري أبدًا من الفوز بدوري أبطال أوروبا على عكس صلاح، الذي سجل هدفًا في فوز ليفربول بالبطولة في عام 2019 على حساب توتنهام، وتوج أسطورة فرنسا بلقبين في الدوري الإنجليزي، بالإضافة إلى أربعة أحذية ذهبية مما يجعله يتفوق على نجم ليفربول.

قد يعادل محمد صلاح إنجازات هنرى أو يتفوق عليه، فهو يبدو غير قابل للتدمير ولا يزال في قمة مستواه بعمر 31 عامًا، ولكن ذلك سيعتمد على قراره النهائي بالانتقال إلى السعودية في نهاية الموسم أو الاستمرار في الدوري الإنجليزي.

وفي الحقيقة، انتقاله إلى الدوري السعودي قد يكون أفضل له لأنه سيحصل أخيرًا على التقدير الذي يستحقه وكما قال فان ديك سابقًا: " أعتقدت أن الأشياء التي قام بها سوف تحظى بتقدير أكبر من قبل العالم وبالنسبة لنا نحن نقدر كل ما يفعله يومًا بعد يوم ونرى كل العمل الشاق الذي يقوم به".