من صلابة الدفاع إلى غياب أهداف رونالدو .. الفوارق الواضحة بين "نصر" بيولي وكاسترو

اختلف النصر في مواجهاته مع الكبار مع بيولي عما كان مع كاسترو، أصبح قادرًا على مجاراتهم والخروج بالنقاط أمامهم.

المدرب السابق واجه الهلال 5 مباريات تعادل في واحد وخسر البقية، وقد احتاج مباراتين لتفادي الخسارة، فيما قدم بيولي مباراة جيدة جدًا أمام الهلال في أول مواجهة ضده ونجح في انتزاع نقطة.

النصر مع المدرب الإيطالي هزم الشباب والأهلي والاتفاق والريان والعين، والجميل أنه قدم أمامهم أداءً جيدًا جدًا.

لعب النصر تحت قيادة لويس كاسترو هذا الموسم 6 مباريات استقبل خلالها 8 أهداف، أي بمعدل 0.75 هدفًا في المباراة الواحدة، لكن الرقم الأسوأ كان فشله في الحفاظ على نظافة شباكه سوى في مباراة واحدة فقط.

النصر مع بيولي لم يتغير كثيرًا على مستوى معدل استقبال الأهداف، حيث كان أيضًا بمعدل 0.75 هدف في المباراة الواحدة، لكن المثير للإعجاب أنه استطاع الحفاظ على نظافة شباكه في 5 مباريات، أي بما يصل تقريبًا للنصف.

الفضل في ذلك التحسن الدفاعي يعود أولًا للتحسن الواضح في عمل المنظومة الدفاعية من جميع اللاعبين، وتلك عادة المدربين الإيطاليين ببناء نواة دفاعية صلبة للفريق والاعتماد هجوميًا على المهارات الفردية للاعبين، وثانيًا لتحسن مستوى محمد سيماكان وانسجامه جيدًا مع زملائه بعدما كان كارثة على الفريق في بداية الموسم.

بيولي مدرب من المدرسة الإيطالية القديمة نسبيًا، ممكن يريد الغاية وليس الوسيلة، هدفه الفوز وفقط لا تقديم العرض المرضي الممتع للجمهور، وهذا نجده مع النصر حاليًا.

النصر مع بيولي ربما لا يُقدم أجمل كرة قدم في السعودية وربما قدم سابقًا مع مدربين آخرين منهم لويس كاسترو كرة قدم أجمل وأكثر متعة، لكن ما أصبح بارزًا إلى حد كبير هو القدرة على الحسم والفوز.

المدرب لم يخسر سوى لقاء واحد بتفاصيل غريبة منها إهدار رونالدو لركلة جزاء في الوقت القاتل، ولم يتعادل سوى مباراتين وفاز في 9! أحيانًا لم يكن الطرف الأفضل على أرض الملعب لكنه عرف كيف يخرج فائزًا وذلك مهم جدًا للفريق البطل.

كريستيانو رونالدو يكاد يكون بطل التغيير الأكبر على النصر تحت قيادة بيولي عنه مع لويس كاسترو، إذ لم يعد المهاجم الذي ينتظر الكرة داخل منطقة الجزاء ومهمته فقط استغلال الفرص والتسجيل.

رونالدو أصبح يتحرك خارج منطقة الجزاء أكثر كثيرًا، في الطرفين تارة وفي العمق للخلف تارة أخرى، ولذا قلت أهدافه كثيرًا مع بيولي، بجانب أنه يبذل جهدًا واضحًا ربما يؤثر على حالته البدنية مستقبلًا.

لا أحد يستطيع الحُكم عن تلك الخطوة من جانب المدرب، إن كانت سلبية أم إيجابية للفريق، لكن المؤكد أنها ليست في صالح المهاجم الذي يريد الوصول للهدف رقم 1000 في مسيرته الكروية.

للفريق .. رونالدو يُساعد في فتح المساحات وخلخلة الدفاع لمساعدة القادمين من الخلف للأمام ومقتحمي منطقة جزاء الخصوم، لكن الأمر حتى الآن لم ينجح كثيرًا ربما لضعف اللمسة الأخيرة لدى جل اللاعبين ولغياب المهاجم الفذ القادر على الاستفادة مما يحدث على أرض الملعب.

ساديو ماني أكثر السعداء بتواجد بيولي، حيث تغير حاله تمامًا تحت قيادة المدرب الإيطالي.

المهاجم السنغالي كان قريبًا من الرحيل عن النصر خلال سوق الانتقالات الصيفي الأخير لكنه اختار البقاء وراهن على قدراته وقد كسب الرهان لكن بعد رحيل كاسترو وقدوم بيولي.

ماني سجل 5 أهداف مع بيولي فيما كان رصيده صفر مع كاسترو هذا الموسم، وهذا يعود لاختلاف منظومة الهجوم وتحرر اللاعبين ومنح كل منهم فرصة دخول منطقة الجزاء بعدما كان الأمر حكرًا على رونالدو إلى حد كبير.