صرختم بسبب المظلومية ثم هاجمتم مدربكم! .. عفوًا يا النصراويين لكن تهمة مُعايرة جورج جيسوس لكم "فشنك"

المدير الفني البرتغالي المخضرم جورج جيسوس، تحدث بـ"حسن نية" عن تجربته مع نادي النصر؛ وذلك خلال حضوره قمة البرتغال لكرة القدم.

وأكد جيسوس على أن تجربته مع النصر، هي "أصعب تحدٍ" في مسيرته التدريبية، مرجعًا ذلك إلى سببين رئيسيين؛ على النحو التالي:

* أولًا: مطالبته بإعادة النصر إلى منصة التتويج؛ بعد غياب 7 سنواتٍ كاملة.

* ثانيًا: تفوق الأندية المنافسة على النصر في السنوات الماضية؛ من حيث العناصر والجودة الفنية.

وهذه التصريحات لم تُعجِب الجماهير النصراوية؛ التي اعتبرت أن جيسوس "يُعاير" النادي بتاريخه، إلى جانب رغبته في إظهار نفسه على أنه "المنقذ" للفريق الأصفر.

ورد الفعل الغريب من الجمهور النصراوي، ضد المدير الفني البرتغالي المخضرم؛ يجعلنا نتساءل: "هل جيسوس كذب في تصريحاته أم عشاق النصر هم من صعدوا الأمر بشكلٍ مبالغ فيه؟!".

للإجابة على السؤال الذي طرحناه في السطور الماضية، دعونا نقف في البداية على النقطة الأولى التي تحدث عنها المدير الفني البرتغالي المخضرم جورج جيسوس؛ وهي مطالبته بإعادة الفريق الأول لكرة القدم إلى منصات التتويج، بعد غياب 7 سنواتٍ كاملة.

البعض زعم أن جيسوس يقلل من تاريخ النصر، وذلك بذكر معلوماتٍ غير صحيحة؛ حيث أن آخر بطولة كبيرة حققها الفريق كانت السوبر السعودي 2021، بعيدًا عن كأس الملك سلمان للأندية العربية 2023-2024 بالطبع.

لكن.. المدير الفني البرتغالي المخضرم كان يقصد في تصريحاته، لقب الدوري السعودي للمحترفين تحديدًا؛ والذي حققه النصر لآخر مرة، موسم 2018-2019.

نعم.. جيسوس لم يذكر اسم الدوري بشكلٍ صريح؛ ولكن تصريحاته كانت عن هذه البطولة التي أكد مرارًا وتكرارًا منذ توليه مهمة قيادة النصر، أنها الهدف "رقم 1" بالنسبة له وللإدارة واللاعبين.

ومن هُنا دعونا نردد "ما الكذب الذي قاله جيسوس لكي يغضب جمهور النصر بهذا الشكل!"؛ فهذا المدير الفني البرتغالي ذكر حقيقة يعلمها الكثيرين، بل وأن عشاق العالمي أنفسهم يصرخون باستمرار "كفى غيابًا عن منصة التتويج بلقب الدوري".

أيضًا وكما ذكرنا في بداية التقرير؛ فالجميع يعلم أن تعاقد النصر مع جيسوس، جاء للاستفادة من خبراته في الملاعب السعودية، القادرة على مساعدة الفريق للعودة إلى منصة التتويج باللقب المحلي الكبير.

أما بخصوص النقطة الثانية التي تحدث عنها المدير الفني البرتغالي المخضرم جورج جيسوس؛ وهي تفوق الأندية المنافسة على فريق النصر الأول لكرة القدم من حيث العناصر والجودة الفنية، فهُنا يُمكن أن يكون لنا وقفة.

الأمر الذي يجب أن نتوقف عنده في هذه النقطة تحديدًا، من تصريحات جيسوس عن تفوق المنافسين؛ هو الآتي:

* أولًا: هل يقصد جيسوس تفوق المنافسين في السنوات الماضية عامة؟!.

* ثانيًا: هل حكم جيسوس بخصوص تفوق المنافسين شامل الموسم الرياضي الحالي أيضًا؟!.

وإذا كان حكم جيسوس شامل الموسم الرياضي الحالي 2025-2026؛ فهُنا نستطيع أن نقول بإنه لا يقول الحقيقة كاملة، أو يحاول إبعاد الضغط عن فريقه.

نعم.. الحقيقة توضح أن النصر أصبح يمتلك عناصرًا لا تقل عن المنافسين أبدًا؛ بل أنه حتى يتفوق عليهم في بعض المراكز.

مثلًا.. لو نظرنا إلى خط المقدمة في النصر، بالمقارنة مع جميع الأندية المنافسة؛ سنجد أنه يتفوق عليهم جميعًا.

هذه حقيقة وليس كذبًا؛ فمن مِن الأندية المنافسة يملك نجومًا في خط الهجوم، بإمكانات كل من "الأسطورة كريستيانو رونالدو، جواو فيليكس، ساديو ماني وكينجسلي كومان".

وفي المقابل.. ربما تكون بعض الأندية المنافسة، تتفوق على النصر في مراكز أخرى؛ خاصة خط الوسط والظهيرين.

وعلى جانب آخر.. إذا كان حكم المدير الفني البرتغالي المخضرم بخصوص تفوق الأندية المنافسة على النصر، من حيث العناصر والجودة الفنية، في السنوات القليلة الماضية؛ فهُنا يجب أن نتساءل: "لماذا غضب جمهور العالمي واعتبره انتقاصًا لفريقهم؟!".

وبصفةٍ عامة فإن عشاق النصر أنفسهم، كانوا يهاجمون المسؤولين عن الرياضة السعودية مع توجيه اتهاماتٍ إليهم؛ بأنهم دعموا الهلال بأبرز النجوم العالميين والمحليين طوال السنوات الماضية، على حساب ناديهم.

ودائمًا ما طالب جمهور النصر بـ"المساواة"؛ حيث ناشدوا المسؤولين بضرورة الحصول على نفس الدعم، المُقدم إلى الزعيم الهلالي والأندية المنافسة الأخرى.

ونحن هُنا لا نؤيد مطالبات جمهور النصر أو نعتبره صحيحًا أو خاطئًا؛ ولكننا نستشهد بأحاديثهم للتأكيد على أنه إذا كانت هذه نظريتهم أساسًا، فما هو الخطأ الذي قاله جيسوس في تصريحاته - سالفة الذكر -.

بمعنى.. جورج جيسوس قال الحقيقة - بناء على نظرية الجمهور النصراوي -، بشأن تفوق الأندية المنافسة من حيث العناصر والجودة؛ بل أنه بالتالي أيّد فكرة أن نجاحاته مع الهلال الذي كان يقوده في الفترة الماضية، كانت بسبب دعمه بنجومٍ أفضل من العالمي.

أخيرًا.. دعونا نعتبر أن حديثنا عن هذه الأزمة؛ هي "حلقة ثانية" من مسلسل تصريحات المدير الفني البرتغالي المخضرم جورج جيسوس، منذ توليه قيادة فريق النصر الأول لكرة القدم.

الحلقة الأولى؛ كانت عندما غضب جمهور النصر من تصريحات جيسوس، في المؤتمر الصحفي الذي سبق مواجهة نادي استقلال دوشنبه الطاجيكستاني، ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات بمسابقة دوري أبطال آسيا "2".

وقتها.. اتهم قطاع كبير من الجمهور النصراوي، مدربهم البرتغالي المخضرم، بالتقليل من حجم البطولات التي يُشارك فيها الفريق الأول لكرة القدم؛ وذلك بسبب وصفه مسابقة دوري أبطال آسيا "2" بأنها أشبه بالودية، مثل كأس الملك سلمان للأندية العربية.

وهذا الأمر يختلف مع ترويج النصراويين أنفسهم، لقوة وأهمية المسابقة الآسيوية الثانية؛ والتي يُشارك فيها الفريق الأول لكرة القدم، في الموسم الرياضي الحالي 2025-2026.

آنذاك.. نشرنا تقريرًا عن هذه الأزمة بعنوان (أعاد سيناريو لويس كاسترو بدون قصد.. جورج جيسوس يقلل من بطولات النصر و"3 نقاط تنقذه من عاصفة الانتقادات")؛ حيث استعرضنا الهجوم الذي تعرض له المدير الفني البرتغالي وقتها، والنقاط التي يُمكن تنقذه من عاصفة الانتقادات.

وبعد أقل من شهر على هذه الأزمة، تجدد الهجوم على جيسوس مرة أخرى، بسبب تصريحاته الجديدة؛ الأمر الذي تطلب نشر تقرير آخر، يتناول هل أخطأ المدير الفني البرتغالي المخضرم أم بالغ الجمهور في رد فعله.