"لا يستطيع المنافسة بالمحليين وهذا ما أثبته غياب كريستيانو رونالدو أمام الخلود!" .. النصر ليس مثل الهلال وعذاب نور الدين زكري مستمر

"لماذا يصر العملاق الإسباني ريال مدريد على التعاقد معه؟!".. سؤال طرحه الكثيرون في الأسابيع الماضية؛ بعد ربط اسم النادي بضم أحد نجوم الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر السعودي.

هذا النجم؛ هو المدافع الإسباني الدولي إيمريك لابورت، الذي يلعب في صفوف نادي النصر منذ صيف عام 2023، عندما انضم إليه قادمًا من العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي.

في موسمه الأول مع قلعة العالمي، لم يقدم لابورت المستويات المأموله منه؛ ما دفع قطاع كبير من جماهير الفريق، للمطالبة بـ"طرده" من النادي، والتعاقد مع لاعب آخر بدلًا منه.

لكن.. منذ صيف العام الحالي، والمدافع الإسباني الكبير يرد على كل منتقديه؛ حيث يقدّم مستويات مبهرة مع الفريق النصراوي، ومنتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، الذي توّج معه بكأس أمم أوروبا "يورو 2024".

أداء لابورت الكبير لم يقتصر على الواجب الدفاعي فقط؛ بل أنه أصبح حلًا هجوميًا للفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر ومنتخب إسبانيا، خلال المباريات القليلة الماضية.

إيمريك لابورت سجل في آخر 4 مباريات متتالية شارك فيها مع النصر وإسبانيا؛ حيث يتمركز بشكل صحيح داخل منطقة جزاء المنافسين؛ وذلك في "الكرات الثابتة"، سواء الأخطاء أو الركنيات.

هذا التمركز الصحيح في "الكرات الثابتة"، تجلى بوضوح في هدف النصر الأول بشباك الخلود، والذي سجله لابورت في الدقيقة 16 من عمر المباراة؛ حيث هرب من الرقابة الدفاعية بشكل أكثر من رائع.

و"الكرات الثابتة" هي إحدى نقاط قوة ريال مدريد، والتي يعتمد عليها باستمرار ويسجل منها كثير من الأهداف؛ لذلك.. فإن صفقة لابورت - إن تمت -، لن تكون مجرد تعزيز دفاعي فقط للفريق، وإنما سلاحًا هجوميًا فتاكًا، يمكن حسم العديد من المباريات من خلاله.

ويُعاني العملاق الإسباني من نقصٍ عددي واضح في مركز قلب الدفاع؛ خاصة في ظل استمرار إصابة النجم النمساوي دافيد ألابا، ورحيل القائد السابق ناتشو فيرنانديز عن الفريق في صيف العام الحالي، منتقلًا إلى القادسية السعودي.

المدير الفني الجزائري نور الدين زكري، أحد هؤلاء المدربين الذين دائمًا ما "يعذبوا" نادي النصر السعودي، أيًا كان الفريق الذي يشرف على قيادته.

نعم.. زكري البالغ من العمر 59 سنة، لم يسبق له الفوز على الفريق النصراوي، طوال تاريخه التدريبي؛ ولكنه كان دائمًا ما يخسر بصعوبة للغاية، أو يخطف نقطة التعادل.

هذا ما حدث في مباراة الليلة؛ عندما قاد الخلود للتعادل مع النصر (3-3)، ضمن منافسات الجولة الثامنة من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2024-2025.

وكان زكري قريبًا للغاية من تحقيق الفوز التاريخي الأول على قلعة العالمي، وذلك بتقدم الخلود (3-2)، قبل أن يحصل النصر على ركلة جزاء، سجل منها النجم البرازيلي أندرسون تاليسكا التعادل القاتل، في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع.

وما يؤكد أن هذا المدرب الجزائري المخضرم، دائمًا ما "يعذب" الفريق النصراوي؛ هو أن الأخير فاز مرة وحيدة فقط في آخر 4 مباريات أمامه، مقابل 3 تعادلات.

والمرة الوحيدة التي فاز فيها النصر على زكري، في آخر 4 مباريات، كانت في الجولة 31 من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2023-2024، عندما كان يقود الأخدود، وبنتيجة (3-2).

وفي المجمل.. تعادل نور الدين زكري 3 مرات مقابل 5 هزائم، في تاريخ مبارياته أمام الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر؛ منذ جاء للعمل في المملكة العربية السعودية.

في كثير من المباريات.. لا يقدم نادي النصر المستوى الذي يخطف "إعجاب" عشاقه؛ حتى بتواجد الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، مهاجم الفريق الأول لكرة القدم.

لكن على الرغم من ذلك.. تواجد رونالدو البالغ من العمر 39 سنة، على أرضية الملعب، أمرًا مهمًا للغاية ولا غنى عنه بالنسبة لنادي النصر، مهما كان المنافس الذي يلعب أمامه.

رونالدو دائمًا ما يتحدث مع زملائه على المستطيل الأخضر، ويحثهم على التركيز واللعب بقوة حتى الدقائق الأخيرة، بغض النظر عن النتيجة؛ سواء فوز أو تعادل أو هزيمة الفريق الأصفر.

هذا الأمر غاب تمامًا في مباراة النصر والخلود، مساء اليوم الجمعة، ضمن منافسات الجولة الثامنة من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2024-2025؛ في ظل عدم تواجد الأسطورة البرتغالية.

وغاب كريستيانو رونالدو عن مباراة النصر والخلود، بقرار من الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم؛ من أجل "إراحته" في ظل ضغط المباريات الكبير.

وطوال الـ90 دقيقة.. لم نجد ولو لاعب واحد في الفريق النصراوي، يلعب دور القائد أو يتحدث مع زملائه؛ الأمر الذي ساعد الخلود على العودة من الخسارة (1-2) إلى التعادل (3-3).

ومباراة الخلود هي الثالثة التي يغيب فيها رونالدو عن النصر، خلال الموسم الرياضي الحالي؛ حيث كان قد تعادل مع الشرطة العراقي (1-1) في الجولة الأولى من مسابقة النخبة الآسيوية، قبل أن يفوز بصعوبة على الحزم (2-1) في دور الـ32 ببطولة كأس الملك.

"النصر لا يستطيع المنافسة باللاعبين المحليين".. حقيقة يجب أن يعيها عشاق الفريق الأصفر في كل مكان؛ وذلك بعد مواجهة الخلود، مساء اليوم الجمعة.

ولعب النصر بالعديد من النجوم المحليين، في مواجهة الخلود، ضمن منافسات الجولة الثامنة من مسابقة دوري روشن السعودي؛ سواء بقرار فني من الإيطالي ستيفانو بيولي، أو بشكل اضطراري.

واضطر بيولي للاعتماد على المدافع الدولي السعودي علي لاجامي، في التشكيل الأساسي للفريق النصراوي أمام الخلود؛ بسبب إصابة الفرنسي محمد سيماكان وعقوبة إيقافه في نفس الوقت، بعد طرده في اللقاء الأخير.

وأثناء مجريات المباراة.. دفع المدير الفني الإيطالي بمدافع سعودي آخر وهو محمد آل فتيل؛ لتعويض غياب الإسباني إيمريك لابورت، الذي تعرض لإصابة على مستوى الركبة، في الدقيقة 28 من عمر الشوط الأول.

الثنائية المحلية في قلب دفاع نادي النصر، والمكونة من لاجامي وآل فتيل، كانت "نقطة ضعف" واضحة أمام الخلود؛ حيث لم يستطعا تعويض لابورت وسيماكان، أو التصدي لمهارات وسرعات مهاجمي الفريق المنافس.

أيضًا.. دائمًا ما يتواجد لاعب الارتكاز عبدالله الخيبري في "التشكيل الأساسي" للفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر؛ وذلك بسبب عدم تواجد لاعب أجنبي في هذا المركز.

ونظرًا لعدم تقديم الخيبري مستوى جيد؛ يعتبر مركز الارتكاز نقطة الضعف الأكبر في صفوف الفريق النصراوي، منذ بداية الموسم الرياضي الحالي؛ إلى جانب عدم وجود تأثير كبير للاعبين السعوديين الآخرين، عندما ينزلوا إلى أرضية الملعب.

هذا على عكس ما يحدث في نادي الهلال على سبيل المثال؛ الذي نجد أسماء محلية مثل سالم الدوسري وعلي البليهي وغيرهم، يلعبون أدوارًا كبيرة للغاية، في تحقيق الفريق الأول لكرة القدم لـ"الانتصارات"، سواء على المستوى المحلي أو الخارجي.

لذلك.. يجب على النصر العمل على بعض الصفقات المحلية، التي تقدم الإضافة الفنية للفريق الأول؛ خاصة عندما يغيب النجوم الأجانب الكبار، سواء للإصابة أو الراحة.