النصر والفيحاء | دوران لم يكن الوحش الوحيد .. واحذر يا بيولي من "خطأ الشاطر" وغياب لاعب يخدم الأهلي!

ولعب الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني للنصر، بخطة 4-4-2، مع اللجوء إلى "تنويع الأدوار" بين اللاعبين، خاصة في الخطوط الأمامية، وانطلاقات الظهيرين سالم النجدي ونواف بوشل من الأطراف.

وكانت السمة المميزة للنصر هي التنظيم الدفاعي، والسيطرة على الكرة، وإيقاف مفاتيح الفيحاء، فضلًا عن إرباك دفاع الخصم، بالتنوع في التوزيع، كأن تشاهد أنجيلو يعود كثيرًا لنصف ملعب النصر، وساديو ماني في العمق، وكريستيانو رونالدو على اليسار.

النقطة الإيجابية، بأنك - عزيزي القارئ - تشعر وكأن جميع لاعبي النصر، وحتى المدافعين، يمتلكون النزعة الهجومية، بإمكانية التقدم إلى الأمام، ومحاولة صنع الفرص، مع الحفاظ على التزام أحد لاعبي الوسط مارسيلو بوزوفيتش، وعبد الله الخيبري، بالبقاء في الخطوط الخلفية، حال انطلاق الآخر إلى الأمام.

النقطة السلبية، تمثلت في سوء التمركز في بعض اللحظات، والذي فتح المساحات أمام لاعبي الفيحاء في أكثر من لقطة، وشن هجمات لولا تألق الحارس البرازيلي بينتو، لذهبت بنتيجة المباراة إلى منحنى آخر.

ورغم ذلك، إلا أن الفيحاء ساعد على زيادة غلة النصر من الأهداف، بأخطاء دفاعية فادحة، وكأن لاعبي الأصفر استوعبوا محاولات الخصوم لإيقاعهم في مصيدة التسلل، ونجحوا في ضرب الخطوط الخلفية، دون إضاعة المزيد من الفرص، خاصة في الشوط الثاني.

ولعل من أخطر عناصر الفيحاء، هما اللاعبين فاشيون ساكالا وبوزيلو، ولذلك فقد كانت تعليمات بيولي إلى عبد الله الخيبري بالرقابة اللصيقة على بوزويلو، وتوكيل مهمة رقابة ساكالا على نواف بوشل.

والحقيقة أن نواف بوشل كان من أفضل عناصر النصر في المباراة، حيث نجح بنسبة كبيرة في كبح جماح ساكالا الذي يلعب بسلاح مهاراته في المراوغة والتوغل بين اللاعبين، إلا أن بوشل تمكن من افتكاك العديد من الكرات التي وضعت الزامبي في موقف حرج، وجعلته أحد أسوء لاعبي الفيحاء في المباراة.

ورغم ذلك، إلا أن نواف بوشل تلقى بطاقة صفراء، ليتأكد غيابه عن مباراة القمة المُقبلة أمام الأهلي، الأمر الذي يعد بمثابة خبر سعيد لجناح الراقي الجديد جالينو، وتحديًا كبيرًا أمام بيولي لإيقاف هجمات البرازيلي الذي سجل 12 هدفًا مع بورتو، قبل قدومه إلى النادي الجداوي، فيما ينتظر عودة سلطان الغنام، الذي غاب عن المباراة بسبب الإيقاف.

GOAL

ولم يتمهل الكولومبي جون دوران كثيرًا، ليسجل هدفين، في أولى مبارياته مع النصر في دوري روشن السعودي، ليفرح الجمهور النصراوي برؤية احتفالية دوران المميزة، بإظهار الوجه السعيد والجاد.

ولكن هناك ملحوظة يجب الوقوف عندها، حيث أن دوران اعتمد في الغالب، على التراجع إلى محور الوسط في انتظار بناء الهجمة، ثم الانطلاق إلى الأمام، وهو الأمر ذاته الذي فعله كريستيانو رونالدو، الأمر الذي قلل من تواجد الكولومبي داخل منطقة الجزاء.

ورغم ذلك، إلا أن دوران نجح في تقديم نموذج رائع للرقم 9، بتسجيله هدفين، من 4 تسديدات، منها ثلاثة على المرمى، كما قدم تمريرة مفتاحية، وكاد أن يصنع هدفًا قبل أن يتم إلغاؤه خلال الشوط الثاني، بداعي التسلل.

واستطاع جون دوران، صاحب الـ21 عامًا، أن يحقق رقمًا قياسيًا، كأول لاعب يسجل هدفين في أولى مبارياته مع النصر في دوري المحترفين السعودي.

مثلما تقول الحكمة، إن خطأ "الشاطر" بألف، فكذلك كان الحال بالنسبة إلى المدافع الإسباني إيميريك لابورت، الذي قدم بعض الهفوات، والتي كان من شأنها أن تغير مجرى الأمور.

لابورت العائد مؤخرًا بعد غيابه لظروف وفاة والده، بات مشتتًا ذهنيًا، وظهر ذلك جليًا في الدقيقة 32، بسوء تمركز منه ساهم في انفراد رينزو لوبيز بالحارس بينتو الذي تألق في التصدي للكرة.

والحق يقال فإن ثنائية لابورت وعلي لاجامي في قلب الدفاع، كادت أن تنهار أمام محاولات الفيحاء، لولا وجود حارس رائع اسمه بينتو، قدم أبرز تصديات الجولة، إلا أن المدافع الإسباني سرعان ما استعاد توازنه وبدا أكثر تركيزًا واستخلاصًا للكرات خلال الـ45 دقيقة الثانية.

نقطة يجب الوقوف عندها، وهو السنغالي ساديو ماني، مهاجم النصر، الذي أظهر الإيطالي ستيفانو بيولي، الوحش الكامن بداخله، وكأنه كان يكفيه أن يلعب بحرية في الملعب، ليصنع خطورة واضحة على مرمى الفيحاء.

وانتشر ماني بشكل رائع في الملعب، حيث كان يتراجع لتأمين الخطوط الخلفية، ثم ينطلق إلى منطقة الجزاء، ليصنع الفرص.

ورغم كونه لم يسدد سوى كرة وحيدة على المرمى، إلا أنه تألق في دور صانع الألعاب، حيث قدم 3 تمريرات مفتاحية لزملائه، كما صنع تمريرة حاسمة، سجل منها دوران ثاني أهداف اللقاء، كما أرسل عرضية صحيحة، وكرتين طويلتين ناجحتين من أصل 3، ناهيك عن مواجهاته الثنائية، التي نجح في 7 منها من أصل 11، وتمكن من استخلاص كرة من الخصوم.