النصر والعين | تاليسكا ينصف بيولي في ليلة الانتقام.. وكرة القدم لا تشبه "التنس" يا رحيمي!

بدأ النصر المباراة بتركيز كبير، وتمكن من فرض سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، بفضل القدرات الفردية الكبيرة لسداسي الوسط والهجوم فيما يتعلق بالاستحواذ والتمرير تحت الضغط.

سهل الهدف المبكر لتاليسكا مهمة أصحاب الأرض، وبدوا كأنهم في "تقسيمة ودية"، وسط استسلام تام من لاعبي العين، الذين قدموا أداءً مغايرًا تمامًا لما كان في نسخة الموسم الماضي.

وبدا الانسجام واضحًا في تحركات الثلاثي الهجومي تاليسكا وساديو ماني وكريستيانو، في ظل الضغط الهائل من النصر، الذي تمكن من حصار لاعبي العين في نصف ملعبهم.

قدم تاليسكا كل شيء في المباراة، وتوّج أداءه المثالي بهدفيه الغاليين، حيث أرسل 23 تمريرة بنسبة دقة 91% (من بينها 3 تمريرات طولية)، وقام بـ5 التحامات ناجحة (من أصل 7)، وسدد 4 كرات على المرمى وواحدة خارجه، وصنع فرصتين لزملائه، كما بذل جهدًا دفاعيًا كبيرًا على الرواق الأيمن وحاول افتكاك كرة واحدة وحصل على مخالفة ولم يرتكب أي خطأ.

أما ساديو ماني، فرغم أنه لم يسجل أي هدف لكنه قدّم أداءً مثاليًا في الشوط الأول، وكان محور الهجوم النصراوي أغلب الفترات.

وقدم النجم السنغالي 37 تمريرة بنسبة دقة 86.5% وفاز بـ7 التحامات (من أصل 10)، وسدد كرتين على المرمى وأخرى خارجه، وأرسل 3 عرضيات (واحدة ناجحة)، وصنع 5 فرص لزملائه، كما حاول افتكاك كرتين، ولم يرتكب أي مخالفة أو يحصل على أي خطأ.

لم يكن نجم العين سفيان رحيمي في أفضل أحواله هذه المباراة، رغم نجاحه في تسجيل 4 أهداف في المواجهات الثلاث الماضية بالبطولة الآسيوية.

غلب على رحيمي الأداء الفردي، حيث ابتعد تمامًا عن زملائه، وفشل في اختراق الضغط النصراوي الأمامي والوصول إلى مناطق الخطورة.

وفي اللقطات النادرة التي تمكن فيها العين من اختراق ضغط النصر، كان رحيمي يعول على مهارته فقط، والتي لم تساعده كثيرًا.

جاء الشوط الثاني، وسجل العين هدفًا رفع المعنويات، فحاول رحيمي وزملاؤه زيادة الضغط على النصر، وبالفعل تمكن الفريق من الوصول إلى مرمى الخصم، لكن الحارس بينتو وقف بالمرصاد لكل المحاولات.

وعلى مستوى الأرقام، أرسل رحيمي 19 تمريرة بنسبة دقة 74%، وقام بـ5 التحامات ناجحة (من أصل 9)، ولم يسدد أي كرة على المرمى أو خارجه، وجاءت تسديدته الوحيدة في أقدام مدافعي النصر، علمًا بأنه أرسل عرضية (غير ناجحة)، وصنع فرصة واحدة لزملائه لم تستغل، وحاول افتكاك كرة واحدة وشتت كرتين، وارتكب 3 أخطاء وحصل على مخالفة وحيدة.

كان الشوط الأول هو الأفضل للنصر تحت قيادة المدرب ستيفانو بيولي بفضل القدرات الفردية المميزة للاعبي الوسط والهجوم.

لكن ما حدث في الشوط الثاني من تراجع بدني حاد أثر بالسلب على جودة الضغط الأمامي واستعادة الكرة، وكذلك أسفر عن انخفاض القدرات الدفاعية للاعبي وسط العالمي، عن منح العين فرصة كبيرة للعودة إلى المباراة.

نجح بيولي بفضل تغييراته وتألق حارسه في استعادة زمام الأمور بالرمق الأخير من المباراة، بعدما أخرج الثنائي "المُرهَق" كريستيانو رونالدو وساديو ماني، لكنه ما زال بحاجة إلى خلق توليفة تحافظ للفريق على تماسكه أمام أي ضغط.