إذا تحققت مشاركة كريستيانو رونالدو مع النصر أمام الزوراء في بغداد، فإن الأمر لن يقتصر على كونه مجرد مباراة في دور المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا 2، بل سيكون حدثًا استثنائيًا يعيد رسم ملامح البطولة ويرفعها إلى مستوى مختلف تمامًا من الاهتمام والمتابعة.
أولًا: الوهج الإعلامي العالمي
وجود رونالدو داخل المستطيل الأخضر كفيل بجذب أنظار الصحافة العالمية والقنوات الرياضية الكبرى، إلى جانب ملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي الذين يترقبون أي تفاصيل تخص "الدون".
هذا الاهتمام سيتجاوز حدود المنطقة العربية، ليصل إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، مما يحوّل مباراة الزوراء والنصر إلى حدث كروي يتابعه الملايين وكأنه نهائي قاري، لا مجرد مباراة في دور المجموعات.
ثانيًا: القيمة التسويقية والتجارية
تعاني النسخة الثانية مثل دوري أبطال آسيا 2 من ضعف نسبي في التغطية والتسويق مقارنة بباقي البطولات القارية، ولكن مشاركة رونالدو تعني رعاة أكثر، إعلانات أكبر، وإقبالًا ملحوظًا على شراء الحقوق التلفزيونية.
هذه النقلة قد تدفع الاتحاد الآسيوي إلى إعادة النظر في طريقة تقديم البطولة وتسويقها، وهو ما يفتح الباب أمام طفرة اقتصادية على مستوى الأندية المشاركة والمنظومة ككل.
ثالثًا: الحافز المعنوي للجماهير واللاعبين
من الناحية الجماهيرية، سيكون حضور رونالدو إلى بغداد بمثابة حلم يتحقق لعشرات الآلاف من المشجعين العراقيين، الذين لم تسنح لهم فرصة مشاهدة نجم بهذا الحجم على أرضهم.
أما على صعيد اللاعبين المحليين، فإن مواجهة أحد أساطير اللعبة ستشكل دفعة هائلة لتقديم أفضل ما لديهم، وتزيد من خبراتهم وثقتهم في مواجهة أسماء عالمية. وحتى لاعبو النصر أنفسهم سيستفيدون من هذه الأجواء، إذ تمنحهم المباراة دافعًا إضافيًا لتقديم عرض قوي بجوار قائدهم التاريخي.
رابعًا: تعزيز صورة الأندية والبطولة
أما من زاوية السمعة، فإن التزام النصر بالسفر إلى العراق مكتمل الصفوف، وعلى رأسه رونالدو، سيُظهر احترامًا واضحًا للخصم العراقي وللبطولة ذاتها.
هذا السلوك يرفع من قيمة النادي عالميًا، ويعكس صورة إيجابية عن الكرة السعودية الطامحة لتأكيد حضورها في القارة، كما يمنح الاتحاد الآسيوي دفعة قوية لإثبات أن بطولاته قادرة على استقطاب النجوم الكبار، وإقامة مباريات كبرى حتى في دول لم تُعرف تقليديًا كوجهات لأسماء بحجم كريستيانو رونالدو.
بالمحصلة، فإن مشاركة رونالدو لا تعني مجرد 90 دقيقة من كرة القدم، بل هي فرصة استراتيجية لتحويل بطولة لم تكن تحظى بقدر كافٍ من الأضواء إلى محط أنظار العالم، وتسجيل لحظة تاريخية في ذاكرة الكرة العراقية والآسيوية على السواء.