النصر والاتفاق | السعودية فازت على الأرجنتين مجددًا يا سعد الشهري .. وآل فتيل مثال على اسلوب العالمي "وثغرته"

عندما تحدث مدرب الاتفاق، سعد الشهري، عن مباراة النصر، قال إنه حضّر للمباراة على أعلى مستوى، وسيلعب على نقاط ضعف الأصفر، واستشهد بسيناريو فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين، في كأس العالم 2022، ليثبت أن كل شيء ممكن، وفريقه قادر على تحقيق الانتصار.

الشهري كان على صواب؛ ففريقه كان ندًا قويًا أمام النصر، ورغم تركيزه على التنظيم الدفاعي، إلا أنه نجح في استغلال مساحات الوسط، ونجح في اختراق الخطوط الدفاعية النصراوية، وتهديد مرمى الحارس بينتو، الذي لولا تألقه في بعض اللقطات، لكان لنتيجة المباراة شأن آخر.

صحيح أن النصر كان الأكثر وصولًا إلى منطقة الاتفاق، ولعب بسلاح التحولات الهجومية والضغط العالي، إلا أن كتيبة ستيفانو بيولي، أثبتت بأن غياب عناصر مثل محمد سيماكان وأوتافيو يؤثر بقوة على الفريق.

وسارت المباراة بنفس سيناريو لقاء السعودية والأرجنتين، في نظر الاتفاق، بين تقدم النصر وتعادل النواخذة، وإلغاء هدف للعالمي بداعي التسلل، ورغم أن الأصفر تقدم مجددًا، إلا أن النواخذة نجحوا في قلب الطاولة بهدفين، وتمكن فينالدوم من إحراز الهدف الثالث على طريقة هدف سالم الدوسري التاريخي، ليتحقق سيناريو الفوز السعودي على الأرجنتيني للمرة الثانية.

ومع غياب محمد سيماكان، بسبب الإيقاف، قرر المدرب ستيفانو بيولي، الدفع بمحمد آل فتيل في قلب الدفاع، مع إيمريك لابورت، ورغم ذلك، إلا أن آل فتيل كانت له الكثير من الانطلاقات إلى منطقة الاتفاق، من أجل المساهمة في بناء الهجمة.

وكان آل فتيل، الذي أحرز الهدف الثاني، مثالًا لاسلوب النصر الذي يعتمد على تقدم المدافعين، لصناعة الفرص، إلا أنه كان شاهدًا على ثغرة دفاعية كبيرة، منحت لاعبي الاتفاق عدة فرص للتوغل إلى مرمى بينتو، كما أنه ارتكب خطأ في تشتيت الكرة، ليمنح فينالدوم فرصة الانفراد بحارس النصر، وإحراز هدف الاتفاق، في الدقيقة 55، إلا أنه لم يمر سوى 10 دقائق فقط، ليضع مدافع النصر الهدف الثاني لفريقه.

ومرة أخرى، ساهم آل فتيل في زرع الابتسامة على وجوه جماهير الاتفاق، بعدما أحرز بالخطأ الهدف الثاني في مرماه بالدقيقة 82، ليعطي إشارة إلى المدرب بيولي، بأن غياب سيماكان يعني كارثة دفاعية للنصر في المستقبل.

مباراة تلو الأخرى، يثبت الجناح السنغالي ساديو ماني، بأنه عنصر لا غنى عنه في صفوف النصر، ففي مباراة الاتفاق، كان ماني حرفيًا في الدفاع والوسط والهجوم، فتارة نجده يتراجع في ظل انطلاق الدفاعات للأمام، ثم نجده في منطقة جزاء الاتفاق، يصنع العديد من الفرص المحققة لزملائه.

ماني لم يسدد أي كرة على المرمى، ولكنه قدم 5 تمريرات مفتاحية، وصنع تمريرة حاسمة، أحرزها أيمن يحيى في الدقيقة 60، قبل أن تلغى بداعي التسلل، كما نجح في قطع تسديدة، وتفوق في المواجهات الثنائية الأرضية، بينما كانت نقاط ضعفه في اللقاء، بالمواجهات الهوائية والكرات العرضية التي لم يحقق فيها نجاحًا.

كانت مباراة الحراس بامتياز، بعيدًا عن الأهداف الخمسة، ولولا تألق بينتو مع النصر، وتوهج ماريك روداك مع الاتفاق، لشهدت المباراة أكثر من 5 أهداف بكل تأكيد.

بينتو قدم لقطة تستحق "تصدي الجولة"، في الدقيقة 45+3، رغم أن القائم ساعده في المرة الأولى، إلا أنه تصدى لكرتين من فينالدوم وراضي العتيبي، وبشكل عام، تمكن الحارس البرازيلي من التصدي لـ7 كرات، منها 5 كرات داخل المربع.

أما عن روداك، فقد كان حارس الاتفاق، سدًا منيعًا أمام لاعبي النصر، وتمكن من إغلاق المنافذ أمام القائد كريستيانو رونالدو، وتمكن من التصدي لـ8 كرات نصراوية، منها ثلاثة داخل المربع.

وبينما يتقاتل الحارسان على الأفضل، أثبت بينتو بأنه ليس بعيدًا عن تألق روداك، حيث تمكن من التصدي لتسديدة ورأسية خطيرتين للاتفاق من داخل منطقة الجزاء، في الدقائق العشر الأخيرة.

GOAL

ويمكن القول إن قيادة سعد الشهري، للاتفاق، بعد رحيل ستيفن جيرارد، وقد تمكن الشهري من إعادة الهولندي جورجينيو فينالدوم للتألق في الملاعب، وهو الذي لعب دور البطولة في ريمونتادا النواخذة على النصر.

تألق فينالدوم لم يكن فقط على مستوى الهدفين اللذين سجلهما في شباك الحارس بينتو، ولكن لتألق في التلاعب بدفاعات النصر، واختراق صفوفهم، بعدما حقق 5 مراوغات ناجحة من أصل 7، كما سدد 4 كرات على المرمى، فضلًا عن دقة تمريراته التي بلغت 96%، عبر 24 تمريرة صحيحة من أصل 25، كما صنع تمريرة مفتاحية.