المنتخب السعودي ضد ترينيداد وتوباجو | شكرًا للهلال الذي أنقذ سمعتك .. الأخضر يستحق الشفقة وهيرفي رينارد كتب "نهاية مؤقتة" لنجمه!

في وقت خسر به المنتخب السعودي فرصة التأهل المباشر لكأس العالم 2026، وسيضطر لخوض الملحق خلال الفترة المقبلة لحسم مصيره، ظن الكثيرون أن كأس كونكاكاف الذهبية أتى ليمنح مدربه الفرنسي هيرفي رينارد فرصة لمصالحة الجماهير، وتقديم ولو لمحة بسيطة على قدرته على تكرار النجاح الذي حققه في فترته الأولى مع الأخضر (من يوليو 2019 إلى مارس 2023).

لكن الغريب أن رينارد أصابه التخبط على كونكاكاف بغرابة شديدة .. ثلاث مباريات بثلاث تشكيلات مختلفة مع ثوابت بسيطة دون فكرة واحدة واضحة داخل المستطيل الأخضر.

مفهوم أن المنتخب السعودي يفتقد لبعض عناصره الأساسية في ظل انشغال لاعبي الهلال بالمشاركة في كأس العالم للأندية 2025، لكن غياب لاعبي فريق واحد يحدثون كل هذا التخبط؟!

إن تحدثنا عن الدفاع؛ فمواجهة هايتي لُعبت بالثنائي حسن كادش وعبدالإله العمري ثم أمام أمريكا دفع رينارد بعبدالله مادو والعمري، ثم استمر الثنائي الأخير أمام ترينيداد وتوباجو.

في الظهيرين، تارة سعود عبدالحميد ونواف بوشل، وتارة علي مجرشي وبوشل، وثالثة مجرشي وسعود عبدالحميد.

وبقية الخطوط سارت على الدرب نفسه من عدم الثبات!

يمكننا أن نفهم أن رينارد يريد أن يجرب أكثر من لاعب للوقوف على بعض الجوانب، لكن ما تقوله طريقة اللعب داخل الملعب هو أن الفرنسي لا يمتلك أفكارًا من الأساس لتنفيذها!

لطالما تحدثنا عن "العقم الهجومي" الذي يعاني منه المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة، لكن اليوم تيقنا أنه يستحق الشفقة حقًا في هذا الجانب!

لا تحتاج لمشاهدة مواجهة المنتخب السعودي أمام ترينيداد وتوباجو لتشفق عليه، يكفي أن تعلم أنه لعب بالثنائي الهجومي صالح الشهري وفراس البريكان معًا داخل المستطيل الأخضر، ومع ذلك لم يفلح في إحراز إلا هدف وحيد أمام منتخب ليس بالقوي.

صحيح أن البريكان كان يلعب على الطرف الأيمن أكثر قبل خروج الشهري في الدقيقة 80، لكن هذا لا يعد مبررًا أمام السوء الهجومي، خاصةً وأنه واجه منتخبات كهايتي وترينيداد وتوباجو.

في هذا الجانب لا يسعنا إلا أن نشكر البريكان الذي أحرز هدف الأخضر مدركًا التعادل في الدقيقة 60، ليقوده للتأهل لدور الـ16، وهو بالمناسبة الهدف الثاني لكتيبة رينارد في كونكاكاف على مدار مرحلة المجموعات!

الظهير الأيمن المحترف في صفوف روما، كان أحد نجوم فترة هيرفي رينارد الأولى مع المنتخب السعودي، رغم ذلك لم يرحمه في فترة يعاني بها بالأساس، وقرر "حرقه" أكثر أمام الجمهور!

سعود منذ انتقاله لروما في صيف 2024 وهو حبيس مقاعد البدلاء في الأشهر الأخيرة مع المشاركة في ثماني مباريات فقط، كان آخرها في التاسع من مارس 2025 أمام إمبولي في الجولة الـ28 من الدوري الإيطالي 2024-2025.

وأتى التوقف الدولي في شهر يونيو الجاري حيث مواجهتي البحرين وأستراليا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، لتزيد "الطين بلة" بالنسبة لسعود، إذ لم يشارك إلا في 29 دقيقة فقط في كلتا المباراتين.

هذا دفع الجمهور الهلالي تحديدًا للسخرية من عبدالحميد، كونه أصر على الرحيل عن ناديهم نحو فريق العاصمة الإيطالية.

لكن وسط ذلك، كان الغريب أن رينارد قرر أن يمنحه فرصة كاملة في كأس كونكاكاف، بشرط ألا يلعب في مركزه الأساسي (الظهير الأيمن) إلا أمام هايتي في الجولة الأولى، أما أمام أمريكا فكان وسط الملعب هو مركزه، وأمام ترينيداد وتوباجو وضعه هيرفي في مركز الظهير الأيسر!

بالطبع مستوى متواضع للغاية قدمه سعود على مدار مباريات البطولة، فكيف عليه أن يقاوم المشكلة البدنية التي يعاني منها نظير قلة المشاركة ويقدم مجهودًا مضاعفًا لتنفيذ مهام في مركز ليس بمركزه الأصلي!

أهذا رد الجميل يا هيرفي رينارد بعد ما قدمه سعود في فترتك الأولى؟! .. ربما من هنا ستكون النهاية المؤقتة للاعب مع الأخضر، على الأقل على المستوى النفسي، لحين إعادة النظر في وضعه المهمش مع روما!

إن كان هناك شيء يجب على هيرفي رينارد الاعتراف به في المؤتمر الصحفي عقب مواجهة ترينيداد وتوباجو فهو امتنانه للهلال..

مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية خطفت الأنظار كثيرًا من مشاركة الأخضر في كونكاكاف، خاصةً وأن الأخير يلعب كافة مبارياته فجرًا – بتوقيت مكة المكرمة -.

سيستيقظ السعوديون اليوم الإثنين، على نبأ "تأهل الأخضر لربع نهائي كأس كونكاكاف الذهبية!"، وسيفلت رينارد بعد كل هذا من تقييم "اللا شيء" الذي يقدمه!