Herve Renard KSA Saudi Tarik Sektioui Morocco 2 GFX GOAL ONLYGOAL AR

كأس العرب 2025 | لأن المغرب هي المعادلة الصعبة دائمًا .. "سخرية" المنتخب السعودي رُدت إليه و"إيجابيتان" في فكر رينارد الجديد

ما أشبه الليلة بالبارحة، فكما كان ختام دور المجموعات بكأس العرب قطر 2021 بهزيمة المنتخب السعودي أمام نظيره المغربي بنتيجة (1-0)، تكرر الوضع ذاته الليلة، في نسخة 2025 من البطولة نفسها.

الأخضر خسر صدارة جدول ترتيب المجموعة الثانية بكأس العرب 2025 بالهزيمة اليوم الإثنين، أمام المنتخب المغربي، بهدف نظيف، سجله كريم البركاوي في الدقيقة الـ11 من عمر الشوط الأول، ليتجمد رصيده عند النقطة السادسة في الوصافة، ويصعد أسود الأطلس للصدارة بسبع نقاط، لكن كلاهما تأهل بالفعل للدور المقبل.

الآن الصقور الخضر سيكونون على موعد مع المنتخب الفلسطيني في دور الـ8، فيما يلتقي المغرب بسوريا، في مباراتين محدد لهما يوم 11 من ديسمبر الجاري.

لكن دعونا نستطرد أكثر في الحديث عن أبرز ملامح مواجهة المنتخب السعودي ونظيره المغربي في الجولة الثالثة والأخيرة من مرحلة المجموعات..

  • المغرب المعادلة الصعبة بالنسبة للعرب

    عند أخذ جولة في البرامج الرياضية العربية بشكل عام، دائمًا ما تجد أن المثل يُضرب بمنتخبات أوروبا وإلى أي مدى وصلت، وما ينقص منتخباتنا العربية لمضاهاتهم وما إلى ذلك.

    لكن مؤخرًا بدأت هذه النغمة تهدأ قليلًا، مع تجلي المغرب أمام الجمهور بمنظومة كروية على مستوى المنتخبات هي الأعظم في الوطن العربي بشكل عام بدوله الآسيوية والإفريقية على حدٍ سواء.

    تحدثنا كثيرًا عن المنتخب المغربي الأول في فترة كأس العالم قطر 2022 وما قبلها وبعدها، وكذلك تحدثنا عن منتخب تحت 20 عامًا وتحقيقه كأس العالم في الفئة نفسها مؤخرًا، لكن الآن المنتخب المغربي الثاني يقدم للمنتخبات العربية درسًا آخر على غرار مواطنيه..

    المنتخب المغربي الثاني دخل مواجهة المنتخب السعودي الليلة رافعًا شعار "إن أردت المتعة فاذهب إلى السيرك"، هو حتى لم يسع للاستحواذ والسيطرة، فقط دخل اللقاء بمهمتين؛ الدفاع واللعب على المرتدات، رغم أنه في أشد الحاجة للفوز أو التعادل على الأقل، لكن يبدو أنها كتيبة تثق تمامًا في قدراتها، فأجادت الهدفين.

    أسود الأطلس تركوا الاستحواذ ووسط الملعب للصقور الخضر، مع دفاع منظم للغاية في منطقته، للتغلب على الاندفاع السعودي بالزيادة العددية والتمركز الصحيح، وقد كان!

    المغرب ومن أول هجمة مرتدة له نجح في هز شباك الحارس السعودي عبدالرحمن الصانبي، مستغلًا سوء التفاهم بين الثنائي عبدالإله العمري ونواف بوشل، حيث أسكن كريم البركاوي الكرة الشباك في الدقيقة 11 من عمر الشوط الأول من صناعة المهاجم طارق تيسودالي.

    صحيح أن الهدف جاء من خطأ غريب بين العمري وبوشل إلا أنه وفق لمجريات المباراة، كان المغاربة قادرون حتى على هز الشباك بطرق أخرى، لكن سيناريو المباراة لم يجبرهم على ذلك.

    لم يكن المغرب في حاجة لأكثر من ذلك، وسط القدرات الكبيرة للكتيبة الدفاعية سفيان بوفتيني، مروان سعدان، حمزة الموساوي ومحمد بولاكسوت، مع السوء الهجومي الذي يعاني منه الأخضر.

  • إعلان
  • بانينكا؟ .. هذه بضاعتكم رُدت إليكم!

    الآن ربما أكثر السعداء بهذا الفوز هو المدافع المغربي مروان سعدان، والأكيد أن جمهوره لن يفوت الفرصة للتهكم أو "الطقطقة" – باللهجة السعودية الدراجة – على خصمه، فجمهور الأخضر هو من هتف "هاتوا المغربي .. هاتوا المغربي"، قبل المباراة، في إشارة إلى الثقة في تحقيق الفوز.

    ورغم أن هذا التلاسن معهود في الطريقة السعودية إلا أن مروان سعدان أعرب عن استيائه من طريقة جمهور الأخضر قبل المباراة، قائلًا: "في النسخة الماضية من كأس العرب قطر 2021، حققنا الفوز أمام المنتخب السعودي وتصدرنا المجموعة بتسع نقاط، ولم نردد هتافات كـ(هاتوا المغربي)، لأن هذه هي كرة القدم؛ مرة لك ومرة عليك".

    وأضاف: "مثل هذه الصعوبات هي ما تجعل اللاعبين يكبرون، سنكبر كفريق، وهذا أفضل من أن نكون فريقًا كبيرًا ونغادر صغارًا، أهم شيء أن نصل ككبار حتى وإن بدأنا صغارًا".

    لكن يبدو يا سعدان أن هذا التهكم لم يكن من الجماهير فقط..

    تعامل المهاجم السعودي عبدالله الحمدان بـ"استهتار كبير" أمام المنتخب المغرب "الثاني"، عندما أتيحت له فرصة إدراك التعادل في الشوط الثاني من ضربة جزاء، تحصل هو بنفسه عليها بعد نزوله بدقائق قليلة، حيث قرر التسديد على طريقة "بانينكا"، حتى عاقبته الكرة باعتلاء العارضة بغرابة شديدة!

    فكانت النهاية كما قالها سعدان تمامًا: "دخل المغرب المباراة بمنتخب صغير وخرج كبيرًا بالفوز، فيما دخلت السعودية كبيرة وخرجت صغيرة بالهزيمة أمام ما يُطلق عليه (المنتخب الثاني)".

    هذه بالفعل بضاعة السعودية رُدت إليها، فعدم احترام الخصم يعني الهزيمة الحتمية!

  • السعودية .. طريقة جديدة و"مُقاتلان"

    بالانتقال للحديث أكثر عن طريقة لعب المنتخب السعودي الليلة، فقد دخل المباراة ببعض البدلاء، كونه ضمن بالفعل التأهل للدور المقبل، مع الاحتفاظ ببعض العناصر الأساسية، لذا لا يمكن أن نقول أنه دخل اللقاء بالرديف بشكل صريح.

    لكن الجديد بالفعل في المباراة هو اعتماد المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد على طريقة لعب 5-4-1، فهو أكثر من يعرف "الشراسة" المغربية، لكن النتيجة لم تكن مُرضية.

    رينارد عقب المباراة قال في تصريح مقتضب لشبكة قنوات "الكاس" القطرية: "كرة القدم تتطلب احترام الخصم، وهذا ما يحدث عندما لا تحترم خصمك!".

    وهذا بالفعل ما حدث، أغلب لاعبي الأخضر لم يقدموا المنتظر بشكل جماعي، فالبعض اعتمد على ضمان التأهل بالفعل فلم يبذل المجهود المنتظر كمصعب الجوير وعبدالرحمن العبود، والبعض الآخر لم يُحسن التأقلم مع العناصر الجديدة كعبدالإله العمري ووليد الأحمد ونواف بوشل ومحمد سليمان، وفئة ثالثة تكفلت بمهمة سوء إنهاء الهجمات كصالح أبوالشامات وصالح الشهري.

    لكن إن أردت الحديث عن النقطة الإيجابية فهي الثنائي مراد الهوساوي وعلي مجرشي؛ الأول سنتحدث عنه لاحقًا أما عن الثاني فقد قدم مباراة هجومية جيدة، حيث تكفل بالجبهة اليمنى بمفرده رغم وجود الجناح عبدالرحمن العبود من أمامه.

    لكن مجرشي تميز الليلة بالدخول للعمق كثيرًا في محاولة لمفاجأة الدفاع المغربي، وقد خلق بالفعل بعض الفرص لزملائه، لكن مصيرها كان الضياع في الأخير.

    ربما لم يظهر العبود بقوة الليلة في ثنائيته مع مجرشي، لكن الأول فعل من قبل، والأكيد أن هذه الثنائية تحتاج لمزيد من الفرص للعب سويًا، لأن المؤشرات الأولية تقول إنها قادرة على فعل الكثير وسط الانتقادات التي يتعرض لها أداء المنتخب السعودي.

  • مراد هوساوي .. الظهور الأول بين الميزة والعيب

    استمرارًا مع إيجابية المباراة بالنسبة للصقور الخضر، فلا يمكن إغفال مراد الهوساوي حقه في وسط الملعب..

    صاحب الـ24 عامًا خاض الليلة أول مباراة دولية له مع المنتخب السعودي الأول، لكنه ظهر كلاعب مخضرم في وسط الملعب، موازنًا بين الدفاع والهجوم.

    لكن الميزة الأكبر به هي تمريراته السحرية، القادرة على تقصير المسافات وسط الدفاعات المتكتلة، تلك الميزة تجلت في الدقيقة السادسة من عمر الشوط الأول، حيث أرسل عرضية هوائية من وسط الملعب نحو منطقة جزاء المغرب، وضعت صالح أبوالشامات على انفراد تام بالحارس المغربي مطلقًا رأسية، لكن العارضة حالت دون تحويل تلك اللقطة الجمالية إلى هدف.

    لكن إن أردنا أن نهمس في أذنه هو ومدربه هيرفي رينارد بكلمة، فهي أن يعفيه من تنفيذ الكرات الثابتة سواء ضربات ركنية أو غيرها في قادم المباريات، لأن لا يحسن ذلك، والركنية التي نفذها في الشوط الأول شوهت أداءه لحد كبير، لأن الجمهور لا ينسى مثل هذه التفاصيل!

    صحيح أن الهوساوي يقدم مع فريقه "الخليج" أفضل مما قدمه في لقاء الليلة، لكن قياسًا على ظروف المباراة والكتيبة من حوله، فوسط المنتخب السعودي يبدو أنه سيكون في أمان في قادم الفترات، بعدما طالت الانتقادات لاعبي هذا المركز بدايةً من المخضرم محمد كنو.

    الأكيد الآن أن الصراع بين كبار الدوري السعودي "الهلال، الاتحاد، النصر والأهلي"، سيشتد أكثر في قادم الفترات، للظفر بخدمات مراد الهوساوي، والخليج سيضع شروطه المالية دون أن يقدر أحد على أن ينبس ببنت شفة أمامه.

  • الحلقة المفقودة .. سالم الدوسري

    لنكن صادقين، لم تكن لدينا أي نية للحديث عن سالم الدوسري في لقاء الليلة، كونه كان جالسًا على مقاعد البدلاء، لكن أداء الأخضر يجبرك على ذلك..

    لطالما تعرض التورنيدو للانتقادات نظير المستوى الذي يظهره مع المنتخب السعودي مقارنة بالهلال، حتى نحن هنا انتقدناه في هذا الجانب في بعض الفترات من قبل.

    لكن ما إن غاب الدوسري الليلة، أدركنا قيمة وجوده في الملعب، حيث كانت هناك "حلقة مفقودة"، بل ربما الجبهة اليسرى لم تعمل بالأساس، سواء لعدم قدرة صالح أبوالشامات على حل محل سالم أو لدخوله للعمق كثيرًا وترك الجبهة للظهير نواف بوشل.

    الحقيقة أن سالم الدوسري ولو بـ"نصف قدم"، فوجوده في أرض الملعب سيخدم المنتخب بشكل ما وفي أي لحظة.

0