عند أخذ جولة في البرامج الرياضية العربية بشكل عام، دائمًا ما تجد أن المثل يُضرب بمنتخبات أوروبا وإلى أي مدى وصلت، وما ينقص منتخباتنا العربية لمضاهاتهم وما إلى ذلك.
لكن مؤخرًا بدأت هذه النغمة تهدأ قليلًا، مع تجلي المغرب أمام الجمهور بمنظومة كروية على مستوى المنتخبات هي الأعظم في الوطن العربي بشكل عام بدوله الآسيوية والإفريقية على حدٍ سواء.
تحدثنا كثيرًا عن المنتخب المغربي الأول في فترة كأس العالم قطر 2022 وما قبلها وبعدها، وكذلك تحدثنا عن منتخب تحت 20 عامًا وتحقيقه كأس العالم في الفئة نفسها مؤخرًا، لكن الآن المنتخب المغربي الثاني يقدم للمنتخبات العربية درسًا آخر على غرار مواطنيه..
المنتخب المغربي الثاني دخل مواجهة المنتخب السعودي الليلة رافعًا شعار "إن أردت المتعة فاذهب إلى السيرك"، هو حتى لم يسع للاستحواذ والسيطرة، فقط دخل اللقاء بمهمتين؛ الدفاع واللعب على المرتدات، رغم أنه في أشد الحاجة للفوز أو التعادل على الأقل، لكن يبدو أنها كتيبة تثق تمامًا في قدراتها، فأجادت الهدفين.
أسود الأطلس تركوا الاستحواذ ووسط الملعب للصقور الخضر، مع دفاع منظم للغاية في منطقته، للتغلب على الاندفاع السعودي بالزيادة العددية والتمركز الصحيح، وقد كان!
المغرب ومن أول هجمة مرتدة له نجح في هز شباك الحارس السعودي عبدالرحمن الصانبي، مستغلًا سوء التفاهم بين الثنائي عبدالإله العمري ونواف بوشل، حيث أسكن كريم البركاوي الكرة الشباك في الدقيقة 11 من عمر الشوط الأول من صناعة المهاجم طارق تيسودالي.
صحيح أن الهدف جاء من خطأ غريب بين العمري وبوشل إلا أنه وفق لمجريات المباراة، كان المغاربة قادرون حتى على هز الشباك بطرق أخرى، لكن سيناريو المباراة لم يجبرهم على ذلك.
لم يكن المغرب في حاجة لأكثر من ذلك، وسط القدرات الكبيرة للكتيبة الدفاعية سفيان بوفتيني، مروان سعدان، حمزة الموساوي ومحمد بولاكسوت، مع السوء الهجومي الذي يعاني منه الأخضر.