ورغم القيود الصارمة على بيع التذاكر، نجح عدد من جماهير آينتراخت في التسلل إلى مناطق مختلفة من الملعب، عبر شراء تذاكر معروضة في السوق السوداء.
يكشف بابلو: "كنت أرى مشجعين ألمان يرتدون قمصان برشلونة ليجلسوا في أماكن لا تخصهم. كان الأمن يطردهم واحدًا تلو الآخر حين يشير جمهور برشلونة عليهم".
ويضيف أنّ الأمن ركّز بشكل خاص على من يرتدون أزياء غير معتادة بالنسبة لمشجع برشلوني في مباراة من دور المجموعات، ما جعل الأمر دليلًا واضحًا على هوية المتسللين.
الفوضى لم تقتصر على المدرج القريب من الضيوف؛ إذ ظهرت مجموعات ألمانية صغيرة في المدرج الجانبي وحتى في أماكن مخصصة لكبار المشجعين.
تقول مشجعة أخرى: "عند تسجيل هدف آينتراخت، وقف بين 15 و20 مشجعًا ألمانيًا واحتفلوا بطريقة استفزازية للغاية. أشرنا عليهم واحدًا تلو الآخر حتى جاء الأمن وأخرجهم".
باتت اللحظة الأخطر عندما أشعل "ألتراس آينتراخت" الشماريخ داخل المدرج.. يوضح بابلو: "أشعلوا الشماريخ خلال الاحتفال، ثم رمى أحدهم واحدة باتجاهنا. كان المشهد مخيفًا بحق".
وتشير المشجعة الأخرى إلى أن أنظمة التفتيش في الملعب كانت ضعيفة للغاية: "يمنعون جمهور برشلونة من إدخال زجاجة مياه بلا غطاء، بينما يسمحون بدخول شماريخ كاملة خُبئت في ملابسهم!".
أكد نادي برشلونة لاحقاً أنه طرد 10 مشجعين ألمانيين فقط من المدرجات بعد ضبطهم متخفّين، لكن النادي أوضح أيضًا أنه لم يستطع طرد أي مشجع من المدرج المخصص للضيوف، لأن المسؤولية المباشرة عن تلك المنطقة تقع فقط على أمن الملعب، لا إدارة النادي.
ما حدث في كامب نو كان بمثابة تذكير جديد بأن الملاعب الأوروبية ما زالت مهددة بمشاهد فوضى وعنف عند مواجهة بعض الجماهير المتطرفة.
جماهير برشلونة خرجت من الملعب وهي تتساءل: كيف حدث كل هذا رغم القيود؟ وكيف يمكن ضمان ألا يتكرر في المستقبل؟.
ومع ذلك بقي الشعور الأبرز هو أن أكثر من 90 دقيقة من كرة القدم تحوّلت إلى ليلة عاش فيها آلاف أعضاء برشلونة ومشجعيه خوفًا حقيقيًا… في ملعبهم وبين جدرانه التي اعتقدوا أنها الأكثر أمانًا في أوروبا!.