القطط السمينة تلتهم الجماهير .. السوبرليج وفصل جديد من الصراع!

لم يتخلى فريقي ريال مدريد وبرشلونة عن فكرة دوري السوبر الأوروبي حتى بعد فشل الفكرة وانهيارها في أبريل 2022 بعد تراجع الفرق الإنجليزية الستة عن المشاركة في البطولة.

لذلك لم يكن مفاجئًا أن نرى "القطط السمينة" يعبران عن سعادتهما بقرارات محكمة العدل الأوروبية وتأكيدها بأن الاتحاد الأوروبي والدولى لكرة القدم تصرفوا بشكل غير قانوني في منع الأندية الأعضاء من الانضمام إلى بطولة دوري السوبر الأوروبي في عام 2021.

وقال رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، بعد وقت قصير من إعلان حكم المحكمة يوم الخميس الماضي: "في الأيام المقبلة، سندرس بعناية نطاق هذا القرار، لكنني أرى فوائد تاريخية كبيرة له أولاً وقبل كل شيء، أن كرة القدم للأندية الأوروبية لم ولن تكون أبدًا حكرًا مرة أخرى، وثانيًا اعتبارًا من اليوم، ستصبح الأندية مالكة لمصيرها واليوم انتصرت أوروبا للحريات مرة أخرى، واليوم انتصرت كرة القدم".

وتابع: "في مواجهة الضغوط التي تعرضنا لها منذ أكثر من عامين، تم فرض القانون والعقل والحرية اليوم ولهذا السبب، سيواصل ريال مدريد العمل من أجل كرة القدم".

قال بيرند رايشارت، الرئيس التنفيذي لمؤيدي فكرة دوري السوبر الأوروبي:" لقد فزنا بحق المنافسة لقد انتهى احتكار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، كرة القدم أصبحت مجانية!".

لقد كان ادعاء بيريز بأن ريال مدريد يعمل من أجل كرة القدم أمرًا مثيرًا للسخرية بالإضافة لفكرة أن حكم محكمة العدل الأوروبية جعل كرة القدم حرة.

وكان ريال مدريد وبرشلونة وكل نادٍ دعم فكرة دوري السوبر الأوروبي في بدايتها، بما في ذلك الفرق الستة الإنجليزية لم يفكروا سوى في مصالحهم الخاصة ورغبتهم في تحقيق أكبر قدر ممكن من الإيرادات لأنفسهم، والتوصل إلى طرق جديدة لكسب المال من المشجعين، الذين يمولون الرياضة التي تحولت إلى تجارة.

قرارات محكمة العدل الأوروبية ليست انتصارًا كبيرًا لدوري السوبر الأوروبي كما يصور بيريز وأنصاره فقد قام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالفعل بتعديل القواعد واللوائح التي اعتبرتها محكمة العدل الأوروبية "غير قانونية" ولكن يظل إنشاء بطولة منافسة دون دعم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) أو الاتحاد الدولي (الفيفا) أمرًا مستحيلاً.

وكان فريق مانشستر يونايتد الذي دعم في البداية الفكرة ثم انسحب، مثل الفرق الإنجليزية الخمسة الأخرى، من بين العديد من الأندية الأوروبية الكبرى الذين أصدروا بيانات يؤكدون عدم اهتمامهم بالانضمام إلى البطولة.

ولماذا يفعلون ذلك؟ يونايتد يلعب بالفعل في الدوري الإنجليزي وقد اتخذ القائمين على البطولة وحكومة المملكة المتحدة خطوات منذ عام 2021 لضمان عدم السماح لأي نادً بالانفصال عنهم مرة أخرى.

هناك عداء أقل تجاه بطولة دوري السوبر الأوروبي من أندية الكلاسيكو أو فرق الدوري الإيطالي التي تعاني من ضائقة مالية مثل يوفنتوس وإنتر، ولكن أكد أنصار كرة القدم في أوروبا بالفعل موقفهم بأنه "لا يوجد مكان في كرة القدم الأوروبية لدوري سوبر منفصل".

وأشار أتلتيكو مدريد إلى أنه من بين الدوريات الخمس الكبرى (ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا) (باستثناء ريال مدريد وبرشلونة) يعارضون فكرة دوري السوبر الأوروبي.

إذن، لا يزال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في موقف قوي للغاية، ولهذا السبب كان الرئيس ألكسندر تشيفيرين، مغرورًا عندما ظهر في مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي وقال ساخرًا:"آمل أن يبدأ كل منهما مسابقتهما الكبرى المكونة من ناديين فقط في أقرب فرصة ممكنة، لقد شاهدت ما يسمى بالعرض التقديمي لدوري السوبر الأوروبي ومن الصعب أن تقرر ما إذا كان يجب أن تشعر بالصدمة أو التسلية إنه مغلق أكثر من عام 2021 وقد رفضه الجميع".

وهو على حق فنظام دوري السوبر الأوروبي الجديد والمحسن أسوأ من الأصلى ورغم بعض التعديلات ولكن الهدف يظل كما هو حماية أندية النخبة من خلال وضعها في الدرجة الأولى وبالتالي سيكون من المستحيل تقريبًا على الفرق الأخرى الانتصار عليهم.

اقتراح رابطة دوري السوبر الأوروبي ليس أسوأ بكثير من الشكل الجديد لدوري أبطال أوروبا بعد تجديده، والذي أصبح دوري السوبر في كل شيء باستثناء الاسم.

ولسنوات حتى الآن، اتسعت الفجوة بين الأندية مما يعني أن عددًا قليلاً فقط من الفرق قادرة على التنافس على الجوائز الكبرى وهذه مشكلة في جميع الدوريات الأوروبية الحالية، وهذا يقودنا إلى حقيقة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا "يسيئان استخدام مركزهما".

الأمل هو أن يؤدي حكم محكمة العدل الأوروبية إلى تحسين مستقبل كرة القدم، ورغم إدراك أن أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة ليست مؤهلة لحكم نفسها، ولكن تم اكتشاف أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا لا يعملان فقط لصالح المشجعين.

وقال تشيفيرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إن "كرة القدم ليست للبيع" ولكن لم يفعل هو أو إنفانتينو، شيئًا سوى بيعها لمن يدفع أعلى سعر لسنوات كثيرة حتى الآن.

دوري السوبر الأوروبي لم يحدث في فراغ وليس كل من يدعمه مهتم فقط بكسب المال ورغم أن العديد من أنصار هذه الفكرة يروا أنها الطريقة الوحيدة لمعالجة اختلال التوازن الاقتصادي لديهم ولكن هذه البطولة ستكون الرد الوحيد على النجاح التجاري للدوري الإنجليزي.

وبغض النظر عما سيحدث بعد ذلك، فإن فكرة إنشاء دوري السوبر الأوروبي لن تختفي لأنها نتيجة حتمية لنظام متدهور وهى حربًا لا نهاية لها من أجل السيطرة على لعبة كرة القدم.