الفضل لمارادونا.. هل ليونيل ميسي أعظم منفذ للركلات الحرة في التاريخ؟

لم يصدق ديفيد بيكهام عينيه وهو نفسه أحد أشهر منفذي الضربات الحرة في تاريخ كرة القدم وهو يشاهد سحر ميسي في إنتر ميامي.

وفي أول ظهور لميسي ضد كروز أزول، سجل هدفًا صعبًا من ركلة حرة لم يتوقع أحد أن تسكن الشباك.

ولم يهدأ ميسي وسجل هدفين بعدها ضد أتلانتا يونايتد ثم جاء بهدفان آخران في الجولة التالية ضد أورلاندو سيتي حيث هزم إنتر ميامي غريمه المحلي وبعد ذلك في دور الـ16 لكأس الدوري ضد إف سي دالاس عاد ميسي إلى تسجيل أهدافه المبكرة مرة أخرى وافتتح التسجيل بعد ست دقائق فقط من بداية المباراة.

وجاءت لحظته السحرية في الدقيقة 85 عندما كان الفريق بحاجة إلى التسجيل للبقاء على قيد المنافسة وحصل ميامي على ركلة حرة وسجلها ميسي بكل تألق.

الأهداف من الركلات الحرة هي حالة شاذة فقد تدفع بفريق إلى منصات التتويج وتتسبب في هزيمة آخر، فهناك العديد من الركلات الحرة التي لم يتم نسيانها مثل هدف بيكهام ضد اليونان، وروبرتو كارلوس ضد فرنسا، وكريستيانو رونالدو ضد بورتسموث.

وفقًا لـ Soccerment فإن احتمالية الركلات الحرة المباشرة هي ٦٪؜ فقط وهذا يعني أن واحدة فقط من 17 محاولة ركلة حرة تنتهي بتسديد الكرة في الشباك.

لذلك ميسي يغرد بمفرده بعد تسجيله هدفين من ركلات حرة في أربع مباريات.

وقال مارتينو مدرب إنتر ميامي: "في كثير من الأحيان تكون هناك ركلة حرة ويحدث أن يكون لديك إحساس بأنه سيسجل، الركلة الحرة ليست شيئًا سينتهي به الأمر كهدف 90٪ لا تسجل ولكن عندما يكون لدينا ميسي يكون العكس فرصة 10٪ أنه لن يحدث و 90٪ فرصة أنه سيسجل لذلك علينا الاستفادة من ذلك ".

بعد وقت قصير من هدفه في إنقاذ المباراة ضد دالاس ظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر استعداد الأرجنتيني قبل ذلك وقبل وقت قصير من تسديد الكرة حيث أعطى الحكم تعليمات للاعبين في الحائط وقام ميسي مرارًا وتكرارًا بضرب الكرة إلى اليسار لقد التقط الكرة عدة مرات وحركها ببطء على بعد مسافة قصيرة فقط.

إنها التفاصيل الصغيرة أليس كذلك؟ ومن خلال القيام بذلك كان ميسي قادرًا فقط على تحريك الكرة إلى الموضع المثالي ليسجل وهو ما حدث.

كان ميسي يعرف بالضبط ما كان يفعله وكان يعلم هنا أنه يريد تسجيل الهدف.

في مرحلة ما لم يُنظر إلى ميسي على أنه أفضل منفذ للركلات الحرة ولم يكن الأمر كذلك حتى عام 2009 حيث اتخذ حقًا خطوته في فن تسجيل الركلات الحرة.

وسيعود الفضل إلى معلمه الراحل دييجو مارادونا، في عام 2009 في مرسيليا أعطى مدرب الأرجنتين آنذاك درسًا هامًا لميسي.

وقال مساعد مارادونا فرناندو سينيوريني لصحيفة "لا ناسيون": "رأيت دييجو قادمًا نحو ميسي وأخذه من كتفه وقال:" ليو الصغير تعال إلى هنا يا رجل لنحاول مرة أخرى". كان الأمر أشبه بالمدرس مع تلميذه".

وتابع: "ضع الكرة هنا واستمع لي لا ترفع قدمك بعيدًا عن الكرة بهذه السرعة وإلا فلن تعرف ما تريد"، ثم قام بضرب الكرة بقدمه اليسرى مباشرة في زاوية الشبكة وكان وجه ميسي مليئًا بالإعجاب ".

لا يتم احتساب هدفي ميسي من الركلات الحرة في إحصائيات إنتر ميامي الخاصة به منذ أن سجلهما في كأس الدوري ولكن بناءً على ما رأيناه سيشكل ميسي خطرًا من خلال الكرات الثابتة بمجرد أن يبدأ اللعب رسميًا في الدوري الأميركي.

ويتوقع البعض إنهم سيرون تحدي كبير خاص بالكرات الحرة حيث يحتفظ به حاليًا سيباستيان جيوفينكو، حيث سجل الإيطالي 13 هدفاً من ركلة حرة خلال مواسمه الأربعة في الدوري الأمريكي، وليس هناك شك في أنه أفضل مهاجم ويمكن القول إنه المهاجم الأكثر هيمنة في الدوري الأمريكي على الإطلاق.

وإذا لم يطارد ميسي جيوفينكو، فهناك بعض الأسماء الكبيرة التي يمكنه إخراجها من المراكز الخمسة الأولى خلف جيوفينكو، يوجد جيف لارينتوفيتش وخافيير موراليس، وهما من أساطير الدوري الأمريكي الممتاز مع أكثر من عشر سنوات من الخبرة لكل منهما وخلفهم بيكهام، رئيس ميسي وبلوكاس زيلارايان، الذي كان قائد الدوري الأمريكي النشط قبل مغادرته إلى المملكة العربية السعودية هذا الصيف.

ربما يكون ميسي هو الأعظم بالفعل لكن هل هو "أعظم منفذ للركلة الحرة في كل العصور" أيضًا؟، ميسي حاليًا خارج المراكز الخمسة الأولى في إجمالي عدد الأهداف بعد أن سجل 64 هدفًا طوال مسيرته اللامعة، وهدفيه الأخيران أخرجاه من التعادل مع مارادونا الذي اعتزل برصيد 62 عامًا.

ميسي الآن واحد فقط خلف رئيسه بيكهام وحتى أيقونة إنجلترا سيراهن على ميسي ليتفوق عليه في المركز الخامس عاجلاً وليس آجلاً، ويتقدم زميله الأرجنتيني فيكتور ليجروتاجلي بفارق واحد عن بيكهام برصيد 66 مما يضعه في مرمى نظر ميسي أيضًا بينما رونالدينيو أيضًا يمتلك رصيد 66.

وفي المرتبة الثانية من بين القلائل الذين يمكنهم تحدي ميسي على لقب الماعز، هو الراحل بيليه الذي قيل إنه سجل 70 هدفاً من الركلات الحرة.

وعلى رأس القائمة بالطبع اللاعب جونينيو بيرنامبوكانو، الذي يعتبر النجم الحقيقي في الركلات الحرة حيث سجل البرازيلي 77 هدفًا من الكرات الثابتة مما جعله أسطورة في اللعبة.

أين سيكون ترتيب ميسي؟ بناءً على ما رأيناه حتى الآن قد يجد الأرجنتيني نفسه مع عدد قليل من أهداف الركلات الحرة في سيرته الذاتية حيث يتطلع إلى جعل مسيرته أفضل ما يمكن القيام به على الإطلاق.