"تأجيل بسبب العنصرية ومشجعون عادوا لتناول الشاي في منازلهم" .. حكايات أطول مباريات كرة القدم قبل ملحمة المغرب والأرجنتين!

وبالعودة بالزمن إلى الوراء، وتحديدًا في 30 مارس 1946، نشاهد واحدة من أطول المباريات المسجلة في التاريخ، وكانت في بطولة كأس الشمال، والتي جمعت بين فريقي ستوكبورت كاونتي الإنجليزي ودونكاستر روفرز، على ملعب إدجلي بارك، والتي استمرت لمدة 3 ساعات و23 دقيقة.

ومع انتهاء الـ90 دقيقة، تعادل الفريقان بنتيجة (2-2)، ليتم اللجوء إلى الوقت الإضافي، حيث مرت 30 دقيقة دون تسجيل أي منهما لهدف، وكان النظام آنذاك هو استمرار اللعب لحين تحقيق (الهدف الذهبي)، والذي أحرزه بالفعل ليز كوكر، مهاجم ستوكبورت، في الدقيقة 173، ومع هتافات الجماهير، قرر حكم المباراة استئناف اللعب، بعد ملاحظة وجود لمسة يد.

ومع حلول الظلام، قرر الحكم إنهاء المباراة وقتها؛ نظرًا لأنه لا يمكن استئناف اللعب بعد غروب الشمس، وقام الفريقان برمي عملة معدنية لتحديد الفريق مستضيف المباراة المُقبلة.

وفي لقاء الإعادة، بعد أربعة أيام، تمكن دونكاستر المستضيف من تحقيق فوز كبير على ستوكبورت بنتيجة (4-0)، ليفوز بالمواجهة.

في مباراة جمعت بين رايو فاليكانو ضد ألباسيتي، في 15 ديسمبر 2019، ضمن منافسات الدرجة الثانية من الدوري الإسباني، شهدت اللقاء واقعة غريبة جعلته ضمن أطول المباريات في التاريخ.

وجاء ذلك بعدما توقف اللقاء بعد 45 دقيقة، بسبب هجوم جماهير رايو بالهتافات العنصرية ضد الأوكراني رومان زوزولي، لاعب ألباسيتي، الأمر الذي دفع لاعبي المنافس للانسحاب من المباراة.

ولك أن تتخيل عزيزي القارئ، أن السلطات الإسبانية قررت استئناف المباراة بعد 5 شهور كاملة، حيث تقرر خوض الشوط الثاني في 10 يونيو 2020، بعد توقف طويل إثر تفشي فيروس كوفيد 19، لينتهي اللقاء بفوز فاليكانو بهدف دون مقابل.

واستمرارًا لقاعدة استمرار المباريات حتى تسجيل الهدف، في غياب الأضواء الكاشفة وعدم تطبيق نظام ركلات الترجيح، تم تخليد مباراة كارديف سيتي ضد بريستول سيتي، في أول متحف مخصص لتاريخ المدينة الويلزية، بعدما استمرت المباراة لمدة 202 دقيقة.

وقالت موظفة المتحف، فيكتوريا روجرز، عن مباراة كأس الدوري، التي أقيمت في أبريل 1945، إن اللقاء استمر حتى أن بعض المتفرجين ذهبوا إلى منازلهم لتناول الشاي بعد الظهر، ثم عادوا قبل صافرة النهاية.

"شعرنا باليأس من إنهاء المباراة"، هكذا تحدث المدافع إدوارد سارابي، عن مباراة فريقي دنيبرو وإف سي أوليساندريا، في الدوري الأوكراني، في نوفمبر 2023، والتي استمرت لمدة 4 ساعات و36 دقيقة، بسبب تحذيرات متعددة من الغارات الجوية.

وبدأت المباراة متأخرة لمدة 15 دقيقة بسبب صافرة إنذار من غارة جوية، ثم تقدم فريق دنيبرو المستضيف، بهدف في الدقيقة 34، ولكن اللاعبين خرجوا من الملعب مرة أخرى، في وقت مبكر من الشوط الثاني.

ووقع فريق أوليساندريا على هدف بعد فترة وجيزة من استئناف الشوط الثاني، ولكن الهدف تم إلغاؤه بعد رجوع حكم الفيديو المساعد للمباراة، بعد تأخير لمدة ساعة بسبب صافرة إنذار أخرى.

وبعد دقيقة واحدة من انتهاء الوقت الأصلي، تم تأجيل المباراة لمدة ساعة ونصف أخرى، بعد تحذير جديد من غارة جوية، قبل أن ينتهي اللقاء بفوز دنيبرو بنتيجة (1-0)، والتي بدأت في الخامسة والربع مساءً، بالتوقيت المحلي، وانتهت قرابة العاشرة مساءً.

في مباراة جمعت بين سانتوس البرازيلي ضد رول الأوروجوياني في بطولة كأس الحرية بأمريكا الجنوبية، خلال عام 1962، استمر اللقاء لمدة 3 ساعات ونصف، لتسجل أيضًا واحدة من أكثر المباريات طولًا في كرة القدم، والتي انتهت بالتعادل بين الفريقين بنتيجة (3-3).

شهدت مباراة في بطولة كأس مصر، خلال موسم 2023، واحدة من أغرب المواقف التي جعلت اللقاء ضمن الأطول في تاريخ كرة القدم الاحترافية.

المباراة أقيمت في 28 مايو 2023، وجمعت بين فريقي إنبي وفيوتشر في دور الـ16، واستمرت لمدة 3 ساعات و18 دقيقة، أي ما يعادل 198 دقيقة، وذلك بعدما توقفت المباراة خلال الشوط الثاني؛ بسبب قرار لاعبي إنبي بالانسحاب اعتراضًا على احتساب هدف فيوتشر، قبل أن يتراجعوا ويستكملوا المباراة التي امتدت إلى الوقت الإضافي ثم ركلات الترجيح، ليفوز إنبي بنتيجة (6-5)، فيما بدأ اللقاء في الساعة 9:30 مساءً، وانتهى في 12:50 صباح اليوم الجديد.

قد لا يتعلق الأمر كثيرًا هنا بالأطول من حيث مدة المباراة كاملة، ولكن وفق الظاهرة الغريبة التي شهدتها مباراة إنجلترا وإيران، في المجموعة الثانية من نهائيات كأس العالم 2022، والتي شهدت احتساب أطول وقت بدل ضائع في تاريخ المونديال.

جاء ذلك الأمر بعد قرار الاتحاد الدولي (فيفا) بتطبيق قانون الوقت الفعلي، والذي يعني بتعويض كافة الدقائق المهدرة خلال الوقت الأصلي، واحتسابها في الوقت بدل الضائع، حيث شهد اللقاء توقفًا طويلًا بسبب اصطدام الحارس الإيراني علي رضا بيرانفاند، بالمدافع ماجد حسيني في الدقيقة التاسعة، الأمر الذي تسبب في النهاية باحتساب 14 دقيقة وقتًا بدلًا من الضائع، وهو الأطول في تاريخ كأس العالم منذ عام 1966.

بالانتقال إلى مدينة غزة، شهدت مباراة ديربي بين فريقي شباب خان يونس واتحاد خان يونس، واحدة من أغرب المواقف في تاريخ كرة القدم، في سبتمبر 2023، عندما قرر حكم المباراة احتساب 42 دقيقة "وقتًا محتسبًا بدلًا من الضائع".

وجاء قرار الحكم بعدما شهد الملعب أزمة في الإضاءة، استغرقت 42 دقيقة، بعدما قام أفراد الصيانة بالبحث عن الفني المسؤول عن الإضاءة، ولم يجدوه، ثم بدأ البحث عن مفاتيح غرفة التحكم دون جدوى، ليتم تأجيل المباراة بهذا التمديد القياسي، ثم عاد اللاعبون للعب لمدة 3 دقائق حتى انتهاء الوقت الرسمي، قبل أن يكشف الحكم عن الوقت الإضافي، في لقاء انتهى بالتعادل السلبي.

وبعيدًا عن المباريات الرسمية، فقد استضافت ويلز مباراة خيرية لمكافحة السرطان، في القبة الهوائية في كارديف سيتي (House of Sport)، تم اعتبارها الأطول في تاريخ كرة القدم، عام 2019، والتي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

المباراة كانت مُرهقة للغاية، وجمعت بين فريقين من 18 لاعبًا، حيث كان الشرط هو إشراك 36 لاعبًا في المباراة، وأن يلعبوا دون توقف، مع إمكانية منح اللاعبين استراحة لمدة 5 دقائق أو ساعة كل 12 ساعة.

ويمكن القول إن المباراة استمرت لمدة 169 ساعة، أي ما يعادل 7 أيام كاملة وساعة واحدة.

الطريف في الأمر، أن السيدة لوسي بانكس، أحد أمناء الصندوق في الجمعية الخيرية التي نظمت المباراة، قالت إن معظم اللاعبين سيحصلون على يوم راحة واحد فقط، قبل العودة إلى العمل مجددًا.

وفي مطلع يونيو 2024، استضاف ملعب كرة القدم في مجمع لوجنيكي الرياضي الأولمبي قرب مدينة موسكو، مباراة ترفيهية لكرة القدم، احتفالًا بيوم كرة القدم الروسي، حيث لعب فريقان يتكون كل منهما من 7 لاعبين، مباراة كان الهدف منها هو كسر الرقم القياسي لأطول مباراة كرة قدم على الإطلاق.

ولعب الفريقان مباراة استمرت لمدة 26 ساعة متواصلة، وانتهى اللقاء بنتيجة (416-409).