Saudi Arabia Iraq (Goal)Goal AR

شكرًا لمن أيقظ "الوحش السعودي" .. الصقور لا تُهزم في التصفيات ولكن احذروا العراق "الجديد"!

“هل أراك في علاك تبلغ السِماك موطني؟"، أمل يتردد على لسان كل عراقي، صنع منتخبًا خرج من ويلات الحرب، بأجيال حملت على عاتقها مهمة إسعاد شعبها، فأخرج ندًا شرسًا دومًا ما تحمل مبارياته طابع المتعة والإثارة.

لا ننكر خطورة إندونيسيا بالطبع، ولكن الأنظار ستتجه - بطبيعة الحال - إلى قمة السعودية والعراق، التي يُنتظر أن تكون "الحاسمة" في سباق التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، في المجموعة الثانية من ملحق التصفيات، والتي سيتأهل عنها المتصدر مباشرة إلى المونديال، تاركًا الوصيف يدخل مرحلة جديدة من التصفيات، مع منتخبات القارات الأخرى.

المنتخب السعودي يملك أفضلية الأرض والجمهور، كون مباريات المجموعة الثانية ستقام على ملعب الإنماء بجدة، ولكن يجب ألا يغفل عن خطورة العراق الذي يبحث عن التأهل "الثاني" إلى كأس العالم، منذ نسخة 1986.

وتقام المباراة الأولى في المجموعة الثانية، بين إندونيسيا والسعودية، الأربعاء، ثم مباراة العراق وإندونيسيا، السبت، قبل المواجهة الفاصلة بين السعودية والعراق، الثلاثاء، وستقام جميعًا على ملعب الإنماء بجدة.

ماذا عن مواجهة العراق؟ وما ينتظر المنتخب السعودي في تلك المرحلة الحاسمة؟ هذا ما نستعرضه في النقاط التالية..

  • FBL-GULF-CUP-KSA-IRQAFP

    الأسود لا تقدر على الصقور إذا حلقوا نحو المونديال!

    بالنظر إلى سجل تاريخ مواجهات السعودية والعراق، الرسمية والودية منذ عام 1976، فإن أسود الرافدين يملكون الأفضلية في عدد الانتصارات (18 فوزًا مقابل 12 للسعوديين و7 تعادلات)، ولكن تصفيات كأس العالم، لها حسابات أخرى.

    المنتخب السعودي لم يسبق له أن خسر أية مباراة أمام العراق في تصفيات المونديال، على مدار 6 مواجهات جاءت نتائجها على النحو التالي..

    - تصفيات كأس العالم 1982: السعودية (1-0) العراق.

    - تصفيات كأس العالم 1994: العراق (1-1) السعودية.

    - تصفيات كأس العالم 2002: السعودية (1-0) العراق.

    - تصفيات كأس العالم 2002: العراق (1-2) السعودية.

    - تصفيات كأس العالم 2018: العراق (1-2) السعودية.

    - تصفيات كأس العالم 2018: السعودية (1-0) العراق.

    ورغم ذلك، إلا أن المنتخب السعودي، صاحب البطولات الثلاث في كأس آسيا، لا يزال مفتقدًا للألقاب منذ 2003، وفي تلك الفترة توج العراق بالبطولة الآسيوية "الأغلى" في 2007 على حساب الأخضر، كما فاز أسود الرافدين بكأس الخليج 2023، في حين شهدت البطولة الخليجية تأهل السعودية للنهائي "أربع" مرات في نسخ 2009 و2010 و2014 و2019 دون الفوز باللقب.

  • إعلان
  • Graham Arnold - Pelatih IrakIFA

    احذروا العراق الجديد .. ودعكم من كأس الخليج!

    في آخر مواجهة بين المنتخبين، أظهر المنتخب السعودي تفوقًا كبيرًا على نظيره العراقي، وفاز عليه بنتيجة (3-1)، في كأس الخليج، في بطولة عُرفت بواقعة "ضحكة" يونس محمود الشهيرة، والتي سأتحدث عنها في السطور التالية من هذا التقرير.

    ولكن، المنتخب العراقي سيدخل مواجهة تصفيات كأس العالم، بوجه "مغاير" تمامًا، ما يجعل الحذر مطلوبًا من الجانب السعودي، بسبب عدة متغيرات صاحبت أسود الرافدين، على مدار 10 شهور منذ قمة "كأس الخليج".

    المنتخب العراقي يدخل المواجهة بقيادة جديدة، من المدرب الأسترالي جراهام أرنولد، الذي يملك خبرة اللعب في المونديال، مع منتخب بلاده، والذي قاد "الكنغر" إلى ثمن نهائي كأس العالم 2022، قبل الخسارة أمام الأرجنتين بهدفين لهدف.

    المدرب أرنولد يعتمد على الانضباط الدفاعي والانطلاقات الهجومية السريعة، ويفضل طرق لعب "4-4-2" و"4-2-3-1" و"4-3-3"، معتمدًا على الأطراف، ومنح أدوار مزدوجة للأجنحة دفاعيًا وهجوميًا، ومساهمة المهاجم في سحب الدفاع، فيما شهد المنتخب الأسترالي "وفرة" في الأهداف تحت قيادته، بتسجيل 119 هدف في 56 مباراة، بمعدل 2.12 هدف في كل مباراة، بينما استقبل 43 هدفًا.

    وفي أربع مباريات للمنتخب العراقي تحت قيادة أرنولد، حقق أسود الرافدين 3 انتصارات وهزيمة وحيدة، فيما سجلوا 4 أهداف واستقبلوا ثلاثة، كما حقق العراق فوزًا "ثأريًا" على الأردن بهدف نظيف، من أجل تعويض الهزيمة التي أقصت الأسود من كأس آسيا على يد النشامى.

    وشارك منتخب العراق في بطولة كأس ملك تايلاند "الودية"، من أجل التحضير لملحق تصفيات كأس العالم، ونجحت كتيبة أرنولد في الفوز باللقب.

    ويملك المنتخب العراقي وفرة في عدد المحترفين في الخارج، حيث استدعى أرنولد 10 محترفين في كأس الملك تايلاند، منهم في الدوري السعودي، على غرار إبراهيم بايش "الرياض" وعلي عدنان "الوحدة".

    ورغم إصابة أيمن حسين، هداف المنتخب العراقي، في مباراة الكرمة وأربيل،، والتي أربكت حسابات أسود الرافدين، إلا أن أرنولد قرر استدعائه لقائمة المنتخب في ملحق التصفيات، نظرًا لدوره الكبير كأحد أبرز الأسلحة، بعدما سجل 32 هدفًا في 85 مباراة دولية.

    في المقابل، بات المنتخب العراقي يعتمد على جهود مهند علي، نجم دبا الإماراتي، والذي تألق في كأس ملك تايلاند بإحراز أهداف فريقه الثلاثة، فضلًا عن صانع الألعاب كيفن يعقوب، الذي وضع بصمته في البطولة أيضًا، ناهيك عن عودة بشار رشن، وزيدان إقبال.

  • أزمة مشتركة ومشكلات "خارج الملعب"

    رغم تاريخ السعودية والعراق، وما شهدته الملاعب من تسجيل أسماء لا تنسى في مسيرة المنتخبين، إلا أن هناك أزمة مشتركة حالية بينهما، كشف عنها خبراء اللعبة في البلدين، وهي أزمة "المواهب الجديدة".

    قبل أيام، ذكر المدرب العراقي عباس عطية، لـ"الرابعة الرياضية"، بأن العراق عادة ما يكون متفوقًا بمنتخبات الفئات العمرية، إلا أن المواهب العراقي تعاني اليوم من قلة الاهتمام وعدم وجود منهجية علمية لرعايتها بشكل سليم، مستشهدًا بنتائج منتخب الناشئين في كأس الخليج، التي أفصحت عن وجود مواهب جديدة.

    البطولة المذكورة شهدت تتويج المنتخب السعودي باللقب، بعد الفوز على الإمارات في النهائي، إلا أن هذا لم يمنع من التنبيه لوجود أزمة أيضًا في رعاية المواهب السعودية، في ظل "محدودية" اللاعبين الذين حصلوا على فرصة الاحتراف الأوروبي - حتى الآن - ومنح مساحة كبرى للعب في المسابقات المحلية، مثل دوري روشن، إلى النجوم الأجانب، سواء الكبار أو المواليد.

    الكرة العراقية لم تخلُ أيضًا من بعض التوتر في الأجواء، خارج الملاعب، يتعلق بانتخابات اتحاد الكرة، والتي كان يُنتظر أن تشهد منافسة على منصب الرئيس، بين عدنان درجال، ويونس محمود، وإياد بنيان، فيما قرر الاتحاد الدولي (فيفا) تعليق الانتخابات التي كانت مقررة في 16 سبتمبر، على خلفية الشكاوى المُقدمة إلى الفيفا والاتحاد الآسيوي، من أعضاء في اللجنة التنفيذية، وأطراف أخرى، خلال الأسابيع الماضية، أفادت بوجود قلق من أداء لجنتي الانتخابات والاستئناف ومدى استقلاليتهما، مع ملاحظات في سير بعض العمليات الانتخابية بالاتحادات الإقليمية والفرعية.

  • FBL-ASIA2007-INA-KSA-IRQAFP

    الموهوب في إخراج الوحش السعودي!

    وبالحديث عن منتخب العراق، يجب أن يكون مقرونًا بالنجم يونس محمود، القائد الوحيد الذي رفع كأس آسيا، في نسخة 2007، والذي أحرز هدف المباراة النهائية أمام السعودية، ليقود أسود الرافدين للقب البطولة الآسيوية.

    المهاجم صاحب الـ56 عامًا، الذي يُمكن القول إنه بات موهوبًا في "إخراج" الوحش الكامن داخل المنتخب السعودي، بعد سلسلة من المواقف "المثيرة للجدل" التي أدخلته في صدام مع جماهير المملكة.

    بخلاف حديثه الجدلي مع ياسر القحطاني، بشأن جائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2007، والتي ذهبت إلى السعودي، وردّه المستمر على شائعات دخوله السعودية بـ"تأشيرة مزارع"، إبان انتقاله إلى الأهلي عام 2013، فإن يونس محمود لديه سجل من الأحاديث التي دائمًا ما أثارت الشارع الرياضي السعودي.

    بعد مباراة ودية جمعت بين المنتخبين في ديسمبر 2010، والتي فاز بها العراق بهدف يونس محمود، خرج المهاجم بتصريح مثير للجدل - وقتها - قائلًا إن كعب الكرة العراقية أعلى وأكبر من نظيرتها السعودية، والمنتخب العراقي في أسوأ حالاته، يتفوق على نظيره السعودي، كما بات يعتقد أن السعوديين أصبحوا دائمًا ما يظهرون أمامهم بغير جاهزية.

    وعاد يونس ليثير الجدل في نسخة كأس "خليجي 26"، بضحكة رد بها على سؤال حول حظوظ العراق في المنافسة على البطولة المُقامة في الكويت، وسط تواجد منتخبات مرشحة للقب في مجموعته، مثل السعودية، ليرد قائلًا "السعودية جاي للقب؟" ثم ضحك.

    نجم المنتخب العراقي حاول إخماد شعلة الغضب، بقوله إنه ضحك لأن تلقى سؤالًا مشابهًا قبل سؤال المراسل السعودي، حول حظوظ المنتخب البحريني في اللقب، وكذلك الكويت، إلا أن كلماته انتشرت سريعًا مثل النار في الهشيم، خاصة وأنه رفض الاعتذار بحجة عدم الاستهزاء أو التجاوز في حق أحد.

    هنا يمكن القول "شكرًا يونس محمود"، لأن كلماته ساهمت في تقديم المنتخب السعودي لأفضل مبارياته منذ الولاية الثانية للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد، بعدما فاز على العراق (3-1)، وأقصى حامل اللقب من كأس الخليج.

    الغضب الذي أعرب عنه لاعبو المنتخب السعودي وقتها، على غرار علي البليهي الذي قال له "إذا أردت أن تتحدث عن الكرة السعودية، عليك أن تقف على قدميك احترامًا لها"، وإشارة عبد الله الحمدان بالتفوه بالكلام، وعلامة الحارس محمد العويس بقص اللسان، وإشارة الخلط من سالم الدوسري، تؤكد أن كلمات يونس كان لها وقع السحر في نفس لاعبي الأخضر، في ليلة تُعد من النوادر التي نامت فيها الجماهير السعودية هانئة منذ قدوم رينارد للمرة الثانية، في ظل نتائج الأخضر المثيرة للجدل.

  • كلمة أخيرة..

    على الورق، يملك المنتخب السعودي عناصر أفضلية على العراق، تتمثل في تاريخ المواجهات، واللعب في جدة، فضلًا عن تفوق المدرب هيرفي رينارد على جراهام أرنولد، في مواجهتين كان الأخير فيهما مدربًا لأستراليا، وحققت السعودية فوزًا وتعادلًا مع الفرنسي.

    رغم ذلك، لا يمكن إغفال خطورة المنتخب العراقي، خاصة وأنه يملك لاعبًا مثل مهند علي "ميمي"، الذي يملك خبرة التسجيل في الشباك السعودية، بـ4 أهداف، فضلًا عن القيادة الجديدة لأسود الرافدين، ناهيك عن "أزمة اللاعب المحلي" التي أشار إليها هيرفي رينارد، في وقت سابق، تتعلق بقلة دقائق مشاركة لاعبي المنتخب في دوري روشن، مقارنة بالأجانب، والخوف من سيناريوهات مُقلقة تعيد للأذهان، خسارة نهائي كأس آسيا 2007 والخروج من ملحق تصفيات مونديال 2010 أمام البحرين.

    ولكن، فوق أرض الميدان، تتغير المعطيات، ويبقى الحافز والمجهود هما العامل الحاسم في نتيجة المباراة، ويبقى أن نشاهد ملحمة رائعة بين السعودية والعراق، بحضور جماهيري غفير، يشعل أجواء المنافسة على تذكرة المونديال.