عاد المنتخب السعودي بنقطة من مواجهة اليابان في الجولة الثامنة من تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
Getty Images Sportاليابان والسعودية | نجاح وفشل لرينارد، ولقطة دفاعية غريبة، والنقطة المضيئة الوحيدة للأخضر في المباراة
المهمة ازدادت تعقيدًا!
لم يستطع المنتخب السعودي العودة من مواجهة اليابان بأكثر من التعادل السلبي، والذي رفع رصيده إلى 10 نقاط، فيما عزز المتصدر صدارته بـ20 نقطة وقد ضمن التأهل بالفعل.
النقطة قد تكون إيجابية في نظر البعض لظروف وعوامل عديدة، لكن لاشك أن ضياع نقطتين زاد من مهمة الأخضر في التأهل المباشر للمونديال صعوبة وتعقيدًا.
السعودية باتت بحاجة لتحقيق الفوز على البحرين خارج ملعبها، وأي نتيجة بخلاف ذلك ستجعل المباراة الأخيرة دون جدوى، ومن ثم وعند تحقيق الفوز يجب أن تهزم أستراليا في اللقاء الأخير في قلب المملكة.
أستراليا حققت الفوز على الصين بهدفين نظيفين ورفعت رصيدها إلى 13 نقطة! وهذا جعل الأخضر ينتظر هدية ثمينة من اليابان في الجولة القادمة وإلا ستكون مباراة نهائية أمام الكنغر في الجولة الختامية.
Getty Images Sportرينارد حقق ما أراد لكنه لم ينجح فيما أراد!
كان واضحًا منذ إعلان التشكيل الأساسي وطريقة اللعب 3-4-3 أن المدرب هيرفي رينارد يود اللعب بأسلوب دفاعي للخروج بنقطة التعادل، وقد حقق ما أراد بالفعل لكنه لم ينجح فيما أراد! كيف هذا؟ سأخبركم ..
المنتخب السعودي أراد اللعب بأسلوب دفاعي وإبعاد الخطر الياباني عن مرماه، لكن هذا لم يحدث أبدًا .. لأن أصحاب الملعب تمتعوا بخطورة كبيرة جل فترات المباراة، وصنعوا عدة فرص خطيرة جدًا ولولا العارضة ونواف العقيدي لخرجوا بالنقاط الكاملة وخسر رينارد كل شيء، ولذا هو لم ينجح فيما أراد وهو تفادي خطر الهجمات اليابانية.
أما الحصول على النقطة بشيء من الحظ وتوفيق العقيدي فهو ما جعل المدرب الفرنسي يُحقق ما يُريد وهو نقطة التعادل، والتي كانت مرشحة للضياع في أي لظة منذ الدقيقة الأولى حتى الأخيرة من المواجهة.
لقطات دفاعية غريبة وغياب هجومي تام
شيء غريب جدًا على الجانب الدفاعي شهدته المباراة اليوم، وهو اختراق الدفاع الثلاثي السعودي من عمق الملعب بالتمريرات الطويلة والبينية، حدثت مرة والعارضة تدخلت ومرة ثانية والعقيدي تدخل!
الغرابة في تلك اللقطات هي كيفية غياب العمق الدفاعي عن المنتخب رغم اللعب بـ3 مدافعين! هذا يعود لاختيار رينارد اللعب بخط دفاع ثلاثي لكن على خط واحد دون تأخر أحدهم لعب دور الليبرو، وتلك كانت مغامرة خطيرة وقد فشلت تمامًا والسبب فارق السرعة بين المدافعين السعوديين والمهاجمين اليابانيين وكذلك ذكاء الخصم في التحرك دون كرة وخاصة في المساحات الضيقة بين اللاعبين.
ذلك دفاعيًا، أما هجوميًا فالوضع كان مخجلًا تمامًا! كان صفرًا كبيرَا! تسديدة واحدة طوال اللقاء وخارج المرمى .. التسديدات على المرمى كانت صفر! الفرص كانت صفر! دقة التمريرات كانت 53%!
النقطة الجدلية هي أننا لا نعلم هل نلوم الثلاثي الأمامي أم نعذرهم لأن رينارد ظلمهم بطريقة لعبه واستراتيجية أدائه! لكن المؤكد أن ثلاثية سالم الدوسري ومروان الصحفي وفراس البريكان وتوظيفهم وترتيبهم في الملعب بحاجة إلى مراجعة كبيرة جدًا من المدرب خاصة أن كلًا منهم يقدم أداءً جيدًا مع فريقه.
Getty Images Sportالنقطة المضيئة
رغم ذلك الأداء السيئ، إلا أن النقطة المضيئة في المباراة بجانب نقطة التعادل هو أداء بعض اللاعبين على المستوى الفردي، وأبرزهم جهاد ذكري وفيصل الغامدي وعلي مجرشي والحارس نواف العقيدي ونواف بوشل.
ذكري ومجرشي تحديدًا قدما مباراة ممتازة على صعيد التدخلات الدفاعية وإفساد الهجمات اليابانية، والأرقام أنصفتهما، فالأول فاز بـ5 مواجهات مباشرة من أصل 7، والثاني بـ7 من 11.
تلك المجموعة من اللاعبين أثبتت أن دوري روشن السعودي ممتلئ بالنجوم الجيدين القادرين على دعم الأخضر وقت الحاجة، وأن التواجد في الملعب أهم كثيرًا من الاسم والفريق الذي يلعب له اللاعب!