Jose Mourinho GFXGetty/Goal composite

لعنة السخرية من كرويف.. "منامات جوزيه مورينيو" تحكي رحلته!

كمتابع لكرة القدم منذ بداية القرن الحادي والعشرين، يمثل اسم جوزيه مورينيو بالنسبة لي قيمة مختلفة، حتى لو لم أكن من عشاقه أو عشاق اي فريق دربه.

لكن يظل لهذا الاسم بريقه المختلف، مورينيو هو واحد ممن غيروا تاريخ كرة القدم وبصموا على العديد من اللقطات الفارقة بها.

لذلك حين أطلق “سبيشيال وان” تصريحه الأخير الذي قال فيه إنه “ينام في بعض الأحيان في داخل نادي فنربخشة” لأنه لا يملك الوقت من فرط العمل، استقبلت الأمر بشيء من الشفقة، وكثير من النوستالجيا.

“نوستالجيا” متابع رصد “منامات جوزيه مورينيو” منذ وقت طويل، الحق أن هذا الرجل يعتبر النوم عنصرًا فارقًا في حياته، ولا أبالغ إن قلت إن كل مرحلة من مراحل مسيرة جوزيه مورينيو الكروية، لها من بين تصريحاته ما يعبر عن مناماته فيها، وأن وصف مورينيو للنوم عادة ما يصف كل مرحلة من مراحل مسيرته.

  • Cruyff mourinhoSocial Media

    2010.. لا أستطيع النوم بسبب كرويف!

    في 2010، كان السجال الأول الذي استخدم فيه جوزيه مورينيو النوم كسلاح للرد على المنتقدين، وحينها كان منتقده أسطورة بحجم يوهان كرويف.

    آنذاك، كان مورينيو مدربًا لريال مدريد يريد زعزعة عرش برشلونة الذي كان قد حقق السداسية التاريخية قبل عام، حاول كرويف شن حرب نفسية على مورينيو قائلًا إنه “لم يعتقد في أي وقت من الأوقات أن مورينيو خيار صالح لتدريب برشلونة”.

    حينها رأى مورينيو أن يتهكم في المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة ريال مدريد وبرشلونة، وقال: “هل ترون الهالات السوداء تحت عيني؟ إنها من قلة النوم بسبب ما قاله كرويف عني!”.

    هكذا كان مورينيو في 2010، حصد الثلاثية لتوه مع إنتر، وجاهز لملاعبة أي خصم بتصريحاته، ينام جيدًا ويتهكم على من يقولون عكس ذلك!.

  • إعلان
  • Jose Mourinho Chelsea 2015-16Getty

    2015.. أنام جيدًا ولا أخشى على وظيفتي!

    في 2015 بدأت الأمور تختلف بالنسبة لمورينيو، بات وجوده في أندية الصفوة أمرًا يحتاج إلى إقناع كبير، حتى لو كان يدرب في تشيلسي النادي الذي يعد بالنسبة للكثيرين أهم مدرب وطئت أقدامه ملعبه.

    في تشيلسي، كانت العودة مرة أخرى لمورينيو، بطموحات كبيرة حصد فيها لقبين أحدهما على مستوى الدوري والآخر على مستوى كأس الاتحاد، لكن كانت الشكوك تساور الجميع حول مستقبله مع مطلع موسم 2015-2016.

    ورغم أن مورينيو كان قد جدد عقده للتو مع تشيلسي، إلا أن انطلاقته المزرية بخسارة 9 من أول 16 مباراة مع البلوز، والخلافات مع اللاعبين والإدارة، جعلت البرتغالي يختبر بكثافة مفهوم “أن تكون تحت مقصلة الإقالة”.

    لذلك في نهاية شهر أكتوبر 2015، وبعد إحدى الخسائر التي مني بها تشيلسي، قال مورينيو: “أنا أنام جيدًا ولا تساورني الشكوك حول وظيفتي، وأركز أن لدي عائلة رائعة!”.

    الآن بات مورينيو الذي كان لتوه يتهكم على من يقولون إن النوم طار من عينيه، يؤكد للكل أنه لا يفكر في الإقالة.. اختلاف كبير في 5 سنوات.

  • 2016.. السخرية من “الملائكة!”

    في 2016، حين كان مورينيو في مستهل تجربته مع مانشستر يونايتد، لم يكن يدري آنذاك أن الإنسان قد ينام مرهقًا أثناء عمله، سيتكرر معه هذا بعد ذلك كثيرًا.. لكن على مورينيو أن يمارس هوايته المفضلة تجاه أي شخص.. السخرية.

    سخر مورينيو في مؤتمر صحفي خاص بمباراة الدرع الخيرية 2016 ضد مانشستر سيتي من أحد الصحفيين الذين حضروا المؤتمر، والذي أوقعه حظه الأسود في طريق مورينيو يحظى بالتركيز الشديد.

    رآه وهو نائم في المؤتمر، ترك الكرة وترك الفنيات وقال بوضوح: “من الرائع أن أشاهد هذا الرجل اللطيف هناك وهو نائم مثل الملاك!”.

    شهور قليلة ستجعل مورينيو يعيد التفكير في “النوم إرهاقًا”.. سيعيد التفكير في الأمر برمته!.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • يناير 2017.. أرهقه التعب!

    في يناير 2017، شوهد مورينيو نائمًا بينما توقفت السيارة التي تقله لمقر تدريبات مانشستر يونايتد، يبدو أنه سهر تحضيرًا لمباراة ستوك سيتي في الدوري الإنجليزي!.

    يوقظه السائق الخاص داخل المدينة الرياضية للشياطين الحمر، ويخبره أن عليه أن يبدأ يومًا تدريبيًا جديدًا، بات يبدو أن الرجل البالغ من العمر 54 عامًا قد بدأ يناله الإرهاق.

  • مايو 2017.. النوم هاربًا!

    في مايو 2017، عقد جوزيه مورينيو أقصر مؤتمر صحفي في التاريخ، حين مكث في قاعة المؤتمر 6 ثوان فحسب منتظرًا حضور الصحفيين وأسئلة العدد القليل الحاضر من بينهم، فلما لم يأته أي سؤال انصرف مسرعًا!.

    رصدته الكاميرات آنذاك مستقلًا قطارًا عائدًا إلى العاصمة لندن، كان في طريقه لرؤية عائلته، وحينها أعطى لنفسه العنان ونام ملء جفنيه!

    نام مورينيو مرهقًا، على الأقل كان يريد الهروب لساعتين من التفكير في الخطط المتعلقة بمباراة فريقه مانشستر يونايتد الهامة ضد اياكس في نهائي الدوري الأوروبي، والتي يريد الفوز بها كي يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا ويعود مرة أخرى إلى النخبة، وهو ما حدث بالفعل.

    هنا يهرب مورينيو بالنوم.. يهرب من واقع السفينة التي بدأت طريقها نحو الغرق!.

  • Jose Mourinho Manchester United CityGetty Images

    ديسمبر 2017.. سيد مورينيو: كيف تنام قبل المباريات الكبيرة؟

    كان 2017 عامًا تاريخيًا فيما يتعلق بـ”منامات مورينيو”.. ولذلك كان لزامًا أن يضع في نهايته حكمته النهائية حول هذا الأمر.

    قبل ديربي مانشستر رقم 175 ضد السيتي، خرج مورينيو في حوار صحفي لشبكة “سكاي” كان من الجيد لنا أن يسأله الصحفي قائلًا: سيد مورينيو.. كيف تنام قبل مباراة كبيرة؟.

    أجابه مورينيو: “بشكل جيد جدًا، لا أنام بعدها ولكني أنام جيدًا قبلها، بعد 90 دقيقة من الأدرينالين وإعمال عقلي في كل شيء، ما الذي سار بشكل جيد، وما الخطأ الذي حدث، هل يمكننا التنافس بطريقة أفضل؟ كم كان الأمر رائعًا؟ إنه وقت للتفكير.. وحتى لو حاولت الراحة لن أستطيع لأنني في أغلب الأحيان يكون لدي بضعة أيام قبل مباراة أخرى، ويجب أن أفكر في المباراة التالية، فأنا لا أنام جيدًا بعد المباراة الكبيرة، لكن الليلة التي تسبق المباراة لا تهمني، أنام فيها مثل الملاك!”.

  • Jose Mourinho Tottenham 2019-20Getty Images

    فبراير 2020.. لم ينس المزاح!

    رغم أن مسيرة مورينيو بدأت تأخذ المنعطفات الأخطر، ونحن هنا نتحدث عن عام 2020 حين كان مدربًا لتوتنهام يطمح أن يحرز أول ألقابه على الإطلاق معه ويحدث ضجيجًا هائلًا يليق بمورينيو، إلا أنه لا يزال قادرًا على المزاح!

    حينما سئل عن سر حلاقته لشعره بالكامل وهو الذي لم يفعل ذلك أبدًا.. قرن ذلك بالنوم أيضًا، فقال مازحًا: “أرغب في بعض الأحيان أن أشعر ببعض البرودة. الحقيقة أنه غلبني النعاس وأنا عند الحلاق، فاستيقظت لأرى نفسي بهذا الشكل!”.

  • نوفمبر 2020.. سأشاهد برشلونة وأنام!

    في نوفمبر 2020، كان توتنهام قد أسقط لتوه مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي في المباراة التي اشتهرت منها محاضرة البرتغالي للاعبيه بين الشوطين والتي طالبهم فيها أن يكونوا “أوغادًا” على حد تعبيره.

    خرج من المباراة سعيدًا للغاية، تخفف من ضغط كبير لأنه كان على صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي في ذلك التوقيت، مكانة ربما افتقدها من سنوات عديدة.

    كان النوم عنوانًا لحالته أيضُا، قرنه بمباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد في الليجا حين قال: “لم يتوقع أحد أن نصل إلى هذا المركز حين أتينا، حاليًا سأستريح، سأشاهد مباراة أتلتيكو مدريد وبرشلونة وأنام مثل الملائكة!”.

  • 2022.. الآن أتنفس الصعداء نومًا!

    كان جوزيه مورينيو في مرحلة ضغط كبيرة بأول مواسمه في روما، حين حصد بطولة دوري المؤتمر الأوروبي كان يعلن لأوروبا كلها أنه يستطيع المنافسة على الألقاب القارية مجددًا.

    كان كمن خرج من مصباح سحري مضغوط، يريد أن يخبر العالم أنه قادم مجددًا لأندية الصفوة.

    كيف عبر عن كل هذه المشاعر؟ لن تصدق.. بالنوم!

    ألبوم صور عبر “إنستجرام” نشره مورينيو لنفسه وأعضاء فريقه التدريبي بينما هم نيام.. يا لارتباط النوم لدى مورينيو بحالته!.

  • Mourinho Dybala RomaGetty

    2023.. لا للسعودية.. أنام سعيدًا بسبب ديبالا!

    في ذروة العروض المقدمة له من الدوري السعودي، كان مورينيو سعيدًا في روما، سعادة لن تلبث أن تتحول إلى نقمة بعد أشهر حين يقيله الذئاب، لكنها سعادة حقيقية عبر عنها بالنوم كعادته!.

    قال مورينيو: “أنام بشكل جيد الآن ولا أفكر في العروض السعودية، أنام مطمئنًا لوضعية لاعبنا باولو ديبالا في الصيف” يعني بقاء الأرجنتيني في صفوف الجيالوروسي.

  • 2024.. أنام داخل النادي!

    آخر تصريحات مورينيو عن النوم هي ما بدأنا به موضوعنا، استعراض تاريخ “منامات مورينيو” سيخبرك كم من القاسي أن يخرج رجل بكل هذا “الإيجو” ليخبرك أنه “لا يجد الوقت ليكف عن التفكير في التدريب”.

    استعداد مورينيو للنوم في مقر التدريبات ليس أمرًا جديدًا، لقد فعل ذلك من قبل في توتنهام، قال إنه يفعل ذلك “مرتديًا البيجاما” في إشارة إلى العلاقة التي تتنامى بينه وبين الأندية التي يدربها.

    نام ذات مرة داخل النادي، لأن المفاوضات مكثت حتى ساعة متأخرة من الليل بشأن تجديد عقده مع “السبيرز”.

    لكن حين يقول مورينيو بوضوح إنه “ينام داخل نادي فنربخشه” في كثير من الأوقات ولا يغادر إلى منزله، لأنه يفكر طوال الليل، فإن هذا يخبرك بشكل كبير ما كم العمل الدؤوب الذي يبذله مورينيو كي يعود إلى الواجهة الأوروبية من جديد.

    جوزيه مورينيو: أعمل 12 ساعة.. وأنام داخل النادي!

    رغم كل هذه الحالة، لن يكف مورينيو عن المشاكسة، يشاكس مساعده في فنربخشة، ويقول إنه لن يستطيع النوم قبل مباراة جلطة سراي، بينما لن تمثل له تلك المباراة سوى “أسبوع اعتيادي”.. مهما قست عليه الدنيا يظل مورينيو بروح المشاكسة التي أدمنها، كي يعود مورينيو الأول.. الذي لا يقلق أسطورة بحجم يوهان كرويف منامه!.

0