اختفاء "صنّاع التاريخ" في نفق الدوريات الصغري .. سلمان الفرج يرفض الكبار وحارس النصر يفضّل الدرجة الثانية!

لم تكن قصة سلمان الفرج مع الهلال، على مدار 16 عامًا فقط في الفريق الأول، بل تعود إلى سنوات بين درجة الشباب والأولمبي، فنحن نتحدث عن لاعبٍ قضى عمره الكروي كاملًا في الهلال، وكان ضمن قائمة لاعبي "الفريق الواحد"، قبل أن يتخذ قرار الرحيل، ويعلن مغادرة قلعة الزعيم، بعد مسيرة تاريخية شهدت تتويجه بـ23 بطولة، أبرزها 8 ألقاب في الدوري السعودي، و5 ألقاب بكأس خادم الحرمين الشريفين، ولقبين في دوري أبطال آسيا.

وعقب نهاية موسم 2023-2024، أعلن نادي الهلال عن رحيل سلمان الفرج، رغم تبقي عام في عقده، دون توقيع مخالصة مالية، فيما ارتبط اسم الفرج برغبة عدد من الأندية في التعاقد معه، على رأسها الأهلي والقادسية والشباب والنصر، وذكرت تقارير بأن الهلال اشترط على الفرج بعدم التوقيع لأحد أندية الصندوق، للموافقة على رحيله.

وانتقل الفرج رسميًا إلى صفوف نيوم، الصاعد حديثًا إلى دوري يلو للدرجة الأولى، بعقد لمدة موسمين، حتى صيف 2026، براتب يقدر بمبلغ 20 مليون ريال سنويًا، ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ المسابقة، كما قامت إدارة يلو بدفع مبلغ 10 ملايين ريال، قيمة المدة المتبقية في عقده مع الهلال.

كانت خطوة مفاجئة من حارس قضى 18 عامًا بين صفوف الشباب والنصر، أن يقرر اتخاذ خطوة جديدة، باللعب في دوري الدرجة الثانية، وهو الحارس وليد عبد الله، صاحب الـ38 عامًا، الذي رحل عن النصر مع نهاية موسم 2023-2024، بعد 7 سنوات قضاها مع الأصفر، وقبلها 11 عامًا في الشباب، متوجًا مسيرته بـ7 ألقاب.

وليد عبد الله، توج بلقب الدوري السعودي (3 مرات) وكأس خادم الحرمين الشريفين (3 مرات) وكأس السوبر السعودي، كما مثّل المنتخب الوطني الأول في 69 مباراة دولية، وشارك في عدة بطولات، مثل كأس آسيا وبطولة خليجي وتصفيات كأس العالم.

وبعد رحيله عن النصر، قرر وليد عبد الله الانتقال إلى فريق الدرعية، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، والذي كان قريبًا من التأهل إلى دوري يلو للدرجة الأولى، في الموسم الماضي، قبل الخسارة أمام الزلفي الذي انتزع البطاقة الأخيرة في رحلة الصعود.

بعد 11 شهرًا من إعلانه الرحيل عن الأهلي، توقع الجميع بأن الحارس ياسر المسيليم، قرر اعتزال الملاعب في صمت، وأن الأمر كان ينقصه الإعلان الرسمي فقط، بعد رحلة استمرت 21 عامًا في جدران الراقي.

ياسر المسيليم، الذي توج مع الأهلي بثلاثية الدوري وكأس الملك والسوبر بموسم 2015-16، وقاد المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2018، وحمل درع دوري يلو للدرجة الأولى، ليعلن تتويج فريقه باللقب، غاب عن الملاعب لمدة 11 شهرًا، قبل أن يعود بشكل مفاجئ، ليقرر الاستمرار في الملاعب، مع بلوغه سن الأربعين.

ووقع المسيليم على عقود الانتقال إلى نادي جدة، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى، لمدة موسم رياضي واحد.

صاحب أسرع هدف في تاريخ كرة القدم (غير معترف به من قِبل الفيفا)، بإحرازه هدف بعد ثانيتين فقط في مباراة للهلال ضد الشعلة في كأس الأمير فيصل تحت 21 عامًا، خلال عام 2009، قبل إلغاء المباراة لقيام الهلال بإشراك 6 لاعبين تزيد أعمارهم عن 21 عامًا في اللقاء.

نواف العابد، الذي قضى 11 عامًا في أرجاء نادي الهلال، توج خلالها بـ14 بطولة، ثم انتقل إلى الشباب الذي قرر فسخ عقده في 2023، قرر قضاء فترة قصيرة في دوري الدرجة الأولى، بعد انتقاله إلى القادسية، ليقضي 4 شهور بدوري يلو، شارك خلالها في 3 مباريات فقط، وصنع تمريرة حاسمة، قبل أن يتوج مع فارس الشرقية باللقب.

وبعد تأهل القادسية إلى دوري روشن للمحترفين، تقرر رحيل نواف العابد، والذي انتقل بدوره إلى نادي الرياض في الميركاتو الصيفي الجاري.

وخاض العابد، صاحب الـ34 عامًا، 303 مباراة رسمية خلال مسيرته الكروية مع مختلف الأندية، سجل خلالها 45 هدفًا وصنع 53 تمريرة حاسمة، كما وقع على 9 أهداف في 57 مباراة دولية مع منتخب السعودية، وشارك في مباراتين بكأس العالم 2022، ليعود لخوض 3 مباريات فقط مع الشباب قبل رحيله إلى الدرجة الأولى.

من ينسى بصمة البيروفي أندريه كاريو مع الهلال، على مدار 4 أعوام؟ هذا (العقرب) الذي سجل هدفًا في شباك أوراوا، في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا 2019، أو الأرجنتيني لوسيانو فييتو، الذي رد على الانتقادات بأداء تاريخي في كأس العالم للأندية 2022، بتسجيله 3 أهداف، منها ثنائية في شباك ريال مدريد الإسباني في النهائي، ليتوج بالكرة البرونزية كثالث أفضل لاعبي المونديال.

وبينما كان الهلال يستعد لكتابة التاريخ، تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جورج جيسوس، بثلاثية الدوري وكأس الملك والسوبر، و34 فوزًا متتاليًا منح الزعيم رقمًا قياسيًا في موسوعة جينيس، تقرر رحيل كاريو وفييتو إلى مشروع القادسية، الذي كان يخوض رحلة الصعود في الدرجة الأولى.

وشارك كاريو وفييتو في تتويج القادسية بلقب دوري يلو، فيما يستعد البيروفي لمواصلة مسيرته مع الفريق بعد العودة إلى دوري المحترفين، بينما تقرر إنهاء التعاقد مع فييتو.

يأتي الحديث هنا عن اثنين من كبار نجوم الاتحاد في المواسم الماضية، وهو المصري أحمد حجازي، الذي قدم من وست بروميتش الإنجليزي، ليصبح القائد المُلهم للعميد والحاجز الدفاعي الصلب، الذي رفع كأس دوري روشن السعودي، خلال موسم 2022-2023.

أما عن الثاني، فهو الهداف البرازيلي رومارينيو، الذي انتقل للاتحاد في 2018، قادمًا من الجزيرة الإماراتي، وسجل 93 هدفًا وصنع 30 تمريرة حاسمة في 213 مباراة رسمية بقميص النمور، وكانت له بصمته اللامعة في نهائي بطولة كأس محمد السادس للأندية العربية، أمام الرجاء، بتسجيل (هاتريك) في مباراة تاريخية انتهت بالتعادل (4-4)، ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت للفريق المغربي.

وفيما كان الاتحاد يلجأ لتغيير دمائه بعد موسم كارثي شهد خروجه من كافة البطولات، في الموسم الماضي، قرر العميد توديع حجازي ورومارينيو، لينتقل اللاعبان إلى صفوف نيوم في الدرجة الأولى، بعقد لمدة موسمين، على أمل تحقيق حلم الصعود إلى دوري المحترفين.

وبالعودة إلى سجلات نجوم كرة القدم السعودية، فإننا نجد كبار النجوم الذين قرروا خوض تجربة اللعب في الدوريات الصغرى، مثل محمد الخليوي، الذي يعد أحد أساطير الاتحاد والمنتخب السعودي، والذي مثّل الأخضر في 163 مباراة دولية، شارك خلالها في كأس العالم وآسيا والأولمبياد، والذي اختتم مسيرته في نادي أحد، بالدرجة الأولى، في الفترة بين 2006 و2009، وهو الأسطورة الراحل الذي وافته المنية في يونيو 2013 عن عمر يناهز 41 عامًا.

ونستعيد أيضًا ذكريات المهاجم عبيد الدوسري، الذي يعد أحد الهدافين التاريخيين في الكرة السعودية، والذي تألق بقميصي الوحدة والأهلي، وكان هداف كأس العرب 1998 مع المنتخب الوطني وهداف تصفيات كأس العالم 2002، والذي أنهى مسيرته في نادي ضمك، خلال الفترة بين 2005 و2007، وكان الفريق حينها يلعب في الدرجة الأولى.