بعد طرد دين هاوسن في الدقيقة 32، كان من المتوقع أن ينهار ريال مدريد تحت ضغط ريال أرينا الرهيب، لكن ما حدث كان العكس تمامًا وأثبت أن هذا الفريق يمتلك شخصية الأبطال.
هذا الصمود الملحمي لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتاج قراءة تكتيكية عبقرية من ألونسو، الذي أدار المباراة من على الخط بسلسلة من التبديلات الدفاعية المحسوبة التي كانت بمثابة درس في إدارة الأزمات:
بدأ المدرب بحقن طاقة لا نهائية في خط الوسط بإشراك فيديريكو فالفيردي بدلاً من براهيم دياز مع بداية الشوط الثاني لزيادة المجهود البدني والقتالية.
ومع تزايد الضغط، زاد من الصلابة الدفاعية بإدخال قلب دفاع صريح وهو راؤول أسينسيو بدلاً من سيبايوس وفران جارسيا بدلًا من فينيسيوس ثم عالج إرهاق الأطراف بتجديد الدماء عن طريق ترينت ألكساندر-أرنولد مكان كارباخال المنهك، وأخيرًا، أغلق كل المنافذ تمامًا في الدقائق الأخيرة بإشراك الخبير دافيد ألابا مكان صاحب الخصائص الهجومية جولر.
هذه التبديلات حوّلت ريال مدريد إلى حصن منيع، فرغم استحواذ سوسييداد على الكرة بنسبة 62% وتسديد 21 كرة، نجح الفريق في الحفاظ على تماسكه، وهو ما تظهره الأرقام بوضوح: 29 كرة مشتتة، و10 اعتراضات ناجحة، و12 ركلة ركنية للخصم دون خطورة.
لقد كانت ليلة تحولت فيها خطة اللعب من السيطرة إلى فن المعاناة، وأثبت فيها ريال مدريد أنه يملك ليس فقط النجوم، بل العقلية والتنظيم التكتيكي للفوز في أقسى الظروف.