البطل المحلي! .. ترينت ألكسندر أرنولد "جوكر" ليفربول ومنتخب إنجلترا

تألق أرنولد، مؤخرًا يرجع إلى إصلاح خط الوسط وتغيير دوره فهو ليس فقط نائب قائد ليفربول الجديد ولكنه "بطلهم الهجين" المحلي، فهو ظهير أيمن يتمتع بحرية الدخول إلى خط الوسط والتأثير وبدأ كل شيء في مواجهة مانشستر سيتي.

قرر يورجن كلوب، مدرب ليفربول خلال مباراة الفريق ضد آرسنال يوم 9 أبريل الماضي، اللعب بألكسندر أرنولد كـ "ظهير مقلوب"، وكان يلعب في مركزه كظهير أيمن عندما لا يمتلك ليفربول الكرة، ولكن عندما تكون الكرة معهم يتقدم إلى خط الوسط ليشكل محورًا مزدوجًا جنبًا إلى جنب مع فابينيو ويتم اللعب بخطة 3-2-2-3.

ونجحت الخطة وعاد ليفربول من تأخره بنتيجة 2-0 ليتعادل مع آرسنال ثم بدأ سلسلة انتصارات في سبع مباريات متتالية، وأصبح واضحًا مزايا مشاركة أرنولد كلاعب خط وسط مساعد، فقد صنع سبع تمريرات حاسمة في آخر 10 مباريات لليفربول في الدوري الإنجليزي، وقبل تعديل مركزه كانت مساهمته اثنتين فقط.

وقال ألكسندر أرنولد: "شعرت أنني أستطيع السيطرة في مركز الظهير الأيمن، لكن هذا كان بُعدًا آخر في لعبتي كيف يمكنني أن أتطور؟ هذا ما كنت أبحث عنه التطور".

وبعد عامين من اختيار مدرب إنجلترا جاريث ساوثجيت لأول مرة لألكسندر أرنولد في خط الوسط، في مباراة تصفيات كأس العالم ضد أندورا، تجدد الجدال حول أفضل مركز للاعب البالغ من العمر 25 عامًا.

تألق أرنولد، مع منتخب إنجلترا في مركز خط الوسط ضد كل من مالطا ومقدونيا الشمالية، ورغم تعاقد ليفربول مع أليكسيس ماك أليستر، ثم دومينيك سوبوسلاي، والتدعيمات الأخرى بعد ذلك في مركز خط الوسط، إلا أن كلوب يصر على تجربة ألكسندر أرنولد، وساعده على ذلك نتائج الفريق الإيجابية على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن صلابة الدفاع ولكن آرسنال هو الفريق الوحيد الذي استقبل أهدافًا أقل من ليفربول حتى الآن هذا الموسم.

وكانت الفوائد الهجومية للتحول أحيانًا إلى خطة 3-2-2-3 واضحة للجميع، ومع معاناة ليفربول أمام فولهام يوم الأحد الماضي، دفع كلوب بألكسندر أرنولد في خط الوسط وأشرك جوميز، كظهير أيمن.

وأحرز ألكسندر أرنولد، هدفًا قاتلًا ليقود ليفربول للفوز بنتيجة 4-3، وقال كلوب للصحفيين بعد ذلك: "أنت فقط تحاول تغيير شيء لتحسين نفسك، ولجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للخصم أيضًا، واليوم نجحنا".

هل الأفضل لليفربول أن يلعب بألكسندر أرنولد في الوسط دائمًا؟ لأنه إذا تحرر من الأدوار الخاصة بمركزه كظهير أيمن سيفيد الريدز كثيرًا.

وقال ستيف ماكمانامان، جناح الريدز السابق، لموقع "جول" :"يتمتع أرنولد، بالموهبة للعب في خط الوسط فجودة تمريراته لا تصدق، فهو جيد مثل أي لاعب في الدوري الإنجليزي".

وأضاف جاري نيفيل الناقد في سكاي سبورتس، أن ليفربول لديه "ديفيد بيكهام أو كيفين دي بروينه في مركز الظهير الأيمن".

وقال أرنولد سابقًا: "باعتباري ظهيرًا لليفربول، لدي الحرية في الدخول إلى المناطق المركزية وخلق الفرص من مساحة النصف الأيمن والنزول على خط التماس ووضع العرضيات وخلق الفرص والحصول على التمريرات الحاسمة على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية، ومع منتخب إنجلترا الأمرمختلفًا فيما يتعلق بما يريده المدرب من الظهيرين".

وتابع: "أعتقد أن كلا النظامين يسمحان لي بالتواجد في نفس المراكز والتحكم في إيقاع المباراة هو أهم شيء بالنسبة للاعب مثلى، لذا ا يتعلق الأمر كثيرًا بما إذا كنت ظهيرًا أم لاعب خط وسط أنا مجرد لاعب يحتاج إلى الاستحواذ على الكرة وتنسيق المباراة".

لقد سجل ألكساندر أرنولد، هدفين هذا الموسم وهو نفس العدد الذي سجله في كل من المواسم الثلاثة الماضية وكانت الركلة الحرة الرائعة التي ارتدت من ظهر حارس مرمى فولهام يوم الأحد الماضي ضمن أربع تمريرات حاسمة في جميع المسابقات له، وفقط محمد صلاح وداروين نونيز لديهما المزيد مع ليفربول هذا الموسم.

وقد اعترف كلوب بعد مباراة فولهام بأن ليفربول يعاني عندما يتحرك ألكسندر أرنولد، وقال: "توم كيرني كان يراقب ترينت بقوة لذا عندما كان أرنولد في خط الوسط في المراحل الأخيرة كان من المفيد أن لدينا جوميز، على الجناح، ولست متأكدًا من عدد التمريرات العرضية التي أرسلها جوي في النهاية وكان على فولهام أن يعود مجددًا ولم ينجح الأمر معهم ولهذا السبب تمكنا من الفوز بالمباراة".

وقال ماكمانامان لموقع "جول": "أعتقد أنه عندما يهيمن ليفربول ويحاصر الفرق، يجب على أرنولد أن يتحرك إلى الداخل، لأن ذلك يمنح ليفربول فرصة لهزيمة الخصوم، إنه سلاح مفيد جدًا لاستخدامه ضد فرق معينة، في أوقات معينة، لأنه يمنحك ميزة عددية في أهم منطقة بالملعب".

ويريد كلوب، أن يستمر ألكسندر أرنولد في تغطية الجهة اليمنى، ويتقدم أيضًا إلى خط الوسط كلما سنحت الفرصة له وقال مدرب ليفربول: "نحن نعلم أنه قادر على اللعب في مركز الوسط لكن إذا وضعناه هناك بشكل دائم سنفقد أحد أفضل لاعبي الظهير الأيمن في العالم، لذا يجب ألا ننسى ذلك".

قد يجادل منتقدو ألكسندر أرنولد، بأنه ليس مدافعًا جيدًا بما يكفي ليتم اعتباره ظهيرًا أيمنًا عالميًا ومنذ بداية هذا الموسم احتل نجم ليفربول المركز الرابع في الفريق من حيث عدد التدخلات، وفقط سوبوسلاي، استعاد الاستحواذ على الكرة مرات أكثر منه.

وقال كافو، قائد البرازيل ومن أفضل لاعبي الظهير الأيمن في العالم لصحيفة "جازيتا ديلو سبورت" عن سبب جلوس ألكسندر أرنولد، على مقاعد البدلاء في مونديال قطر العام الماضي: "أنا لا أفهم الانتقادات، لديه كل شيء الجودة والمراوغة والسرعة، لكنها دائمًا نفس القصة يقولون إنك لست دفاعيًا بما فيه الكفاية وستظل خارج الفريق اعتاد بعض الناس أن يقولوا الشيء نفسه عني وعن روبيرتو كارلوس".

أكد جاري نيفيل، أن ألكسندر أرنولد يجب عليه تحسين الجانب الدفاعي، وقال أن هدفه ضد السيتي، يوضح تطوره، وخلال حديثه لشبكة سكاي سبورتس أوضح: "في أيامي، كان الأمر يتعلق بـ "العودة إلى مركزك" والدفاع بشكل صحيح، ولكن في الوقت الحاضر أصبح الدور مختلفًا تمامًا تفكيره الأول دائمًا هو كيفية التأثير على الكرة أثناء تقدمه للأمام".

وأصبح من الواضح الآن أن ساوثجيت وكلوب، مهتمون فقط بالحصول على أفضل النتائج من أحد أكثر لاعبي كرة القدم موهبة لإنجلترا، وقد يعني ذلك إشراك ألكسندر أرنولد في خط الوسط الثلاثي جنبًا إلى جنب مع ديكلان رايس وجود بيلينجهام، كما قال جيمي كاراجر.

وبالنسبة لليفربول، فإن الدور المزدوج لأرنولد، يعمل بشكل جيد فكلوب ليس محافظًا مثل ساوثجيت كما أنه لا يمتلك خيارات كثيرة في مركز الظهير الأيمن مثل منتخب إنجلترا.

إنه حمل ثقيل بالطبع، وسيحتاج إلى المساعدة، خاصة فيما يتعلق بالتغطية خلفه من إبراهيم كوناتي، وسيتم ارتكاب المزيد من الأخطاء، لكن المخاطرة تستحق والجدال سيظل قائم حول الأفضل لأرنولد في اللعب بمركز الظهير الأيمن أم خط الوسط؟ أو اللعب في المركزين؟.