"نجم الأهلي يمهد لنهاية عصر سالم الدوسري وزيادة لغز استبعاد سعود عبدالحميد" .. دروس مستفادة من فوز السعودية الممل على مقدونيا الشمالية

شهدت مباراة السعودية ومقدونيا الشمالية "الودية"، مساء اليوم الخميس، غياب قائد وجناح أيسر نادي الهلال سالم الدوسري؛ بسبب الإصابة.

إصابة سالم كانت فرصة كبيرة جدًا لجناح أيسر الأهلي الشاب صالح أبو الشامات؛ لتقديم أوراق اعتماده إلى هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية.

وبالفعل.. لم يفوت أبو الشامات هذه الفرصة؛ حيث كان أفضل نجوم منتخب السعودية على مدار 67 دقيقة كاملة، قبل خروجه من أرضية الملعب.

وكان أبو الشامات هو مصدر الخطورة الأول على دفاعات مقدونيا، ووراء جميع الهجمات السعودية.

خطورة نجم الأهلي الشاب جاءت من انطلاقاته الرائعة على الجناح الأيسر؛ وأيضًا بدخوله إلى عمق الملعب، ومراوغته لمدافعي الخصم.

وهذا الأمر ظهر جليًا، في انطلاقة أبو الشامات الرائعة من عمق الملعب، ومراوغته أكثر من مدافع مقدوني؛ قبل تمرير الكرة إلى فراس البريكان، الذي سجل الهدف الأول للمنتخب السعودي.

وبالتالي.. أثبت صالح أبو الشامات مبدئيًا، أن منتخب السعودية عثر أخيرًا على "بديل" سالم؛ خاصة أن نجم الهلال وصل إلى عمر 34 سنة، ودخل المرحلة النهائية من مسيرته الكروية.

لكن.. يبقى على أبو الشامات الآن، أن يؤكد هذا الأمر في المباريات القادمة وخاصة الرسمية؛ ولا يكتفي بما ظهر عليه أمام مقدونيا الشمالية، مساء اليوم الخميس.

هُناك نقطة مهمة جدًا يجب الوقوف أمامها، في مباراة منتخب السعودية ضد نظيره مقدونيا الشمالية؛ وهي اتخاذ القرارات.

نعم.. نجوم السعودية أثبتوا أنهم يتفوقون مهاريًا على نظرائهم في مقدونيا؛ ولكن لديهم عيبًا خطيرًا للغاية، وهو الفشل في اتخاذ القرارات.

وفي كثير من اللقطات شاهدنا نجوم المنتخب السعودي؛ يتخذون قرارات خاطئة، عندما يصلون إلى الثلث الأخير من الملعب.

بمعنى.. بعض اللقطات كانت تحتاج من اللاعب السعودي أن يمرر الكرة إلى زميله، أمام مرمى منتخب مقدونيا؛ ولكنه اتخذ قرارًا بالتسديد، بشكلٍ غريب للغاية.

وببعض اللقطات الأخرى؛ كان يجب على اللاعب السعودي الذي يملك الكرة أمام مرمى مقدونيا أن يسدد، إلا أنه يختار التمرير ليقطعها دفاع الخصم.

لذلك.. يجب على نجوم المنتخب السعودي أن يحسنوا من نقطة اتخاذ القرارات؛ لأنها من الممكن أن تحسم لهم الكثير من المباريات، أو تضيّعها أيضًا إذا ظلت بهذا السوء.

جماهير نادي النصر كانت تنتظر مباراة السعودية ومقدونيا الشمالية، مساء اليوم الخميس؛ لمتابعة الظهير الأيسر الجديد سعد الناصر، ومدى قدرته على حمل هذا المركز في الفريق خلال الفترة القادمة.

لكن.. هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، فاجأ الجميع بالاعتماد على الناصر، في مركز الظهير أو الوسط الأيمن.

وهُنا.. يُمكن الوقوف على نقطتين أساسيتين من ظهور الناصر في مركز الظهير أو الوسط الأيمن مع المنتخب السعودي؛ وهما:

* أولًا: لم يشكل خطورة كبيرة على دفاعات مقدونيا من الناحية اليمنى؛ على عكس الجانب الأيسر للسعودية، المكوّن من متعب الحربي وصالح أبو الشامات.

* ثانيًا: رغم لعبه في غير مركزه؛ أثبت قدرته الكبيرة على التحكم في الكرة والتمرير الصحيح، مع النجاح في كافة الالتحامات تقريبًا ضد الخصم.

واستبدل رينارد لاعبه الناصر، بظهير أيمن النادي الأهلي علي مجرشي، مع بداية الشوط الثاني من المباراة الودية؛ وهذا ما يجعلنا نتساءل: "ألم يكن من الأفضل أن يقم المدرب الفرنسي باستدعاء سعود عبدالحميد؟!".

المقصد هُنا؛ أن رينارد فضل الناصر الذي يجيد في الجانب الأيسر أساسًا، على جميع أظهرة المنتخب اليمنى، في الوقت الذي يملك فيه لاعبًا بحجم عبدالحميد، لم يقم باستدعائه.

وقام رينارد باستبعاد سعود في فترة التوقف الدولي الحالي، بشكلٍ مفاجئ للغاية؛ حيث زعم البعض أن هذا يعود لعدم مشاركة اللاعب كثيرًا مع ناديه الجديد لانس الفرنسي، رغم أنه تمكن من صناعة هدف، في المباراة الأخيرة.

"أثق في عبدالله الحمدان وعبدالله رديف".. جملة قالها الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال الأول لكرة القدم، خلال الأيام الماضية.

إنزاجي صرح بهذا الأمر؛ بعد سؤاله عن قراره بالاستغناء عن الثنائي الهجومي أليكساندر ميتروفيتش وماركوس ليوناردو، في صيف العام الحالي.

واعتبر المدير الفني الإيطالي أن داروين نونيز، نجم الهلال الجديد، ومعه الثنائي المحلي الحمدان ورديف، قادرون على حمل هجوم الزعيم، خلال الموسم الرياضي الحالي 2025-2026.

وها هو الحمدان يرد على مدربه سريعًا، وعلى أرض الواقع؛ عندما سجل هدفًا رائعًا للمنتخب السعودي في شباك مقدونيا الشمالية، مساء اليوم الخميس.

الحمدان أثبت في الهدف الذي سجله؛ قدرة كبيرة على توقع أخطاء الخصم، ثم مهارة في التسديد من بعيد.

ويبقى على المهاجم الشاب أن يواصل تأكيد ثقة إنزاجي فيه، خلال الدقائق التي سيشارك فيها؛ سواء مع نادي الهلال، أو منتخب السعودية الأول لكرة القدم.

وأساسًا.. الحمدان دخل بديلًا في مباراة السعودية ومقدونيا في الدقيقة 67؛ ولكنه نجح في إثبات نفسه بقوة، من خلال الهدف والكثير من التحركات الإيجابية.