الأرجنتين وتشيلي | ميسي "ساحر" لا يعرف الاستسلام.. وسكالوني ينتصر بـ"كلمة السر"!

لم تكن مهمة ليونيل سكالوني سهلة في مواجهة تشيلي، ذلك الفريق الذي آلم ميسي ورفاقه كثيرًا في كوبا أمريكا، لكن المدرب المخضرم خرج بما أراد في نهاية المطاف.

المنتخب الأرجنتيني فرض سيطرته المطلقة على وسط الملعب، دون تشكيل خطورة كبرى، وأغلق كل المنافذ على لاعبي الخصم، الذين كانوا يعولون على الهجمات المرتدة، وخاصة أليكسيس سانشسيز.

"لا تخسر ستفوز" كان شعار ليونيل سكالوني أمام تشيلي، إذ أغلق دفاعاته بشكل مثالي، ولم يتلق سوى 3 تسديدات خلال 90 دقيقة، أظهر خلالها إيميليانو مارتينيز معدنه النفيس (كما هي عادته مع المنتخب).

وبعيدًا عن الأسطورة ليونيل ميسي، يمكن القول إن نقطة قوة المنتخب الأرجنتيني تكمن في القدرة البدنية الهائلة للاعبي وسط الملعب، حيث عوّل سكالوني على الرباعي "دي باول وماك أليستر وإنزو فرنانديز وجونزاليس".

ولم تظهر للرباعي مساهمات هجومية قوية، إلا أنهم أجادوا بشكل هائل في استعادة الكرة سريعًا من الخصم، خاصة أن المباراة شهدت احتكاكات وعنف في مربع العمليات.

أثبت ميسي مجددًا أنه بمثابة ساحر لا يفقد بريقه أبدًا، فصاحب الـ37 عامًا ما زال وحده العقل المدبر للمنتخب الأرجنتيني.

كما يفعل دائمًا، تراجع إلى وسط الملعب ليحصل على الكرة، وبدأ في المراوغة والتمرير والتسديد، فعل كل شيء وحده، وسط مجموعة من الشباب، الأقل مهارة والأكثر قوّة واندفاعية.

قدم ميسي 34 تمريرة في المباراة بنسبة دقة 94.1%، وقام بـ10 التحامات ناجحة مقابل 12 غير ناجحة، وسدد كرة واحدة خارج المرمى (كادت تصطدم بالقائم)، وأرسل 3 عرضيات ناجحة مقابل 2 غير ناجحة، وصنع 5 فرص لزملائه.

وحصل ميسي على 3 أخطاء دون أن يرتكب أي مخالفة، ولم يقدم أي مساهمة على الجانب الدفاعي، في ظل السيطرة المطلقة لراقصي التانجو على وسط الملعب.

يمكن القول إن تبديلات سكالوني صنعت الفارق في الشوط الثاني، حيث أشرك لو سيلسو على حساب إنزو في الدقيقة 64، قبل أن يقحم الثنائي الهجومي لاوتارو مارتينيز ودي ماريا على حساب ألفاريز وجونزاليس.

بهذه التبديلات، كثّف المنتخب الأرجنتيني من ضغطه الهجومي، وتمكن من استغلال الكرات الثابتة أخيرًا (11 ركلة ركنية)، وجاء الهدف الوحيد عن طريق لاوتارو مارتينيز، بعد عرضية مميزة من ميسي.