اعتاد أن يدفع فواتير الآخرين في آسيا .. أمور خارج الملعب تجعل الاتحاد دائمًا في وجه المدفع!

وخرجت تقارير إعلامية، خلال الأيام الماضية، تحمل طابع القلق من توتر الأجواء، في مباراة الاتحاد والشرطة، حيث ذكر مصدر بالنادي العراقي لوكالة "شفق نيوز"، بعدم تنظيم استقبال رسمي من قِبل النادي لنظيره الاتحادي، مع تكليف شخصين فقط، لمرافقة بعثة الاتحاد في بغداد، كردٍ على ما تم اعتباره بمثابة إساءة من الجانب السعودي للرموز العراقية، خلال مباراة المنتخبين في ملحق التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

ولم يتوقف المصدر بنادي الشرطة عند هذا الحد، بل كشف عن توزيع صافرات على جميع أفراد رابطة مشجعي الفريق الأول، لإطلاقها داخل الملعب ضد الاتحاد، دون مخالفة التعليمات، مع التقدم بطلب إلى الاتحاد الآسيوي، للسماح بإدخال الألعاب النارية إلى مدرجات ملعب الجولة الثالثة.، كما أشار إلى أن نادي الشرطة خصص النسبة القانونية لجماهير الفريق الضيف في مدرجات الملعب، في حالة حضورهم.

في المقابل، تم دحض الشائعات حول عدم استقبال بعثة الاتحاد في العراق، وذلك، بعدما نشر النادي الجدّاوي، وقبله السفارة في بغداد، صورًا لاستقبال المستشار عبد الله العنزي، لبعثة النادي السعودي، في مطار بغداد الدولي، بحضور رئيس نادي الشرطة، عبد الحليم الفرهود، وعددٍ من المسئولين، استعدادًا للمباراة الآسيوية.

ونشرت هيئة الإعلام والاتصالات في العراق، بيانًا رسميًا، ثمنت فيه موقف السعودية وإجراءاتها القانونية بحق المسيئين، على خلفية ما وصفه البيان، بإساءات صدرت عن بعض المشجعين السعوديين، تتضمن عبارات طائفية وترديدات مسيئة، عقب مباراة المنتخبين في 14 أكتوبر الجاري.

وأضاف البيان أن الإجراء الذي جاء من الجانب السعودي، على أن تمثل الرياضة موقفًا مسؤولًا وأن الأصوات النشاز التي تسعى لتعكير صفو الأخوين، لا تمثل الإرادة الرسمية ولا تعبر عن الروح الحقيقية لجماهير الرياضة التي يجمعها الشغف بالمستطيل الأخضر.

وقال المصري مؤمن سليمان، المدير الفني للشرطة العراقي، في المؤتمر الصحفي الذي يسبق المواجهة، "لا نريد أن يكون اللقاء مشدودًا، بل سنواجه الاتحاد بالهدوء والتركيز".

ورغم أن المؤشرات تتجه نحو مباراة "هادئة" لن تشوبها أزمة في استضافة الشرطة العراقي، إلا أن ما شهدناه من أحداث، في الفترة الأخيرة، تشير إلى "حظ" نادي الاتحاد، الذي بات ملزمًا بسداد فواتير الآخرين في آسيا، لأمور خارج الملعب.

هذه الواقعة تعيدنا إلى الوراء قليلًا، تحديدًا في أكتوبر 2023، عندما قررت بعثة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد، الانسحاب بشكل مفاجئ من ملعب "نقش جهان"، دون المشاركة في مباراة سيباهان الإيراني، في دوري أبطال آسيا.

ورفض مسؤولو بعثة الاتحاد، دخول الفريق لأرض الملعب، على خلفية وجود صور وتماثيل سياسية في مداخل ملعب المباراة، ليقرر الحكم إلغاؤها.

وأصدر الاتحاد بيانًا رسميًا، حينها، قائلًا "يود نادي الاتحاد الإيضاح أنه بعد وصوله للملعب الذي ستقام فيه المباراة مع نادي سباهان، تم إبلاغه من قبل مراقب الاتحاد الآسيوي أن المباراة لن تقام وفق الموعد المحدد وبإمكان الفريق مغادرة الملعب. وفقًا لذلك غادرت بعثة النادي الملعب، ونادي الاتحاد سيتابع حيثيات القرار، ويدعو الاتحاد الآسيوي لحفظ حقوق النادي التي كفلتها الأنظمة واللوائح".

وقتها، قرر الاتحاد الآسيوي، إلغاء المباراة لظروف غير متوقعة، إلا أنه اعتبر نادي الاتحاد فائزًا بنتيجة (3-0)، بعد مراجعة الأحداث التي وقعت في الملعب، مع معاقبة سيباهان بلعب 3 مباريات خارج ملعبه، وغرامة مالية قدرها 200 ألف دولار، مع التحذير من وضع ذات الشعار السياسي في الملعب خلال المباريات القارية مستقبلًا.

صحيح أن الاتحاد خرج فائزًا دون خوض المواجهة، إلا أنه تكلّف أيضًا رحلة خارج الأرض، للمشاركة في المباراة الآسيوية، في ظل روزتامة المباريات التي تجعل اللقاءات خارج الوطن، أمرًا مجهدًا للاعبين وقد يؤثر عليهم في الاستحقاقات المُقبلة.

الطريف في الأمر، أن ما تكلفه الاتحاد، استفاد منه الهلال، والذي ذهب إلى ملعب نقاش جهان، لمواجهة سيباهان في ذهاب دور الـ16، في مواجهة شهدت إزالة التماثيل والشعارات السياسية، فيما حقق الهلال حينها فوزًا كبيرًا خارج أرضه بنتيجة (3-1)، وكرر النتيجة في مباراة العودة.

من يقرأ عن تاريخ نادي الاتحاد، لا ينسى أبدًا البطولتين اللتين حققهما الفريق الغربي، الذي فاز بدوري أبطال آسيا في 2004 و2005، ليصبح أول فريق سعودي يحصد اللقب مرتين متتاليتين.

ولكن، منذ ذلك الحين، لا يزال الاتحاد يبحث عن استعادة أمجاده القديمة في آسيا، في الوقت الذي بات فيه الفريق بوجه المدفع، بأزمات خارجية تجبر على سداد فواتير الآخرين.