Unai Hernandez Mahamadou Doumbia Roger Fernandez Mario Mitaj IttihadSocial GFX

الاتحاد والمواليد الأجانب .. ما بين نظرة استثمارية و"مجبر أخاك لا بطل"!

يتقدم الاتحاد أندية دوري روشن السعودي من حيث الاهتمام باللاعبين الأجانب الشباب، ما يُطلق عليهم في السعودية "المواليد"، حيث وقع مع عدد منهم الصيف الماضي ويستمر بنفس السياسة خلال سوق الانتقالات الصيفي الجاري.

تلك الخطوة من جانب إدارة العميد بقيادة رامون بلانيس تُثير الجدل والتساؤلات في الإعلام والشارع الكروي السعودي، حيث يراها البعض نظرة استثمارية ممتازة فيما يصفها البعض بقلة الحيلة واختصارًا بجملة "مجبر أخاك لا بطل".

نستعرض معًا جوانب تلك الاستراتيجية من جانب العميد ..

  • الاتحاد والمواليد

    الاتحاد السعودي لكرة القدم منح الأندية فرصة التعاقد مع لاعبين أجنبيين من فئة المواليد ليُضافوا إلى الأجانب الـ8 الكبار في قائمة كل نادٍ في دوري روشن السعودي، وقد حدد عام 2003 لمواليد الموسم الماضي و2004 لمواليد الموسم الجاري.

    وتعاقدت جل الأندية السعودية مع لاعب أو لاعبين ضمن تلك الفئة، فيما ذهب الاتحاد، وبناءً على خطة رامون بلانيس، إلى التعاقد مع 6 لاعبين الموسم الماضي، أبقى منهم 2 مع الفريق الأول حسب اللائحة.

    الاتحاد تعاقد مع أوناي هيرنانديز وماريو ميتاي وسجلهما ضمن قائمة الفريق الأول، ومعهم ضم بريانت أورتيجا وريكاردو كارابالو وإساياس رودريجيز، وأعارهم جميعًا إلى فريق جدة، وأخيرًا ماتيو بوريل وسجله ضمن فريق تحت 21 عامًا.

    وهذا الصيف، انتقل بوريل إلى الأخدود بالإعارة وانضم كارابالو إلى الأنوار بنفس الآلية، فيما يتواجد أورتيجا ورودريجيز ضمن فريق تحت 21 عامًا استعدادًا للمشاركة في دوري النخبة الذي أقره الاتحاد السعودي لكرة القدم هذا الموسم.

    العميد واصل تلك السياسة هذا الصيف، إذ بات على بعد خُطوة واحدة من الإعلان عن ضم محمد دومبيا وروجر فرنانديز، وكلاهما ضمن فئة المواليد، حيث وُلد الأول عام 2004 والثاني عام 2005.

    دومبيا يصل جدة قادمًا من رويال أنتويرب البلجيكي، فيما يصل فيرنانديز من سبورتينج براجا البرتغالي، ويلعب الأول في مركز المحور، فيما يلعب الثاني في خانة الجناح الأيمن.

  • إعلان
  • نظرة استثمارية؟

    الموسم الماضي شهد إشادة عظيمة من الجميع تقريبًا بتحركات الاتحاد في هذا الاتجاه، وقد وُصفت نظرة بلانيس بالاستثمارية العظيمة، نظرًا لأنه حصل على جميع اللاعبين بأسعار زهيدة.

    ودعم ذلك الإعجاب الهائل تألق ميتاي مع الفريق الأول في خانة الظهير الأيسر، فيما لم ينل أوناي هيرنانديز نفس الفرص ولم يُحقق ذات النجاح، لكنه رغم ذلك حافظ على الآمال الكبيرة في تألقه مستقبلًا.

    الوضع اختلف مع صفقات الصيف الجاري، إذ أفادت التقارير الصحفية أن صفقتي دومبيا وفرنانديز ستُكلف الاتحاد ما يتراوح بين 45-55 مليون يورو، وهو مبلغ كبير جدًا للاعبين من فئة المواليد، وإن كان الهلال والنصر تحديدًا سبق أن دفعوا مبالغ أكبر كثيرًا لضم أمثال ماركوس ليوناردو وجون دوران.

    الاتحاد في نظر العديد أصبح مُولعًا بمثل تلك الصفقات، وذلك بهدف الاستثمار بعيد المدى والحفاظ على موارد النادي المالية، حيث تقل تكلفة تلك الصفقات كثيرًا عن ضم النجوم الكبار، وفي نفس الوقت قد تُباع العقود مستقبلًا بهامش كبير من الربح.

    ذلك قد يكون الجانب الإيجابي، والذي لم يتحقق كثيرًا نظرًا لأن اللاعبين الـ4 الذين لم يُسجلوا مع الفريق الأول لم يلفتوا الأنظار بقوة خلال فترات الإعارة في الموسم الماضي.

  • مجبر أخاك لا بطل

    الوجه الآخر من العملة! تحدثنا عن الوجه الأول الذي يحمل نظرة استثمارية بعيدة المدى وقد أشدنا بها كما الجميع، لكن لا أحد يستطيع نفي وجود أحاديث في الكواليس عن اضطرار الاتحاد لمثل تلك السياسة هذا الصيف، نظرًا لعدم قدرته تحمل تكلفة التعاقد مع نجوم أجانب كبار.

    الصحفي عبد الله فلاتة أوضح خلال تصريحات أخيرة أن الاتحاد لا ينوي التعاقد مع أي لاعب أجنبي هذا الصيف، مشيرًا إلى أن هذا قرار بلانيس، ومضيفًا أن المسؤول الإسباني قرر الاكتفاء باللاعبين المواليد فقط.

    هذا الأمر يقف ضده العديد من الجمهور الاتحادي، حيث يرون أن هناك حاجة ملحة لإنعاش الفريق بأجانب جدد خاصة في منطقة الوسط، فالعديد يُطالب بلاعبين أفضل من حسام عوار وفابينيو، لكن بلانيس قاوم تلك الرغبات بشدة وأصر على الحفاظ على أجانبه كما هم والتعاقد مع اثنين من المواليد هما فرنانديز ودومبيا.

    وجهة النظر الأخرى ترى أن غياب الدعم المالي من برنامج الاستقطاب وشح الموارد الخاصة بالنادي يُجبران بلانيس والإدارة على اتباع تلك السياسة، إذ يرون أن قيمة صفقتي دومبيا وفرنانديز معًا لا تكفي لجلب لاعب وسط أجنبي واحد بالمعايير المطلوبة.

  • الوضع الحالي في الاتحاد

    العميد لم يُغير أجانبه الكبار حتى تلك اللحظة، وهذا سيُتيح له الفرصة لإبقاء ماريو ميتاي ضمن قائمة المواليد في الفريق رغم تخطيه السن القانوني، إذ تشترط اللائحة على أن يكون لاعب المواليد هذا الموسم من مواليد 2004 فما فوق، والألباني من مواليد 2003، وتلك ربما الإيجابية الوحيدة والأهم من عدم تغيير الأجانب نظرًا لأهمية الظهير الأيسر في الفريق.

    الاتحاد، حسب المتداول، يتجه الآن إلى قيد الثنائي الجديد بجانب أوناي هيرنانديز ضمن قائمة فريق تحت 21 عامًا، وهنا سيستطيع بالطبع الاستفادة منهم في الفريق الأول لكن بعيدًا عن دوري روشن السعودي، فيما يبحث النادي عن لاعب مواليد آخر في قلب الدفاع لضمه قبل غلق سوق الانتقالات الصيفي في الـ10 من سبتمبر الجاري.

    على الأرجح لن تكون هناك مفاجآت في ميركاتو الاتحاد خلال الأيام القليلة المتبقية حتى موعد الإغلاق، لأن أي صفقة أجنبية جديدة ستُربك كل الحسابات، ولا وقت بالطبع لإعادة ترتيبها من جديد.