Rajkovic Ittihad Fatehsocial gfx/ Getty Images

لعبة فليك لم تنقذ رايكوفيتش .. غاب بنزيما فتألق ثلاثي الاتحاد ونجم الفتح يستحق الصراخ من أجله!

غاب كريم بنزيما، وطُرد رايكوفيتش، إلا أن الاتحاد أبى أن تخرج جماهيره حزينة من ملعب الإنماء، فحقق انتصارًا ثمينًا على الفتح بنتيجة (4-2)، في مباراة الجولة الثانية من دوري روشن السعودي.

الاتحاد سجّل رباعيته عن طريق حسام عوار وستيفن بيرجفاين "هدفين" ومهند الشنقيطي في الدقائق 22 و39 و55 و90+1، فيما جاءت ثنائية الفتح بأقدام ماتياس فارجاس وسفيان بن دبكة "ركلة جزاء" في الدقيقتين 33 و69.

مباراة مثيرة شهدت بطاقتين حمراوتين من نصيب جناح الفتح مراد باتنا، وحارس الاتحاد بريدراج رايكوفيتش، في الدقيقتين 45+1 و58، فيما سجّل محمدو دومبيا ظهوره الأول مع العميد في الدقائق الأخيرة.

ماذا حدث في مباراة الاتحاد والفتح؟ هذا ما تستعرضه النسخة العربية من موقع GOAL في النقاط التالية..

  • Al Ittihad v Al Shabab - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    غياب بنزيما؟ مدافع الاتحاد تكفي!

    ليس غريبًا على بطل ثنائية الدوري وكأس الملك، أن يملك الحلول الكافية إذا ما غاب القائد الفرنسي كريم بنزيما، والذي يمكن وصفه بـ"القلب النابض" للاتحاد، خاصة وأن قرار الإبقاء على الأجانب الكبار، ساهم في اللعب بانسجام تام، في الخطوط الهجومية بين موسى ديابي وستيفن بيرجفاين وحسام عوار وصالح الشهري.

    الاتحاد تميز - كالعادة - في اللعب الهجومي من الأطراف، عن طريق موسى ديابي وستيفن بيرجفاين، فكانت السمة الواضحة هي سهولة الاختراق والدخول إلى العمق، فيما لعب حسام عوار بسلاح المهارات الفردية التي صنعت الفارق أيضًا.

    ومارس موسى ديابي هوايته المعتادة في صناعة التمريرات الحاسمة، بعدما قدم "أسيست" إلى حسام عوار وتمريرة ساهمت في الهدف الثاني الذي سجّله بيرجفاين، ليوجّه الفرنسي رسالة بأنه عازم على المضي قدمًا نحو مواصلة رقمه المميز كأفضل صانع أهداف، بعدما صنع 15 تمريرة حاسمة في الموسم الماضي.

    في المقابل، بدا صالح الشهري، وكأنه يلعب دور "المهاجم الوهمي"، بالمساهمة في فتح المساحات للخط الثلاثي الهجومي، لتهديد مرمى الحارس فيرناندو باتشيكو، قبل أن يقرر بلان استبداله بعد طرد الحارس رايكوفيتش، ليقرر منح دور رأس الحربة إلى بيرجفاين.

  • إعلان
  • مراد باتنا .. يستحق الصراخ من أجله!

    بينما اعتمد الفتح على التكتل الدفاعي، الذي يبلغ مرحلة تواجد 6 لاعبين في الخط الخلفي، فإن الجناح المغربي مراد باتنا، كان سلاح كتيبة جوزيه جوميز الذي استحق أن يصرخ المدرب من أجله في أكثر من واقعة.

    باتنا كان مصدر خطورة كبيرة للفتح، خدمه أيضًا غياب حسن كادش لعدم الجاهزية، وماريو ميتاي للراحة بعد مشاركته مع منتخب بلاده في فترة التوقف، ليقرر المدرب لوران بلان، توكيل مهمة إيقافه إلى معاذ فقيهي، إلا أنه عانى كثيرًا أمام سرعات المغربي وقدرته على التوغل وإرسال الكرات العرضية.

    باتنا صنع الهدف الفتحاوي الذي سجله فارجاس، لتبدأ رحلة معاناة المغربي مع حكم المباراة، الذي رفض اعتراضه على عدم إلغاء الهدف الثاني لبيرجفاين، ليشهر البطاقة الصفراء، كما ألغى الحكم فرصة أخرى لباتنا في الدقيقة 42، رأينا معها غضبًا كبيرًا من اللاعب، والمدرب جوزيه جوميز أيضًا، ليكتمل السيناريو الكارثي بـ"طرد" اللاعب، في الدقيقة 45+1، بعد تدخل بتهور على فابينيو.

    ولكن، يمكن تلخيص الجهود الكبيرة التي قدمها مراد باتنا، في قرار بلان باستبدال معاذ فقيهي مع بداية الشوط الثاني، رغم طرد المغربي، من أجل إراحته، مع الدفع بعبد الرحمن العبود لتنشيط الجهة اليسرى.

  • Al Ittihad v Al Ettifaq - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    حسام عوار "بديل" بنزيما وهكذا رد كانتي على "التمرد"

    لعلّ السمة المميزة لأداء القائد كريم بنزيما مع الاتحاد، هو عدم الاكتفاء بالتواجد داخل منطقة الجزاء، وإنما بالتراجع أيضًا لوسط الملعب، من أجل بناء الهجمة وفتح المساحات لزملائه، وهو الدور الذي لعبه حسام عوار الذي كان أحد أبرز نجوم المباراة.

    عوار كان يتراجع للدفاع، ليس فقط لمنطقة الوسط، كما قدم فاصلًا من المهارات الفردية الرائعة، تجلّت في توغله بين الدفاعات قبل إحراز الهدف الأول، فضلًا عن إمكانية صنع فرصة بتمريرة بالكعب.

    أما عن نجولو كانتي، نجم وسط الاتحاد، والذي لاقى اتهامات بالتمرد من أجل الرحيل عن العميد، وسافر لقضاء إجازة قصيرة أثارت الشكوك حول لحاقه بمباراة الفتح، فإن النجم الفرنسي مارس دوره المعتاد في الانتشار في مختلف أرجاء الملعب، خاصة من الناحية اليمنى، كما امتاز بتمريراته القصيرة الـ46، التي بلغت دقتها 91%، كما نجح في كسب 3 مواجهات ثنائية من أصل أربع، بينما فقد الاستحواذ على الكرة 5 مرات، فيما أهدر مرتدة اتحادية كادت أن تسفر عن هدف محقق بالدقيقة 84، إلا أنه سدد كرة أرضية استقرت بين أحضان الحارس. 

  • Hansi Flick Barcelona 2025Getty Images

    لعبة فليك .. خطيرة ولكن!

    عندما تشاهد فريقًا يلعب على تقدم الخطوط الدفاعية والتركيز على مصيدة التسلل، يبادر ذهنك اللعبة الشهيرة التي يعتمد عليها المدير الفني هانزي فليك مع برشلونة، والتي تحمل في طياتها مجازفة خطيرة، كونها تمنح هجوم المنافس فرصة ذهبية لتهديد مرمى الحارس إذا ما نجحوا في الافتكاك من المصيدة.

    هكذا كان حال الاتحاد مع الفتح، في الشوط الأول، فإذا ما انطلق مراد باتنا، ومعه الثنائي فهد الزبيدي وفارجاس، اعتمد دفاع العميد على التقدم للأمام، لإسقاط الهجوم الفتحاوي في مصيدة التسلل، والتي ساهمت في الحدّ من توغل باتنا، وإفساد فرصة هجومية انتهت بتسديدة الزبيدي التي هزت الشباك من الخارج.

    خطوة غير مستغربة من المدرب لوران بلان - المدافع السابق -، ولكن إذا ما أشرنا إلى معاناة الاتحاد الدفاعية بشكل عام، فإنها قد تصبح ناقوس خطر، خاصة في المواجهات الكبرى.

  • Predrag Rajkovic Ittihad 2024Getty

    لعبة التسلل لم تنقذ رايكوفيتش .. وأزمة كبرى كانت تنتظر بلان!

    عاد الحارس بريدراج رايكوفيتش، لحراسة مرمى الاتحاد بعد غياب طويل بسبب الإصابة، وقدم الصربي بداية جيدة، أثبت خلالها يقظته في التصدي لتسديدات فتحاوية، كانت أبرزها في الدقيقة 14 بركلة ركنية، حاول منها فارجاس خداع العميد بالتسديد على المرمى، إلا أن الحارس تصدى لها.

    ولكن، ما أن تنفست جماهير الاتحاد الصعداء بعودة رايكوفيتش، حتى عاد القلق لينتابهم بقوة، بعدما قرر الحكم فيصل البلوي طرد الحارس في الدقيقة 58، بداعي إعاقة فهد الزبيدي، الذي كان في وضع انفراد، وهو الطرد الذي لم يشفع فيه مطالبة الاتحاديين بإلغائه بداعي التسلل على لاعب الفتح، إلا أن تقنية الفيديو أثبتت بأن الزبيدي لم يكن متسللًا، ما يؤكد أن لعبة فليك لم تنقذ رايكوفيتش.

    وبعد 9 دقائق فقط، كاد الاتحاد أن يتلقى ضربة كبرى، بتدخل من الحارس البديل محمد العبسي، على سفيان بن دبكة، إلا أن الحكم فيصل البلوي كان رحيمًا بهم، حيث اكتفى بإشهار بطاقة صفراء، لينقذ العميد من أزمة كبرى في حراسة المرمى، بالمباريات المُقبلة.

  • كلمة أخيرة

    قبل أيام، كانت الأنباء تتوارد بشأن مفاوضات من الأهلي المصري مع مدرب الفتح جوزيه جوميز لقيادة الفريق، وهو الأمر الذي نفاه ممثل الأحساء، وينبغي القول إن بقاء جوميز يعد ضرورة ملحة، ليس من أجل الفتح فقط، وإنما لمزيد من المتعة لدوري روشن.

    جوميز وإن اعتمد سياسة الدفاع المحكم والمرتدات الهجومية، إلا أنه صنع فريقًا يُعد مصدر قلق لمنافسيه، انتشله من الهبوط في الموسم الماضي، ليحولّه إلى إزعاج كبير، فبعدما أسقط الاتحاد في الموسم الماضي، كان قريبًا من انتزاع نقطة منه في لقاء اليوم.

    الفتح يضم أسماء مؤثرة، على رأسها مراد باتنا، وكذلك فارجاس وسفيان بن دبكة وزايدو يوسف وفهد الزبيدي، وساهم بمرتداته في إزعاج الاتحاد وطرد أحد أسلحته البارزة، ولكن يمكن القول إن الاتحاد محظوظ أيضًا ببدايته في دوري روشن، سواءً بمواجهة الأخدود والفتح، أو بمواجهة النجمة، بعد العودة من مواجهة الوحدة الإماراتي في دوري أبطال آسيا للنخبة.

0