VoetbalzoneGetty/Voetbalzone

"هذا كان سيقتلنا".. مسؤول في الاتحاد الأوروبي يكشف أسرار التغيير الأكبر في تاريخ دوري الأبطال!

في تصريحات هامة خلال قمة كرة القدم المقامة في البرتغال ونقلتها صحيفة "ديلي ميل"، كشف جورجيو ماركيتي، الأمين العام المساعد للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أن الدافع الرئيسي وراء التغيير الجذري لنظام دوري أبطال أوروبا، الذي انطلق في موسم 2024-2025، كان "تراجع الاهتمام" بالبطولة التي أصبحت "متوقعة بشكل كبير". 

هذه التصريحات لا تسلط الضوء فقط على نجاح الشكل الجديد من وجهة نظر المنظمين، بل تكشف أيضًا عن المخاوف العميقة التي دفعت "يويفا" لإجراء أكبر تعديل في تاريخ البطولة منذ عقود، وهو تعديل ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالزلزال الذي أحدثه مشروع دوري السوبر الأوروبي.

أوضح ماركيتي أن المحادثات حول مستقبل المسابقات الأوروبية بدأت في عام 2018، بهدف جعل البطولة أكثر ديناميكية وإثارة. 

وقال: "كنا نؤمن بأن دوري الأبطال هو أفضل دوري على الإطلاق، لكن كان من الضروري التغيير، كان هناك تراجع في الاهتمام لأنها أصبحت متوقعة، خاصة في المراحل النهائية". 

وأضاف: "أردنا مسابقة أكثر ديناميكية ولا يمكن التنبؤ بنتائجها، حيث يتواجه الأفضل في جميع المراحل وليس فقط في النهاية".

  • خلفية التغيير: شبح السوبر ليج

    لم تكن مخاوف "يويفا" وليدة الصدفة، ففي أبريل 2021، أعلن 12 ناديًا من كبار أندية أوروبا (من إنجلترا، إسبانيا، وإيطاليا) عن إطلاق بطولة انفصالية تحت مسمى "دوري السوبر الأوروبي".

    كان المشروع يهدف إلى إنشاء بطولة شبه مغلقة، تضمن مشاركة الأندية المؤسسة بشكل دائم بغض النظر عن نتائجها في الدوريات المحلية، مع وعود بعائدات مالية ضخمة تتجاوز بكثير ما يقدمه "يويفا".

    شكل هذا الإعلان تهديدًا وجوديًا لهيكل كرة القدم الأوروبية بالكامل، وأثار غضبًا جماهيريًا وحكوميًا غير مسبوق، مما أدى إلى انهيار المشروع في غضون 48 ساعة فقط بانسحاب معظم الأندية.

    لكن الرسالة كانت قد وصلت: الأندية الكبرى كانت غير راضية عن العائدات المالية وشكل المنافسة الذي يوفره دوري الأبطال، ورأت أن مرحلة المجموعات القديمة أصبحت مملة وتفتقر للمواجهات الكبرى.

  • إعلان
  • النظام القديم

    كان النظام القديم، الذي استمر لعقدين، يعتمد على تقسيم 32 فريقًا إلى 8 مجموعات، يتأهل منها صاحبا المركزين الأول والثاني. 

    ورغم نجاحه، تعرض لانتقادات متزايدة بسبب كثرة المباريات غير التنافسية في الجولات الأخيرة من دور المجموعات بعد حسم التأهل، بالإضافة إلى تكرار المواجهات بين نفس الفرق.

  • FBL-EUR-C1-ATALANTA-REAL MADRIDAFP

    الشكل الجديد: ثورة "النظام السويسري"

    لمواجهة هذه التحديات وتقديم منتج أكثر جاذبية، تبنى "يويفا" ما يعرف بـ "النظام السويسري"، في هذا الشكل الجديد، تم زيادة عدد الفرق المشاركة من 32 إلى 36 ناديًا، تتنافس جميعها في مرحلة دوري واحدة.

    كل فريق يخوض 8 مباريات (4 على أرضه و4 خارجها) ضد 8 منافسين مختلفين، يتم تحديدهم بالقرعة بناءً على أربعة مستويات تصنيف.

    هذا النظام يضمن أن كل مباراة لها أهميتها حتى الجولة الأخيرة، حيث تتنافس الفرق ليس فقط على التأهل المباشر (لأصحاب المراكز الثمانية الأولى) ولكن أيضًا على المراكز المؤهلة للملحق الإقصائي (من المركز 9 إلى 24)، بينما يتم إقصاء الفرق من المركز 25 إلى 36 نهائيًا.

    النتائج التي أشار إليها ماركيتي تؤكد نجاح هذا التوجه؛ فقد زادت الإيرادات من 3.5 مليار يورو إلى 4.4 مليار، وارتفعت نسبة الأموال الموزعة على الأندية غير المشاركة إلى 308 ملايين يورو.

    كما أن النظام الجديد سمح بمواجهات لم تكن ممكنة سابقًا في دور المجموعات، مثل لقاءات بين فرق التصنيف الأول، مما رفع من مستوى الإثارة منذ اليوم الأول.

  • مستقبل المنافسة بعد 2027

    مع استمرار المعارك القانونية بين "يويفا" والجهة المروجة للسوبر ليج، والتي حصلت على حكم من محكمة العدل الأوروبية يفيد بأن "يويفا" و"فيفا" أساءا استخدام سلطتهما المهيمنة، يظل مستقبل المسابقات الأوروبية مفتوحًا على كل الاحتمالات. 

    الشركة الراعية للسوبر ليج قدمت بالفعل مقترحًا جديدًا لبطولة مفتوحة من 64 فريقًا مقسمة على ثلاث درجات، مع نظام صعود وهبوط.

    من جانبه، يسعى "يويفا" لترسيخ نجاح نظامه الجديد والاستعداد للدورة التجارية القادمة التي تبدأ في 2027، ورغم عدم وجود خطط رسمية معلنة لتغيير آخر في شكل دوري الأبطال بحلول ذلك العام، فإن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب ردود أفعال الأندية والجماهير لضمان بقاء بطولته هي الأهم والأكثر جاذبية على الساحة العالمية، وقطع الطريق نهائيًا أمام أي محاولات انفصالية مستقبلية.