الاتحاد ضد الأخدود | واكتمل السقوط مع الهلال والنصر .. ثنائية الريال وبرشلونة تنهار أمام هدف "من تسديدة واحدة"

"علينا أن نحترم الخصم"، هكذا تحدث الفرنسي لوران بلان، المدير الفني للاتحاد، قبل مواجهة الأخدود، ليؤكد أن فارق المراكز الكبير بين الأول وقبل الأخير، ليس مبررًا للاستسهال في المباراة، ويبدو أن استعاد ذكرى مباراة الدور الأول، التي كان الأخدود فيها الأخطر، ولكن العميد ظفر بنقاط المواجهة.

بالنظر إلى مباراة العودة، فإن الاتحاد كان الأخطر، ولكنه اصطدم بفريق متكتل دفاعيًا، فيما لجأ لاعبو العميد إلى التمريرات السلبية وسلاح المهارات الفنية، من أجل التمكن من الوصول إلى مرمى الحارس باولو فيتور.

وكما جرت العادة، فإن الاتحاد اعتمد على انطلاقات الأطراف، وخاصة فواز الصقور، الذي انطلق من الناحية اليمنى، ليترك لموسى ديابي فرصة اللعب في العمق، وكذلك التراجع للخلف من أجل تغطية اندفاع الصقور.

وأمام التكتل الدفاعي الكبير من الأخدود، اعتمد الاتحاد على المهارات الفردية، بين مراوغة حسام عوار للدفاع وإحرازه هدف التقدم، ومهارة نجولو كانتي في افتكاك الكرة، وصنع فرصة هجومية، ومرور بنزيما بين 3 مدافعين، إلا أن الدفاع قال كلمته في النهاية.

في المقابل، لم يحتج الأخدود أكثر من تسديدة واحدة على المرمى، من هفوة دفاعية، تركت باسوجوج خاليًا داخل منطقة الجزاء، ليحرز هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من المواجهة، ويلحق التعثر الأول للاتحاد على ملعبه هذا الموسم.

ونجح الأخدود في استغلال نقطة ضعف ساهمت في اهتزاز شباك الاتحاد بأكثر من مرة، وهي الركلات الثابتة، والتي يبدو أن لوران بلان غير قادر على التعامل معها، رغم كونه مدافعًا سابقًا.

لا يمكن أن أتحدث عن المواجهة، دون أن أخصص مساحة للحديث عن جمهور الاتحاد، فمن يشاهد امتلاء المدرجات، والتفاعل الرائع لجماهير النمور، والأعلام الاتحادية التي ترفرف في المدرجات، لا يصدق أنها مواجهة تجمع بين المتصدر وقبل الأخير، حيث قدم محبو النادي الجداوي، كعادتهم، لوحة فنية رائعة في ملعب الإنماء، وأعطوا درسًا مهمًا، بأن الاتحاد إذا صعد على منصات التتويج هذا الموسم، فسيكون للمحبين دور لن يقل عن 50 بالمئة من ذلك الإنجاز.

للمرة الثانية على التوالي، يغيب الفرنسي كريم بنزيما، قائد الاتحاد، عن التسجيل، بل يمكن القول إن نجم ريال مدريد السابق، لم يكن في يومه، رغم كونه بلغة الأرقام، أحد أبرز نجوم العميد في المواجهة.

وقدم كريم بنزيما أكثر من فرصة خطيرة، إلا أنه افتقد للمسة الأخيرة، كما لم يشهد اللقاء ظهور ثنائية بنزيما وديابي التي عشقها جمهور العميد وباتت سلاحًا مؤثرًا في انتصارات الفريق الجداوي، فيما قدم أخطر فرصتين في المواجهة، أبرزها في الدقيقة 87، حيث تلاعب بدفاعات الأخدود، ومر بين 3 لاعبين، إلا أن الحارس فيتور أبى أن يكمل لوحة الفرنسي الرائعة.

في المقابل، عانى بنزيما من سوء الكرات الطويلة، حيث مرر 4 كرات لم تكلل أي منها بالنجاح، كما بلغت نسبة دقة تمريراته 74%، بينما كانت نقاطه الإيجابية في مراوغاته التي كسب ثلاث منها بين 4 محاولات، وفاز في 6 مواجهات ثنائية من أصل 10.

GOAL

ورغم التعادل وقلة محاولات الاتحاد على مرمى الأخدود، إلا أن هناك عدة نقاط مضيئة شهدتها مباراة الجولة الثالثة والعشرين، ويمكن أن نلخصها في النقاط التالية..

- أول مشاركة: وأخيرًا شاهدنا المهاجم الشاب، أوناي هيرنانديز، القادم من برشلونة في ميركاتو يناير، يلعب مباراته الأولى بقميص الاتحاد، حيث شارك بديلًا لعبد الرحمن العبود، إلا أنه لا يزال بحاجة للدخول في أجواء العميد، حيث عانى على مستوى المواجهات الثنائية التي لم يكسب سوى اثنتين من أصل 5 مواجهات، كما ارتكب مخالفة، واكتفى بتمريرة طويلة ناجحة، بينما خسر امتلاك الكرة 7 مرات.

- تميز نجولو كانتي: ورغم كونه أمرًا طبيعيًا، ولكن الفرنسي كانتي، الذي لمس الكرة 118 مرة، لا يزال يواصل تألقه كأحد الحلول الفعّالة التي لا غنى عنها في صفوف الاتحاد، باختراق العمق والمساهمة في تقوية الطرف الأيمن، فضلًا عن تميزه من ناحية المواجهات الثنائية الأرضية، التي كسب 5 من أصل 6، كما صنع تمريرة مفتاحية لزملائه، فيما بلغت دقة تمريراته 92%، بعدما أرسل 97 تمريرة صحيحة من أصل 105.

وفي الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد عن إصابة مهند الشنقيطي خلال مواجهة الأخدود، واحتمالية غيابه عن الملاعب لفترة، فإن حسن كادش زاد من أوجاع العميد، بسقوطه مصابًا وخروجه من ملعب المباراة في الدقيقة 53، ويشارك معاذ فقيهي بديلًا.