الأهلي ضد الهلال | الملك فيجيتا يقتل "برولي" .. فرحة جيسوس تحكي معاناته وهذه مشكلة يايسله الحقيقية!

وقدم الأهلي شوطًا أول أكثر من رائع، حيث فرض اسلوبه، ولعب على سلاح الكرات الطولية خلف مدافعي الهلال، لتسنح للراقي أكثر من فرصة على مرمى الحارس المغربي ياسين بونو.

وكان عبد الرحمن الصانبي، حارس الأهلي، الذي شارك اضطراريًا بعد تأكد غياب السنغالي إدوارد ميندي للإصابة، أكثر اللاعبين تنفيذًا للكرات الطولية، برصيد 11 تمريرة، فيما قدم فراس البريكان تمريرة حاسمة في الدقيقة 12، لتمر الكرة بين الدفاعات، وتصل إلى جابري فيجا الذي لم يجد عناءً في إحرازها في المرمى، بعد مراوغة الحارس ياسين بونو، ليصبح فيجا ثاني إسباني يهز شباك الهلال في تاريخ دوري المحترفين، بعد مواطنه تيو الذي سجل مع الفتح في مارس 2023.

ونجح الألماني ماتياس يايسله، مدرب الأهلي، في إغلاق المساحات أمام ثلاثي الوسط روبن نيفيش وسيرجي سافيتش ومالكوم أوليفيرا، كما اعتمد الأهلي على التنظيم الدفاعي، وسط تميز روجر إيبانيز وميريح ديميرال، وضرب الدفاعات الهلالية، فضلًا عن الضغط العالي من إيفان توني وجابري فيجا، بينما وجد البرتغالي جورج جيسوس، مدرب الهلال، صعوبة في بناء الهجمات، تكاد تكون الأكبر في مشوار الأزرق هذا الموسم.

وحاول جيسوس، استغلال غياب ظهير الأهلي عبد الله العمار، واتخذ قرارًا يحمل الكثير من المجازفة، بالدفع بالبرتغالي جواو كانسيلو في مركز الجناح، والاعتماد على ياسر الشهراني كظهير أيمن، مع إتاحة الفرصة للشهراني للانطلاق إلى الأمام، ومحاولة إرسال كرات عرضية، لتجدي محاولته نفعًا في الدقيقة 43، بتمريرة عرضية ارتقى لها الصربي ألكساندر ميتروفيتش، وأحرزها برأسية في الشباك، قبل أن يقرر الحكم إلغاء الهدف بداعي التسلل.

القاعدة الاعتيادية في مواجهات الأهلي والهلال، تقول: عندما يسجل سالم الدوسري، لا يخسر الهلال في قمة الدوري، حيث سجل الدوسري 6 أهداف في شباك الأهلي، خلال 5 مواجهات، شهد 3 انتصارات وتعادلين للأزرق.

ورغم ذلك، إلا أن الحارس عبد الرحمن الصانبي، لم يمنح الدوسري الفرصة لاختبار رقمه المميز، بعدما تصدى لأكبر فرص الهلال في اللقاء، خلال الدقيقة 38، بعدما وجه سالم تسديدة مباغتة داخل منطقة الجزاء، إثر تلقي تمريرة عرضية من سيرجي سافيتش، قبل أن يبرع الصانبي في التصدي للكرة التي ارتطمت بالقائم الأيسر بعد ذلك، ثم أبعدها علي مجرشي في الوقت المناسب.

وعاد الصانبي ليحرم الدوسري من فرصة جديدة لتسجيل هدف، في الدقيقة 69، بعد محاولة هجومية هلالية خطيرة، شهدت أكثر من تسديدة أبعدها الدفاع، قبل أن تصل الكرة إلى سالم الذي وجه الكرة داخل منطقة الجزاء، قبل أن يتصدى الصانبي لها ببراعة.

GOAL

ومع تألق الحارس عبد الرحمن الصانبي، إلا أن أحداث الكلاسيكو تقول إن هناك حارسًا آخر بجوار الصانبي، وهو المدافع ميريح ديميرال، اللذان أنقذا الراقي من فرصتين محققتين.

وتمكن ديميرال من إنقاذ فرصة هلالية بإبعاد الكرة على خط المرمى في الدقيقة 12، بعد تسديدة سيرجي سافيتش، ثم عاد ليبعد تسديدة خطيرة من جواو كانسيلو في الدقيقة 94، بعد تخطيها الحارس الأهلاوي.

إذا أردت أن تعرف مدى صعوبة المباراة على الثعلب البرتغالي جورج جيسوس، فيكفي أن ترى قفزته فرحًا بعد إحراز هدف تعادل الهلال في الدقيقة 56، بسيناريو معتاد للصربي ألكساندر ميتروفيتش، الذي استقبل عرضية رينان لودي، ليرتقي ويضع الكرة برأسه في الشباك.

الحقيقة أن الهلال كان الأكثر خطورة في الشوط الثاني، حيث تراجعت الفعالية الهجومية للاعبي الأهلي، وشن لاعبو الأزرق أكثر من فرصة خطيرة، ولولا التألق اللافت للحارس عبد الرحمن الصانبي، لكان لنتيجة المباراة شأن آخر.

جاء ذلك بعدما قرر جيسوس تعديل فكرته في الجبهة اليمنى، بالدفع بناصر الدوسري بديلًا لياسر الشهراني، وإعادة جواو كانسيلو للخلف، والاعتماد على سلاح الإعداد البدني، الذي جعل لاعبي الهلال، أكثر انطلاقًا نحو المرمى.

ويمكن القول إن الأهلي يقدم موسمًا غاية في الغرابة، فهذا الفريق الذي غادر بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، من دور الـ32، أمام الجندل، الذي ينشط في دوري يلو، كان ندًا قويًا للهلال، لولا ريمونتادا ميتروفيتش، وإحرازه لهدفي الهلال في الشوط الثاني.

والحقيقة أنه منذ الموسم الماضي، استطاع يايسله أن يقود الأهلي، العائد لدوري المحترفين، إلى المركز الثالث وانتزاع مقعد آسيوي، رغم خروجه مبكرًا من كأس الملك، وهو السيناريو الذي تكرر أيضًا في الموسم الجاري.

ورغم أن التاريخ لا يعترف سوى بالنتائج، ولكن كلمة حق، فإن الهلال انتزع فوزًا بشق الأنفس من الأهلي في نصف نهائي كأس الدرعية للسوبر السعودي، كما كان الراقي قريبًا من الفوز على النصر، في قمة الجولة الخامسة، قبل أن يسجل الأصفر هدف التعادل بعد الدقيقة 90.

مشكلة يايسله ليست في سوء التوفيق، بل يبدو أن المدرب الألماني لديه آفة، أثبتها مشوار الفريق في الموسم الماضي، وأكملها بالموسم الحالي، وهي عدم القدرة على المنافسة في أكثر من مناسبة.

يايسله قاد الأهلي للمركز الثالث في الدوري، لأنه كان المسابقة الوحيدة التي خاضها بعد خروجه من كأس الملك، وفي هذا الموسم، يقدم الراقي مستويات رائعة في دوري أبطال آسيا للنخبة، بينما يحقق نتائج ضعيفة في دوري روشن، كما خرج مبكرًا من الكأس، ما يعني أنه مدرب البطولة الواحدة.

ورغم ذلك، إلا أن بقاء يايسله واستمرار آفته هذا الموسم، فإنه ليس مضمونًا أيضًا أن يتوج الأهلي بلقب دوري النخبة الآسيوية، كونه يواجه منافسة شرسة من فريق كبير اسمه الهلال، وكذلك النصر الذي استعاد توازنه في الآسيوية.