"النصر أثبت أن إدارة الأهلي كانت على حق!" .. يايسله المتفرج يسقط أمام عبقرية بيولي ومرحبًا بهذا الموهوب السعودي

مرة أخرى.. فشل الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، في تحقيق الفوز على منافسه النصر، في الكلاسيكو الذي يُقام بمدينة جدة.

الأهلي لم يحقق الفوز في "جدة"، على الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر، منذ 3.182 يومًا؛ وتحديدًا منذ نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين في 29 مايو 2015.

وقتها.. فاز الأهلي (2-1) على النصر، على استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة؛ حيث سجل الأسطورة السورية عمر السومة "ثنائية" الراقي وقتها، بينما أحرز أحمد الفريدي هدف العالمي الوحيد.

ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن؛ لم يتمكن الأهلي من الفوز على النصر في مدينة جدة؛ وهو ما تواصل في كلاسيكو الليلة، ضمن منافسات الجولة 20 من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2024-2025.

أرقام كلاسيكو الأهلي والنصر في جدة منذ نهائي 2015 وحتى الآن:

* المباريات: 9.

* فوز النصر: 7.

* فوز الأهلي: 0.

* التعادل: 2.

"إدارة الأهلي يبدو أنها كانت على حق".. هكذا يُمكن أن نقول، بعد ما شاهدناه في كلاسيكو المملكة الكبير ضد النصر، مساء اليوم الخميس.

وحسب العديد من التقارير، قررت الإدارة الأهلاوية في وقتٍ سابق من الموسم الرياضي الحالي، "إقالة" المدير الفني الشاب ماتياس يايسله من منصبه؛ إلا أن الجمهور انتفض وتمسك ببقاء المدرب وجهازه المعاون.

وأمام كل هذا الضغط الجماهيري، اضطر مسؤولو الأهلي للتراجع عن قرارهم؛ حيث جددوا الثقة في يايسله، مع جلب صفقات في المراكز التي يريدها؛ وهي: "الظهير الأيسر ماتيو دامس، متوسط الميدان عيد المولد والجناح الأيسر جالينو".

وبلسان المدير الفني الشاب نفسه؛ أصبح الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي "أكثر تكاملًا"؛ بعد هذه الصفقات الشتوية الجديدة.

لكن.. ما فعله ماتياس يايسله هو الكلام وليس الفعل؛ حيث لم يقدم أي شيء على أرضية الملعب، وأمام فريق النصر الذي لعب ناقصًا العدد، لمدة شوط كامل تقريبًا؛ بعد طرد مدافعه محمد سيماكان، في الدقيقة 47.

ويُمكن تلخيص أخطاء يايسله أمام النصر؛ على النحو التالي:

- أولًا: استبعاد الظهير الأيسر ماتيو دامس، من قائمة الكلاسيكو بالكامل، على الرغم من عدم وجود البديل المناسب، بعد إيقاف سعد بالعبيد؛ حيث ظهر هذا المركز كـ"نقطة ضف" بالفعل ضد النصر.

- ثانيًا: عدم إيجاد حلول تكتيكية في خط الوسط؛ وذلك بالتزامن مع المستوى السيئ الذي ظهر به فرانك كيسييه؛ حيث ساهم المدرب بنفسه في تشتيت اللاعب، بتغيير مركزه كثيرًا في المباريات الأخيرة.

- ثالثًا: الاعتماد على لعبة واحدة فقط طوال الـ90 دقيقة، وهي العرضيات والكرات الطولية من الخط الخلفي إلى الجناحين وخاصة رياض محرز؛ على أمل أن يجد اللاعبون حلول فردية أمام عجزه التكتيكي.

وفي الحقيقة.. أداء الأهلي تحسن في الشوط الثاني، بعد طرد سيماكان، لكن غلب عليه "العشوائية"؛ حيث لم يكن هناك جملة تكتيكية واضحة، تجعلنا نشعر بأنه عمل من يايسله؛ ليعطي الأخير مبرر جديد للإدارة، بشأن صحة موقفها عندما أرادت إقالته، لولا الانتفاضة الجماهيرية.

كلاسيكو الأهلي والنصر، مساء يوم 13 فبراير 2025؛ ربما يكون واحدًا من أفضل المباريات التي أدارها المدير الفني الإيطالي ستيفانو بيولي، عبر مسيرته التدريبية بالكامل.

بيولي واجه ظروفًا لا يمكن أن يتعامل معها أي مدرب بسهولة، وذلك خلال كلاسيكو النصر والأهلي، مساء اليوم الخميس؛ على النحو التالي:

- إصابة الثلاثي أوتافيو مونتيرو وسلطان الغنام وعبدالله الخيبري، واضطراره لاستبدالهم خلال الكلاسيكو نفسه.

- طرد المدافع محمد سيماكان في الدقيقة 47؛ وإكمال الكلاسيكو ضد الأهلي، بـ10 لاعبين مقابل 11.

رغم ذلك.. نجح بيولي في التعامل تكتيكيًا مع كل هذه المتغيرات؛ حيث طبق أكثر من خطة، بما يتناسب مع مجريات الكلاسيكو حتى إطلاق صافرة النهاية.

على سبيل المثال.. عندما أصيب الظهير الأيمن سلطان الغنام ثم تعرض قلب الدفاع محمد سيماكان لـ"الطرد"؛ وجدنا بيولي يعتمد على خطة "4-2-3"؛ بحيث أصبح أيمن يحيى كـ"ظهير أيمن" مكملًا الرباعي الدفاعي، مع تواجد ثنائي فقط في خط الوسط هما مارسيلو بروزوفيتش وعبدالله الخيبري - قبل إصابته -؛ إلى جانب تحويل جون دوران كـ"جناح أيمن"، بينما أصبح كريستيانو رونالدو كـ"مهاجم وحيد صريح"، وساديو ماني على الطرف الأيسر.

وبعد استبدال الأسطورة كريستيانو رونالدو في آخر ربع ساعة، ونزول المدافع محمد آل فتيل؛ تحولت طريقة اللعب إلى "3-3-3" و"3-4-2" و"5-3-1"، حسب الحالات الهجومية والدفاعية.

الملخص هو أن بيولي كان يشغل عقله بـ"استمرار"، على عكس مدرب الأهلي ماتياس يايسله؛ وبالتالي.. شتت دفاعات منافسه، واقتنص انتصارًا غاليًا للغاية.

أيمن يحيى.. هذا الاسم الذي ظلمته الإصابات كثيرًا؛ كان أحد أبرز نجوم كلاسيكو المملكة الكبير، بين ناديي النصر والأهلي.

واضطر ستيفانو بيولي، المدير الفني لنادي النصر، الدفع بـ"يحيى" في الدقيقة 22 من عمر الكلاسيكو؛ بعد إصابة النجم البرتغالي أوتافيو مونتيرو.

وبعد نزوله إلى أرضية الملعب.. صنع يحيى هدفًا وسجل آخر؛ كما قدّم حلولًا تكتيكية كبيرة للغاية للمدرب الإيطالي، على أرضية ملعب "الإنماء"، الذي احتضن الكلاسيكو الكبير.

في البداية.. لعب يحيى كـ"جناح أيمن" في خطة "4-4-2"، ثم تحول إلى مركز "الظهير الأيمن" بعد طرد المدافع محمد سيماكان؛ كما ذكرنا.

لم يتوقف الأمر هُنا؛ فهذا الموهوب السعودي، لعب الدقائق الأخيرة من كلاسيكو النصر والأهلي، في مركز الوسط الأيمن؛ قبل أن يعود إلى الجناح مجددًا.

أي أن يحيى غير مكانه على أرضية الملعب، "4 مرات" وفي 3 مراكز مختلفة؛ ما يؤكد أنه يملك إمكانات فنية عالية؛ حيث لا يستطيع فعل ذلك وفي مباراة واحدة، سوى اللاعبين الكبار فقط.

وأثبت كلاسيكو المملكة أن كل ما يحتاجه أيمن يحيى؛ كي يصبح أحد نجوم السعودية الكبار، هو الانتظامية في المشاركة، وأن تبتعد عنه لعنة الإصابات.