الأهلي والأخدود | لم تتعلم الدرس يا يايسله .. خرج نجم الراقي ففك أسر الوحش، ومحرز "ضيف شرف"!

باختصار، يمكن القول إن الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للأهلي، لم يتعلم درس مباراة الدور الأول، التي تعادل فيها الراقي بشق الأنفس (1-1)، والذي يقول إن الأخدود إن يملك عناصر خطيرة، إن لم تنجح في السيطرة عليها حتى الدقيقة الأخيرة، فعليك أن تدفع الثمن.

الأهلي عانى في معركة الوسط، خاصة في الشوط الثاني، فيما كان الأخدود الأكثر خطورة ووصولًا إلى مرمى الحارس عبد الرحمن الصانبي، ولعبت تغييرات المدرب باولو سيرجيو دورًا كبيرًا في تعديل كفة أصحاب الأرض، لتترجم على أرض الواقع ببصمتي آل عباس وباتو - صانع الهدف الثاني -.

يمكن القول إن خروج علي مجرشي في الدقيقة 72، بعد إصابته، كان بمثابة نقطة محورية في مباراة الأخدود والأهلي، حيث خرج الظهير الذي كان مقيدًا للوحش سافيور جودوين، صاحب الهدف القاتل في المواجهة.

علي مجرشي قدم مباراة رائعة، على المستويين الدفاعي والهجومي، وصنع خطورة محققة في الجهة اليمنى للراقي، فتارة يترك لها محرز فرصة الانطلاق في الطرف لإرسال الكرات العرضية، والتي كللها بالتسبب في الهدف الذي أحرزه مدافع الأخدود لوي دايمون بالخطأ في مرماه، وتارة أخرى، ينطلق بالعودة إلى الخلف، من أجل إيقاف خطورة جودوين.

وبخلاف مستوياته داخل الميدان، فإن مجرشي قدم لقطة تثبت تفانيه في دعم الأهلي، بعدما سقط مرتين مشتكيًا من الآلام، ليدخل الطاقم الطبي من أجل الاطمئنان على سلامته، إلا أن يصرّ على الاستمرار في اللعب، قبل أن يغادر الملعب في النهاية، بالدقيقة 72، ليشارك ريان حامد بديلًا له.

أصبح الإنجليزي إيفان توني، عنصرًا خطيرًا لا غنى عنه في كتيبة الأهلي، كيف لا، وقد بات هداف الفريق، بإحرازه 22 هدفًا في 32 مباراة، منها 16 هدفًا في دوري روشن السعودي.

ولكن ينبغي الاعتراف بأن توني لم يقدم مستويات كبيرة في لقاء الأخدود، ولعل أبرزها في تسديدة "لوب" فوق الحارس باولو فيتور في الدقيقة الثالثة، لتمر الكرة فوق العارضة.

السؤال هو، "لماذا قرر المدرب ماتياس يايسله، استبدال إيفان توني مبكرًا في الدقيقة 64، والذي أبدى استياءه إزاء ذلك القرار رغم خروجه بهدوء من الملعب؟".

لعل الإجابة الأكثر منطقية على هذا السؤال، ليس فقط لتراجع مستوى توني في اللقاء، وإنما لتخوف يايسله من تلقيه بطاقة صفراء، كان من شأنها أن تغيبه عن مباراة الديربي المُقبلة أمام الاتحاد، للإيقاف، حيث نال 3 إنذارات في الدوري - حتى الآن -.

يمكن القول إن عنوان المباراة الأبرز هو "العشوائية والسيناريو المكرر"، بين كثرة الكرات المقطوعة بين الفريقين، فضلًا عن السقوط المتكرر للاعبين، وشوط ثاني لم تختلف أحداثه كثيرًا عن الشوط الأول، سوى في الوقت بدل الضائع الذي شهد ريمونتادا الأخدود.

ففي بداية المباراة، نجد الأخدود يسدد كرتين خطيرتين، منها واحدة سددها جودوين وارتطمت في القائم، ثم مرتدة سريعًا، أهدرها إيفان توني بكرة "لوب" فوق العارضة، وهدف أهلاوي يتم إلغاؤه.

هذا السيناريو تكرر بحذافيره في الشوط الثاني، بعد دخول بدلاء الأخدود، بتسديدتين من موسونا وصالح العباس، فيما سجل الأول هدفًا ألغي للتسلل، ثم يرد الأهلي بمرتدة ينهيها توني بتسديدة خاطفة ينجح الحارس في الإمساك بها، وكذلك هدف أهلاوي جديد يُلغى بقرار الحكم.

بعد 11 مباراة لم يزر فيها فراس البريكان الشباك، في دوري روشن، كاد "العازف" أن يفك نحسه في مواجهة الأخدود، على الأقل كي يثبت أحقيته بالتواجد في قائمة المنتخب السعودي، بعد استدعائه من قِبل رينارد لمباراتي الصين واليابان في تصفيات كأس العالم.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فبينما كان البريكان يعزف على أنغام هدف أول بالدقيقة 15، قرر الحكم إلغاء الهدف، بعد ارتكابه خطأ بدفع الحارس باولو فيتور بعد افتكاك الكرة منه، ثم عاد البريكان ليقبل هدية مجرشي وتوني، ويضع الكرة بالشباك في الدقيقة 51، إلا أن الحكم كان له رأي آخر، وألغى الهدف للتسلل.

لا يزال أداء النجم الجزائري رياض محرز، بمثابة علامة استفهام كبيرة مع الأهلي، فهذا المحارب الذي إن قمت باختيار أفضل 3 لاعبين في دوري أبطال آسيا للنخبة هذا الموسم، فحتمًا سيكون واحدًا منهم، بعدما أحرز 8 أهداف وصنع 7 تمريرات حاسمة، إلا أننا في الدوري، نشاهد نسخة "هادئة" من محرز، والذي واصل غيابه عن التهديف للمباراة السابعة على التوالي في روشن.

وبدا محرز وكأنه يكتفي بلعب دور البطل في النخبة الآسيوية، ولكن في الدوري، يعشق دور صانع الفرص لزملائه أكثر من مسجل الأهداف، علمًا بأنه على مدار دقائق المباراة، لم يوجه تسديدة واحدة فقط على المرمى.

وقدم محرز تمريرتين مفتاحيتين لزملائه، كما صنع كرتين طويلتين ناجحتين، إلا أنه لم ينجح في الكرات العرضية، سوى مرة واحدة فقط من أصل 6 محاولات، كما كسب 3 مواجهات ثنائية ناجحة من أصل 8 مواجهات، وارتكب خطأين خلال المواجهة.